مخاطر طقطقة الرقبة

مخاطر طقطقة الرقبة
مخاطر طقطقة الرقبة

طقطقة الرقبة

قد تكون لاحظت أو قابلت مسبقًا بعض الناس الذين لديهم القدرة على طقطقة أو فرقعة مفاصل جسمهم إراديًا، بما في ذلك مفاصل الأصابع، أو الظهر، أو حتى الرقبة، وقد تكون أنت نفسك قادرًا على آداء هذه الحركات لغرض تفريغ الضغط الذي تشعر به في هذه المفاصل أو لكونها مجرد عادة لديك اكتسبتها مع مرور الوقت، كما قد تكون قد تساءلت من قبل عن سبب ومخاطر القيام بطقطقة المفاصل، خاصة مفاصل الرقبة، ويُمكن القول باختصار أن سبب صدور صوت الطقطقة يرجع إلى وجود سوائل في كبسولات المفاصل العظمية، وعند طقطقة هذه المفاصل، فإن هذه السوائل تتحول إلى غازات، وعندها ينتج صوت الطقطقة على إثر ذلك، وفي المناسبة فإن من النادر أن يكون هذا الأمر مؤذيًا للصحة، كما أن بعض الدراسات تتحدث عن فوائد نفسية لطقطقة العظام، لكن وفي نفس الوقت يُمكن أن تتسبب طقطقة الرقبة بأضرار ومشاكل سيئة للغاية؛ وذلك بسبب مرور الأعصاب والأوعية الدموية من تلك المنطقة تحديدًا[١].


مخاطر طقطقة الرقبة

ينتشر استخدام أسلوب طقطقة الرقبة كثيرًا بين أخصائيي العلاج الطّبيعي أو تقويم العموم الفقري يدويًا، ويوجد الكثير ممن يروجون إلى كون طقطقة الرقبة أمرٌ غير خطير ولا داعٍ للقلق حولها، لكن خبراء آخرون ينفون هذا الأمر ويرون بأن هنالك الكثير من المخاطر والمرتبطة بهذا النوع من الطقطقة، وقد تتفوق هذه المخاطر على فوائد الطقطقة، ومن بين هذه المخاطر[٢]:

  • الجلطة الدّماغيّة: تزداد فرص تعرض الشريان الفقري للتمزق بسبب طقطقة الرقبة، ومن المعروف أن لهذا الشريان دورٌ بارزٌ في إمداد رأسك ودماغك بالدم، مما يعني إمكانية التسبب في حدوث الجلطة الدماغية بسبب الطقطقة، وفي الحقيقة فإن فرص الإصابة بالجلطة الدماغية هي أكثر عند الأفراد الذين يتعودون على طقطقة رقبتهم، خاصة بعد سن الستين سنة، وعلى الرغم من أنه من النادر أن تتسبب طقطقة الرقبة في حدوث الجلطة الدماغية، إلا أن الكثير من الأطباء يحثون مرضاهم على تجنب هذه العادة قدر الإمكان؛ لأن هنالك بعض الأفراد الذين يتمتعون أصلًا بأوعية دموية هشة أو بأنسجة مرنة أكثر من المطلوب بسبب جيناتهم الوراثية، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل البدنية نتيجة لطقطقة الرقبة[٣].
  • تخثر الدم: لاحظ الباحثون إصابة بعض الأفراد بتخثر الدم داخل رقبتهم نتيجة طقطقتهم للرقبة، وقد لا يخفى عنك أن لتخثر الدم انعكاساتٍ خطيرة للغاية على حياتك؛ لأن ذلك سيؤدي إلى انقطاع أو عرقلة وصول إمداد الدم إلى دماغك.
  • الفصال العظمي: تضطر مفاصل رقبتك إلى تحمل مزيدٍ من الضغط عند طقطقة الرقبة، وفي حال استمرارك بفعل ذلك، فإن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زحزحة الرقبة أو عدم ثباتها وربما الإصابة بنوع من التهابات المفاصل يُدعى بالفصال العظمي، وقد يؤدي هذا النوع إلى شعورك بالألم الشديد دون أن تتمكن من إيجاد علاجٍ له.
  • محدودية حركة الرقبة: تُصاب الأنسجة الضامة أو الرخوة الموجودة في العمود الفقري بالضرر في كل مرة تحاول فيها طقطقة رقبتك، مما قد يتسبب مع مرور الوقت في الحدّ من حركة الرقبة وربما الإصابة بالتهاب في المفاصل أيضًا.
  • مخاطر إضافية: يعترف بعض أخصائي العلاج الطّبيعي أيضًا بأن احتمالية الإصابة بضرر أو بإصابة مباشرة في الرقبة أثناء طقطقة الرقبة يبقى أمرًا واردًا، خاصة عند تحريك أو ليّ الرقبة بعنف أو تحريك فكك السفلي بزاوية خطرة، وقد تتسبب طقطقة الرقبة كذلك في زيادة حدة المشاكل أو الأعراض في حال كانت الرقبة قد تعرضت أصلًا لإصابة ما في السابق[٤].


فوائد طقطقة الرقبة

يدّعي بعض أخصائي تقويم العمود الفقري أن بمقدورهم الاستفادة من طقطقة الرقبة لغرض تسكين الآلام، وينفون تسبب طقطقة العظام بحدوث إصابات أو مشاكل في التروية الدموية والعصبية عند الأفراد الذين يتمتعون بعظام وعضلات وأربطة عظمية سليمة، وقد أكد بعض الباحثون على أن التلاعب بالرقبة قد يكون مفيدًا فعلًا لتسكين الآلام وإعادة تموضع العمود الفقري بصورة أفضل من قبل، ويوجد من ينصح بطقطقة الرقبة لغرض علاج آلام الصداع النصفي، وآلام أسفل الظهر وبعض مشاكل المفاصل أيضًا، لكن يجب التنبيه إلى ضرورة انتقاء الأخصائيين الذين لديهم ما يكفي من الخبرة عند رغبتك بالخضوع لجلسات العلاج الطّبيعي اليدوي أو لطقطقة الرقبة[٢].


أسباب طقطقة عظام الرقبة

يتحدث خبراء الهيكل العظمي عن وجود ثلاثة أسباب رئيسية لتفسير حدوث الطقطقة في عظام الرقبة، هي[٥]:

  • تغير الضغط في المفاصل: يُمكن لفقاعات من الغاز أن تتشكل داخل المفاصل الزّلاليّة Synovial joint الموجودة في الرقبة، وهذا يؤدي إلى سماعك لأصوات الطقطقة أو الفرقعة، ويُمكن لهذه الأصوات أن تنشأ أثناء تحريك العظام أو التلاعب به أيضًا.
  • تحرك الأربطة العظمية والأوتار العضلية: ترتبط الأربطة العظمية والأوتار العضلية بالعظام، وفي بعض الأحيان يُمكنها أن تتحرك لتصدر صوتًا كالطقطقة، وهذا الأمر يحدث غالبًا نتيجة لتضيق أو قلة مرونة العضلات والأربطة العظمية، خاصة عند الكبار بالسنّ.
  • احتكاك العظام ببعضها البعض: تبدأ الغضاريف الحامية للعظام بالتآكل تدريجيًا نتيجة الإصابة ببعض أنواع التهابات المفاصل، مما يسمح للعظام المتجاورة بالاحتكاك ببعضها البعض وإصدار صوت شبيه بالطقطقة أو الطحن، وفي المناسبة فإن هذا الصوت يُمكن أن ينجم عن تأكل الغضاريف القرصية الموجودة بين الفقرات أيضًا.


مَعْلومَة

عليك بكل تأكيد أن تحذر من التلاعب بمنطقة الرقبة تحديدًا؛ وذلك لأن الرقبة هي الجسر الذي يصل رأسك ببقية أنحاء جسمك، وهي- دون أدنى شك- إحدى أكثر أماكن الجسم البشري تعقيدًا، كما أنها تضم بعض أهم الأعضاء والأنسجة الضرورية لبقائك على قيد الحياة، فبعض هذه الأعضاء له علاقة مباشرة في تمكينك من التنفس، والكلام، والبلع، وتنظيم العمليات الأيضية، فضلًا عن حماية الدماغ وإيصاله بالحبل الشوكي، ومن بين أبرز الأعضاء الموجود في الرقبة –مثلًا- المريء، والقصبة الهوائية، والغدة الدرقية، والغدة جار الدّرقيّة، وتوجد أوعية دموية كثيرة في الرقبة، ولكل منها دورٌ مهم في إمداد الرأس بالدم[٦].


المراجع

  1. William Morrison, MD (2-10-2018), "Neck Cracking: Is It Safe or Should I Stop?"، Healthline, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب William Morrison, M.D. (7-11-2017), "What is neck cracking and why does it happen?"، Medical News Today, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  3. Hansa D. Bhargava, MD (20-5-2019), "Neck Cracking and Stroke: How Risky Is It?"، Webmd, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  4. "Neck Cracking: Safe or Stop?", Envista Medical Center , Retrieved 12-7-2020. Edited.
  5. Michele Perez, MD (24-7-2018), "Neck Cracking and Grinding: What Does It Mean?"، Spine-Health, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  6. Zachary K. Roesch & Prasanna Tadi (21-5-2020), "Anatomy, Head and Neck, Neck"، National Center for Biotechnology Information, Retrieved 12-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :