الدولة العثمانية
تأسست الدولة العثمانية في بداية القرن التاسع عشر على يد الغازي عثمان ابن أرطغرل، إذ كانت مجرد قبيلة صغيرة تسمى الكايي وكانت تغزو الصليبيين والمغول، ثم استمرت بالتوسع حتى أصبحت أقوى دولة في العالم، وقد قامت الدولة العثمانية والتي سميت بذلك نسبة إلى الغازي عثمان بدور كبير في توحيد العالم الإسلامي، وسعت لأن تكون رايتها واحدة ومنهجها واحد، وقد استطاعت أن تتحول إلى قوة عظمى بعد أن كانت دويلة، وقد نشرت الإسلام حول العالم وأوصلته إلى أوروبا، إضافة لذلك فقد حمت الحجاز والمقدسات الإسلامية وأفسدت خطط الغزاة المعتدين، وقد لعبت الدولة العثمانية دورًا لا يمكن تهميشه أو التجاوز عنه في نشر الإسلام وذلك يتضح جليًّا بالمساجد والآثار الإسلامية التي مازالت قائمة في أنحاء أوروبا، وقد كانت التشريعات الرسمية في الدولة منبثقة عن القرآن الكريم والسنة النبوية، وكان تطبيقها تطبيقًا دقيقًا وليس بالإجمال، وغالبًا ما لُقّب السلاطين في الدولة العثمانية بأسماء ذات صِبغة دينية كخادم الحرمين، والخليفة، وكانت فتوحات الدولة تنطلق من مبدأ الإسلام والتوسع الإسلامي، لأن القادة الذين حكموا في تلك الآونة كانت تملؤهم الروح الإسلامية وكانوا يتحلون بروح الانضباط، وجنودهم كانوا أصحاب غيرة شديدة ومتحمسين لنشر الإسلام والجهاد في سبيل الله وذلك كان أهم عامل من عوامل انتصاراتهم[١].
فتوحات الدولة العثمانية
كانت الفتوحات العثمانية في بداية الأمر على شكل حملات، تتجه نحو البحر الأسود وبحر مرمرة بالإضافة لأماكن أخرى، وقد فتحت الحصون والقلاع والأراضي التي كانت تحت سيطرة الصليبين وكل من كان يشكّل مصدر تهديد للمسلمين، وقد قام ثالث أمراء عثمان بفتح البلقان وونقل العاصمة إلى أدرنه التي كانت قبل ذلك موجودة في بروسه، وتميزت بعدها بعمارة المساجد والمدارس، وكان ذلك هو مدخل المسلمين إلى صوفيا وتوالت بعدها الفتوحات باتجاه أوروبا، وفي عهد محمد الفاتح فتحت القسطنطينية، وذلك مصداقًا لحديث حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" [بشر الغنوي: خلاصة حكم المحدث : صحيح]، وقد رُفع الأذان فيها وغيّر اسمها إلى ( إسلامبول) أي عاصمة الإسلام، وقد حوّل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد[٢].
وحين نشر العثمانيون رسالة الرسول صلى الله عيه وسلم من علم وفقه وشريعة في كل مكان، وكانت سيوفهم حادّة وأسلحتهم جبّارة، أصبح العثمانيون هدفًا لكل علمانيّ وملحد وكل الديانات الأخرى، فأشاعوا حولها الشائعات، وتدخلوا بشؤونها علانية وسرًا، وتزامن ذلك مع وفاة سليمان القانوني الذي بعده بدأت قوة الدولة العثمانية بالضعف[٣]، بل يُقال أنها منذ ذلك الوقت قد انتهت، لأن من جاء بعده لم يكونوا بقوته، وكان المسؤولون يكثرون الأخطاء، وذلك كله قد نهش في جسد الخلافة العثمانية، فبهتت قوّة الجيش العثماني، وتبدد الخوف في قلوب أعداء المسلمين، ما سهّل العدوان عليها، وأغوى الشيطان علمائها فباتوا شيوخًا للسلاطين بعد أن كانوا منارات للمسلمين بكلمة الحق[٤].
الفتوحات الإسلامية
إن الفتوحات الإسلامية متوقفة منذ زمن بعيد، فمنذ سقطت الخلافة العثمانية لم تفتح بلاد باسم الإسلام، وذلك يعود إلى عدة أسباب أهمها[٥][٦]:
- انشغال المسلمين بأمور الدنيا.
- الضعف المعنوي والمادي.
- تفرق المسلمين وكلمتهم.
- انشغال كل طرف بأموره الداخلية بعيدًا عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [ النعمان بن بشير: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]].
- البعد عن الدين الإسلامي الصحيح.
- .عجز أهل الرأي فيهم عن إصلاح الأخطاء.
- جهل المسلمين بتاريخهم وتقصيرهم بقراءة التاريخ الإسلامي.
المراجع
- ↑ "أسباب سقوط الدولة العثمانية"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف
- ↑ "أيا صوفيا.. جدلية الكنيسة والمسجد والمتحف"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.
- ↑ "السلطان سليمان القانوني"، دغري خبر، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.
- ↑ 0 "الخلافة العثمانية ودورها في نشر الإسلام"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.
- ↑ "أسباب توقف الفتوحات الإسلامية"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.
- ↑ "الفتوحات في عهد الخلفاء الراشدين"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.