محتويات
هل توجد أضرار للعطور؟
تحتوي الكثير من العطور المشهورة على مركبات أساسية طبيعية، لكنها وفي نفس الوقت تحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات الصناعية الكيميائية وربما الضارة أيضًا، بل إن بعضها يؤخذ من المركبات البترولية أحيانًا، وقد لا يخفى عليك عزيزي الرجل أن أغلب منتجي العطور يرفضون البوح بالمركبات الموجودة في منتجاتهم لحماية علامتهم التجارية، وهذا بالطبع يجعل المستهلكين على جهلٍ تام بالمركبات الموجودة في العطور التي بحوزتهم والتي تصل أسعارها أحيانًا إلى آلاف الدولارات، وقد نشرت مجلة الساينتفك أمريكان المرموقة مقالة عام 2012 تحدثت فيها عن المركبات الكيميائية السريّة الموجودة في العطور، وأوردت المقالة معلومات حول احتواء العطور في المتوسط على 14 مركبًا كيميائيًا سريًّا لم تصرح الشركات المنتجة بوجودها في عطورها، وللأسف فإن الكثير من هذه المركبات قد تبين كونها ذات آثار سلبية على الهرمونات والوظائف التناسلية، خاصة فيما يتعلق بصحة الحيوانات المنوية عند الرجال[١].
الأضرار الصحية للعطور
على الرغم من الروائح الجذابة والجميلة التي تتميز بها العطور عمومًا، إلا أنها تبقى في النهاية عبارة عن مركبات كيميائية يُمكن استنشاقها عبر الأنف والفم، وهذا يجعل البعض ينظرون إلى العطور بصفتها ملوثات هوائية وربما كعوامل أو أسباب محتملة للكثير من المشاكل الصحية المباشرة؛ إذ يُمكن للعطور الكيميائية أن تتسبب في الشعور بالصداع، وتهيج الأنف والعينين والحلق أحيانًا، كما يُمكن للبعض أن يُعانوا من الغثيان ومشاكل الذاكرة وبعض المشاكل التنفسية الأخرى، وبالطبع تزداد حدة هذه المشاكل عند الأفراد المصابين أصلًا بالربو أو بمشاكل الجيوب الأنفية، ومن الجدير بالذكر أن المواد الكيميائية العطرة تُعد السبب الرئيسي الأول وراء الإصابة بالحساسية عند استخدام مواد العناية بالبشرة التي تحتوي أصلًا على العطور الكيميائية، وهذا لا يقتصر فقط عند المستخدمين لهذه المواد، وإنما لدى الأفراد الآخرين الذين على مقربة أو تواصل معهم، ومن المهم التنبيه هنا إلى احتواء الكثير من العطور على مركبات الفثالات Phthalates التي تؤثر سلبًا على الهرمونات، وقد ربطتها بعض الدراسات الحيوانية مع تشوهات العضو الذكري ومشاكل نمو الخصيتين[٢]، وقد نُشرت دراسة أسترالية عام 2017 جاء فيها أن المنتجات العطرية قد تحتوي على مواد مسرطنة لكن من النادر أن يتحدث منتجي العطور عن هذه المواد، والمشكلة أنه حتى العطور الطبيعية هي أيضًا تحتوي على مركبات سيئة السمعة وملوثة، وقد كشفت الدراسة كذلك عن نفور نسبة كبيرة من الناس من العطور وتأييدهم لعدم نشر العطور في أماكن العمل، بما في ذلك المستشفيات[٣].
ما هو التسمم بالعطور؟
لا داعٍ لان تقلق كثيرًا حول مسألة التسمم بالعطور، فهي أمرٌ نادر الحدوث، لكن هذا لا يعني أن العطور بريئة دائمًا من المشاكل الصحية؛ فالعطور تحتوي على نسب عالية من مادة الإيثانول الكحولية التي لا يجب تناولها عبر الفم، وفي حال تناول طفلك ملعقة أو أكثر منها، فإن من الأفضل لك التواصل بسرعة مع الجهات المختصة أو أطباء الأطفال وإعطاء طفلك قطعة من الحلوى لمنع هبوط مستوى السكر لديه إلى مستويات منخفضة للغاية، أما بالنسبة لأعراض الحساسية الأخرى الناجمة عن التعرض للعطور، فإنها قد تتضمن حدوث ارتفاع في درجات الحرارة، ودوخة، وتقيؤ، ومشاكل الكلام، وزيادة دقات القلب، وقد تتساءل عزيزي الرجل عن ماهية المواد الأكثر سمية الموجودة في العطور، ويجيبك الخبراء على ذلك بالقول بأن هذه المواد تتضمن عادةً كحول الإيثانول وكحول الايزوبروبيل، وعادةً ما تُضاف المركبات العطرية الأخرى إلى هذان المركبان من أجل حفظها وجعلها قادرة على إعطاء الرائحة المطلوبة، لكن على أية حال، يُمكن لأعراض التسمم أن تظهر بعد تناول 30 ملليتر فقط من كحول الإيثانول والايزوبروبيل، كما يُمكن للعطور أن تحتوي على مركبات سامة أخرى غير مصرّح بها[٤].
قضايا أخرى مرتبطة بالعطور
توجد الكثير من القضايا والأمور المثيرة للاهتمام والتي من الأفضل التطرق إليها عند الحديث عن أضرار العطور، منها[٥]:
- تضارب الأدلة العلمية حول أضرار العطور: تحتوي الكثير من العطور على مركب يُدعى بثنائي إثيل الفثالات، والذي يتسبب –وفقًا للكثير من الخبراء- بحدوث اختلالاتٍ هرمونية في الجسم، لكن وفي نفس الوقت، فإن دراسات أجرتها هيئات رسمية قد نفت أن يكون ذلك صحيحًا، وهذا الأمر دفع بمنتجي العطور إلى القول بأن خبراء الصحة ينتقون الأدلة التي تناسبهم ويغفلون عن الأدلة التي تعارض وجهة نظرهم.
- وجود الكثير من المركبات الكيميائية المسموح بها لتصنيع العطور: بوسع منتجي العطور تركيب العطور الخاصة بهم عبر الاستعانة بأكثر من 3100 مادة كيميائية متوفرة بين أيديهم ومسموح لهم باستخدامها في صناعة العطور، وعلى الرغم من أن التشريعات تفرض على المنتجين كتابة المركبات الأساسية لعطورهم على العلب، إلا أن التشريعات تسمح لهم أيضًا بوصف المركبات الكيميائية بانها "مُعطرات" فقط.
- استحالة كتابة جميع المركبات الكيميائية على علب العطور: يعترف الباحثون بأنه من شبه المستحيل أصلًا كتابة جميع المركبات الكيميائية الموجودة في العطور فوق العلب الخاصة بها؛ وذلك بسبب الطبيعة المعقدة لهذه المركبات وكثرة أعدادها أيضًا.
قَد يُهِمُّكَ
قد تتساءل عزيزي الرجل الآن عن فوائد ومشاكل العلاج بالزيوت العطرية أو الأساسية التي تُعد جزءًا من العلاجات التكميلية أو الشعبية منذ 6000 آلاف سنة تقريبًا، وقبل الإجابة على هذا التساؤل يجب التذكير بأن العلاج العطري Aromatherapy يتضمن أنواعًا كثيرة من الزيوت العطرية المأخوذة من نباتات وأعشاب مشهورة بروائحها الزكية؛ كالياسمين، والريحان، والخزامى، والقرنفل، وغيرها الكثير، وقد اتفق الباحثون على إمكانية الاستعانة بهذه الروائح العطرية لعلاج الكثير من المشاكل الصحية؛ كالغثيان، والآلام، والقلق، والصداع، لكن يبقى لهذه الزيوت العطرية مركباتها الكيميائية الخاصة بها أيضًا، مما يعني ضرورة استشارة المختصين قبل الإقدام على استخدامها لأغراضٍ علاجية، كما يُمكن لبعض هذه العطور أن تتعارض مع بعض الأدوية وبعض المشاكل الصحية؛ فعطور إكليل الجبل –مثلًا- يجب أن لا تُعطى للمصابين بارتفاع ضغط الدم، ويجب التنبيه في النهاية إلى إمكانية أن تتسب العطور الطبيعية في ظهور أعراض الحساسية أيضًا، كما هو حال العطور الصناعية[٦].
المراجع
- ↑ "Scent of Danger: Are There Toxic Ingredients in Perfumes and Colognes?", Scientific American,29-9-2012، Retrieved 19-6-2020. Edited.
- ↑ "Fragrance Chemicals", Health Care Without Harm (HCWH), Retrieved 19-6-2020. Edited.
- ↑ Anne Steinemann (3-2017), "Health and societal effects from exposure to fragranced consumer products", Prev Med Rep., Issue 5, Page 45–47. Edited.
- ↑ Elaine K. Luo, M.D. (24-6-2019), "How to Know If Your Perfume Is Poisoning You"، Healthline, Retrieved 19-6-2020. Edited.
- ↑ Laura J. Martin, MD (12-5-2010), "Does Perfume Have Hidden Health Risks?"، Webmd, Retrieved 19-6-2020. Edited.
- ↑ Debra Rose Wilson, Ph.D., MSN, R.N., IBCLC, AHN-BC, CHT (20-3-2017), "Aromatherapy: What you need to know"، Medical News Today, Retrieved 19-6-2020. Edited.