متى يتعرف الرضيع على أمه

الأم والرضيع

يبدأ ارتباط الطفل بوالدته في أولى ساعات عمره؛ أي بعد الولادة مباشرة، هذا الارتباط الوثيق بين الأم وطفلها وتبادل الثقة بينهما، يبدأ من اللحظة التي تجتمع فيها الأم مع طفلها، في هذا الوقت ترضع الأم في العادة طفلها من صدرها، وضمه بكل ما أوتيت من الحب والحنان نحو صدرها، وهذا الأمر يربط الأم مع طفلها الصغير باتصال جسدي خلال أولى ساعات حياته، وأولى أيامه الثمينة، وقد تتعرض الأم وطفلها إلى العديد من الأسباب التي تمنع الأم من التواصل مع طفلها بعد الولادة، مثل مضاعفات ما بعد الولادة، أو بسبب الولادة المبكرة، والتي من الممكن أن تستدعي الرعاية الطبية للطفل ووالدته، وجود مثل هذه المسافة الفاصلة بين الأم وبين طفلها، لا يعني أبدًا أن ارتباط الأم بطفلها سوف يقل، بل على العكس تمامًا، فهناك الكثير من الوقت المتبقي لارتباط الأم بطفلها، وخصوصًا في الأشهر الستة الأولى من عمره، ولذلك على الأم أن لا تشعر بأي خوف حول وجوب تعلقها بطفلها مباشرة بعد الولادة، فبدلًا من الخوف الذي لا داعي له، على الأم أن تبني علاقة قوية مع طفلها، وذلك من خلال تلبية جميع احتياجاته، واكتساب ثقته على مدى هذه الأشهر.[١]


تمييز الرضيع لوالدته

كشفت العديد من الدراسات الأمريكية الحديثة، أن بإمكان الرضيع أن يتعرف على ملامح وجه أمه مباشرة منذ الساعات الأولى لولادته، فعندما يصل عمره إلى أربعة أشهر يكون قادرًا على تمييز أمه من بين جميع الناس، وقد قال عالم الأعصاب الأميركي بن درين أن الطفل الرضيع يرى الوجوه تتحرك في المخ بجزأين منفصلين، ويتواجد الجزء الأول في القشرة الدماغية، والجزء الثاني يتواجد في منطقة تسمى أخاديد الوجه، وهذا يعني أن للطفل الرضيع القدرة على استخدام نفس مناطق المخ التي يستخدمها الشخص البالغ، وتوصلت دراسة نرويجية حديثة إلى استطاعة الطفل حديث الولادة التعرف على الوجوه التي تبعد عنه مسافة محددة فقط، فمثلًا فإن مولودًا لا يتجاوز عمره ثلاثة أيام يستطيع التعرّف على تعابير الوجه والملامح من على بعد مسافة لا تزيد عن 48 سنتيمترًا، وبيّنت عدة دراسات فرنسية خلال عدة سنوات أن علاقة الأم بطفلها مرتبطة أساسًا بحاسّة الشمّ، وأن الطفل يتعرف بأمه، ويتعلق بها عن طريق استخدامه هذه الحاسّة، ولذلك يقبل الطفل على الرضاعة من أمّه وليس من أيّ امرأة أخرى.[٢]


العلاقة النفسية بين الأم وطفلها

تبدأ العلاقة بين الأم وطفلها قبل فترة الحمل، وتزداد هذه العلاقة في فترة الحمل، ثم تكبر وتنضج في فترة ما بعد الولادة، هذه العلاقة تحتوي على العديد من التفاعلات النفسية والجسمية، وتلعب فيها الهرمونات دورًا هامًا وفعالًا من خلال العواطف المتبادلة بين الأم وطفلها، وتكون محصلة هذا العواطف جميعها عن طريق التغذية، فمما لا شك فيه أن بعض أساليب التغذية تكون أفضل للطفل من بعضها الآخر وأكثر ضمانًا، وقد تفضل العديد من الأمهات الرضاعة الطبيعية، وتبتعد عن الرضاعة الصناعية؛ لأن الرضاعة الطبيعة تحفز جوانب المتعة بين الأم وطفلها، وتقوي الروابط بين الأم والطفل، فمن خلال الرضاعة الطبيعية تتمكن الأم من حمل طفلها بطريقة أقرب ما يكون إليها، وتمدّه بذلك بمشاعر الحب والحنان والمساندة والاسترخاء، فقد أظهر العلماء لأول مرة، كيفية بناء ما أسموه بهرمون الثقة في أدمغة الأمهات المرضعات وصغارهن عند الإرضاع، فعندما يبدأ الرضيع شرب الحليب من أمه، تنطلق العديد من السلالات المتصلة في دماغ الطفل التي تؤدي إلى نشوء هرمون الثقة.[٣]


المراجع

  1. منى العثوباني (2012-8-6)، "تطور علاقة الأم بطفلها"، لها اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-11. بتصرّف.
  2. العرب (2017-1-30)، "الطفل يتعرف على ملامح وجه أمه في شهره الرابع"، العرب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-11. بتصرّف.
  3. الادارة (2015-16-6)، "العلاقة النفسية الجسمية بين الأم والطفل"، نفسي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-11. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :