بحث حول مدينة قرطاج

قرطاج

تعد مدينة قرطاج إحدى أهم المدن والحضارات التي عُرفت في البحر الأبيض المتوسط، وكانت مركزًا لتلك الحضارات التي سادت في المتوسط لعدة قرون، وتقع مدينة قرطاج شمال تونس، ولا تبعد كثيرًا عن العاصمة التونسية التي قد تأسست بعد تأسيس قرطاج بقرابة خمس عشرة قرنًا، لكن الأخيرة تحولت بفعل الزحف العمراني إلى إحدى ضواحي العاصمة التونسية. ويحكى في إحدى الأساطير أن مدينة قرطاج قد شُيّدت على يد أميرة فينيقيا عليسة كما يسميها التونسيون أو أليسار إليسا حسب ما اصطلح عليه أهل المشرق، أو حتى ديدون كما يسميها المغاربة، وقد جاءت عليسة أو أليسار من مدينة تسمى صور -وهي مدينة لبنانية- هاربةً من أخيها الذي أقدم على قتل زوجها، ويذكر أن هناك كاهنًا أخبر عليسة أن قدرها هو تأسيس مدينة مقابل جبل له قرنان، فأبحرت حتى وصولها إلى ما يسمى اليوم بخليج تونس، حيث يوجد الجبل ذو القرنين -جبل بوقرنين- في يومنا الحالي، وقد حازت أليسار بدهائها على مساحة واسعة من المدينة أسست عليها مدينة قرطاج، ثم نمت وازدهرت في شتى المجالات وأصبحت قوة اقتصادية وعسكرية عظيمة.[١]


الموقع الجغرافي لقرطاج

تقع مدينة قرطاج في مكان مهم للغاية بين شرق البحر الأبيض المتوسط وغربه، مما أدى لتسهيل التجارة فيها، فقد وصلت سفن تلك المدينة لجميع أنحاء البحر، ابتداءً بالمشرق وحتى مناطق أبعد من موريتانيا، وأسسوا مدنًا صغيرة على شواطئ صقلية والمغرب وسردينيا وإسبانيا. واستعمر أهالي قرطاج البلاد التونسية نفسها، وفي ذلك الوقت كانوا يسكنون الشواطئ فقط خوفًا من البرابرة الذين سكنوا البلاد، وبهذه الطريقة أصبحت مدينة قرطاج المركز التجاري الرئيس للجهة الغربية للبحر الأبيض المتوسط قبل القرن الخامس قبل الميلاد.[٢] ويعد الموقع الأثري أحد أشهر المعالم الأثرية بقرطاج التي تقع في العاصمة التونسية، ويصنّف كأحد مواقع التراث العالمي منذ سنة 1979، وتقع كاتدرائية القديس لويس في قرطاج على تل بيرصا وقد بُنيت في القرن التاسع عشر بالإضافة لبقايا آثار أهم حي في المدينة البونية.[٣]


تضاريس قرطاج

بنيت مدينة قرطاج على نتوء من مداخل البحر من جهتي الشمال والجنوب، مما جعل موقع المدينة موقعًا مهمًا جدًا للتجارة البحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وقد قيل أن كافة السفن العابرة باتجاه البحر تمر بين كل من صقلية وسواحل تونس، حيث بنيت قرطاجة، مما وفر لها نفوذًا وقوة عظمى. وبنيَ اثنان من أكبر الموانئ الاصطناعية داخل المدينة، أحدهما لإيواء البحرية في المدينة الهائلة والمكونة من 220 سفينة حربية، والآخر للتجارة التجارية ” نايمكس”، وبرج الجدران التغاضي وكلا المرافئ، وتحيط بالمدينة مجموعة من الجدران الضخمة يبلغ ارتفاعها نحو 37 كم في الطول، أي أنها أطول من أسوار المدن المماثلة، وتتواجد معظم الجدران على الشاطئ وبهذا يمكن أن تكون أقل إثارة للإعجاب، إذ تفرض الرقابة على القرطاجيين من البحر فيصعب الهجوم من ذاك الاتجاه، وكان لتلك الجدران ضخامة ملفتة فكانت تمتد لمسافة من 0-8 كم لجهة الغرب، وهذا أكسبها ميزة صعوبة الاختراق.[٤]


المراجع

  1. "قرطاج أيقونة المتوسط وإحدى أهم مكونات الهوية التونسية"، alquds، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2019.
  2. "قرطاج"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2019.
  3. "10 من أهم المواقع الأثرية في تونس"، ultrasawt، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2019.
  4. "بحث عن مدينة قرطاج"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2019.

فيديو ذو صلة :