محتويات
مدينة يثرب
يثرب هو اسم اطلق على المدينة المنورة في الجاهلية، فقد كانت تُسمّى المدينة المنورة في الجاهليّة بيثرب، والسبب في تسميتها يثرب، أن أول مَن سكنها بعد التفرّق عنها هو يثرب بن قاينة وهو واحد من قبيلة العمالقة، ولكن عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إليها أسماها بالمدينة المنورة، وأسماها بطيبة، وطابة، كراهة لاسم التثريب والذي له دلالات غير محمودة، فالتثريب هو التغيير أو من الثرب وهو الفساد، فاسم يثرب هو من الأسماء المكروهة والتي لا تصح تسمية المدينة المنورة بها لذلك غيّر الرسول صلى الله عليه الإسم بمجرد القدوم والهجرة لها، وقد ثبت اسم المدينة في الآيات الأحاديث النبويّة والآيات القرآنية لنفي اسم يثرب، فقال الله سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[١]، فلم تكن هناك أي قرية تسمّى المدينة سوى المدينة المنورة التي ذكرها الله تعالى في كتابه، وأصبح منذ ذلك الوقت اسم يثرب بالمدينة المنورة ونُفِي اسمها القديم، فالمدينة المنورة هي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم التي آوته حين لجأ إليها فارًا من ظلم أهل مكة وتكذيبهم له.[٢]
موقع مدينة يثرب
يثرب أو المدينة المنورة هي المحطة الثانية التي وصلت إليها الدعوة الإسلامية، بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مكة إلى المدينة المنورة، فكانت المدينة خير مأوى للرسول صلى الله عليه وسلم ولمن جاء معه من مكة، وتقع المدينة المنورة في منطقة الحجاز في ناحية الشمال من مكة المكرمة، ويفصلها عنها حوالي 350 كيلو متر مربع، ويُشرف على المدينة المنورة جبلان هما جبل أُحد والذي يقع على بعد 3 أميال من الشمال منها، وقد سمّي جبل أُحد لتوحدّه وانقطاعه عن السلاسل الجبلية الأخرى، والجبل الثاني الذي تشرف عليه مكة المكرمة هو جبل الرّماة وهو جبل صغير في بطن الوادي، والذي هو حاليًا يقع بالقرب من قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وقد سمّي بجبل الرّماة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خصصه ليقف عليه الرماة من جيوش المسلمين في معركة أُحد، ولكنهم خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم مما ألحق الخسارة بهم.
وقد تميّزت المدينة المنورة بأنها تقع في واحة خصبة فيها العديد من الوديان والآبار والأنهار، ومن أشهر أوديتها وادي بطحان ووادي العقيق، وقد عرفت المدينة منذ القدم بخصوبة تربتها الأمر الذي أثر على أهلها وجعلهم يعملون بالزراعة مما زاد في استقرار أهلها وتحصيلهم للأموال، ولكن بعد التطوّر الحضاري ووصول أعداد سكان المدينة إلى ما يقارب النصف مليون هُدمت الكثير من أسوار المدينة واختفت آبارها، وأصبحت المدينة مركزًا ثقافيًا وعلميًا إلى جانب أهميتها الدينيّة والروحية، وقد بُني فيها عدد من الجامعات ومراكز العلم ودور تحفيظ القرآن، وشهدت المدينة نهضة صناعية وتجارية حيث تتم زراعة أفخر أنواع التمور فيها حيث تنتشر المزارع والواحات المشهورة بنخيلها وجودة تمورها.[٣]
مدينة يثرب قبل الإسلام
هناك بعض الغموض الذي يكتنف تاريخ المدينة المنورة قبل الإسلام، ولكن بحسب المؤرخين وكتب التاريخ، فإن أول من سكن المدينة هم قبيلة العماليق وهم من أحفاد سام بن نوح، تكاثروا وأصبحوا على شكل قبائل وجماعات انتشرت في كافة أرجاء المدينة، وعند ظهور المسيحية في الإمبراطورية الرومانية قام اليهود ببعض حركات التمرّد والعصيان، الأمر الذي دفع الدولة الرومانية إلى طردهم وإبعادهم، فهاجر بعضهم إلى الجزيرة العربية، فاستقبلهم العرب كضيوف مرحب بهم، فأقام اليهود في يثرب إلى جانب العماليق وبعض القبائل العربية مثل قيبلة بني قريظة، وبني النضير، وبني القينقاع، وقد نسبت أسماء بعض الأودية والأماكن لهؤلاء القبائل.
وبعد هجرة الأوس والخزرج في القرن 16م نزل هؤلاء في مدينة يثرب وجاوروا بني القينقاع وأصبح مع الوقت لهم ضياع وأموال، فخاف اليهود من الأوس والخزرج على أنفسم فعقدوا معهم مصالحة، ولكن نقض اليهود المصالحة بعد فترة من الزمن، ولجؤوا إلى بث المؤامرات والدسائس لتفريق الكلمة بينهم، وانتهى الأمر بعدد كبير من الحروب والوقائع تكبّد بها الأوس والخزرج خسائر فادحة في الأموال والأرواح، ولكن بعد انتباه الأوس والخزرج لما يقوم به اليهود انتهت تلك الحروب وانتهت الوثائق والعهود بينهما، وكان لعبدالله بن أبي بن سلول وأبي عامر عبد عمر بن صيفي دور لافت في تجاوز تلك الأزمات، ولكن بعد ظهور الإسلام وعدم دخولها فيه أفل نجمهما وانطفى.[٤]
مدينة يثرب بعد الإسلام
في سنة 620م جرى أول اتصال بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأهل يثرب، وتكرر اتصاله بهم، إلى أن وصل مهاجرًا يوم الإثنين الثامن من ربيع الأول عام 622م، واستقر به المقام ليصبح آمنًا مطمئنًا بها، ومع دخول الرسول صلى الله عليه وسلم، تحوّل الأوس والخزرج إلى أنصار وإخوان بعد أن كانوا متصارعين متفرقين، وتحوّل الأنصار مع مَن هاجر إليهم ليصبحوا جميعًا اسمهم الصحابة، وبهم بدأ تاريخ الدولة الإسلاميّة، وهي أول دولة تقوم على مبدأ الشورى.
وقد كانت أول الأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة هو بناء المسجد النبوي الذي بناه بيده ليصبح مركز الجماعة ورمزها، وقد أنشأ الرسول مسجده في وسط المدينة، وهو أقرب إلى شرق المدينة، وقد أقيم على هيئة مستطيل، وطوله 63×70 ذراعًا، وبنيت جدرانه من الحجارة والطين، وعمدانه من أعجاز النخيل، وسقفه من الجريد، وكان بناء المسجد هو القاعدة الأساسية التي ارتكز عليها عمران المدينة لاحقًا، وأنشئ إلى جوار المسجد بيت النبي الذي مات فيه، وبالقرب منه أقيمت بيوت الصحابة، وقد أدى تكرار توسعة المسجد إلى إزالة بعض بيوت الصحابة، وقد كانت أول توسعة للمسجد النبوي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر، وقد استمرت المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، ومن ثم تعاقبت عليها الخلافات الأموية والعباسية والعثمانية وساهموا بالاهتمام فيها وبمعالمها إلى أن وصلت إلى ما هي عليه في الوقت الحاضر.[٤]
مَعْلومَة
يثرب هو الاسم القديم للمدينة المنورة، وقد سمّيت المدينة المنورة بهذا الاسم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بقدومه إليها نوّرها وشرّفها بما جاء به من الشرع والهدى وتعاليم الإسلام الصحيحة، وللمدينة المنورة عدد من الأسماء وهي:[٥]
- المدينة.
- طيبة.
- طابة.
- المسكينة.
- العذراء.
- الجابرة.
- المُحبة.
- المحببة.
- المحبورة.
- يثرب.
- الناجية.
- الموفية.
- أكالة البلدان.
- المباركة.
- المحفوفة.
- المسلمة.
- المجنة.
- القدسية.
- العاصمة.
- المرزوقة.
- الحيرة.
- المحبوبة.
- المحرومة.
- جابرة.
- المختارة.
- المحرمة.
- القاصمة.
- طبابا.
المراجع
- ↑ سورة التوبة ، آية: 120.
- ↑ "سبب تسمية المدينة بـ (يثرب) ثم (المدينة) بعد الإسلام"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 26-7-2020. بتصرّف.
- ↑ صلاح الدين عبد الغني، مدن لها تاريخ، صفحة 35-38. بتصرّف.
- ^ أ ب مصطفي الخطيب، "تاريخ المدينة المنورة"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 26-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "أسماء مدينة رسول الله وسبب وصفها بـ(المنورة)"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 26-7-2020. بتصرّف.