رجيم التمر

رجيم التمر
رجيم التمر

رجيم التمر

يحتوي التمر على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، وهذا يدفع بالكثيرين إلى التشكيك بالفوائد الصحية المنسوبة للتمر، خاصة فيما يتعلق بخسارة الوزن، لكن الحقيقة هي أن التمر لا يحتوي على السكر فحسب، وإنما يحتوي على نسب عالية للغاية من الكثير من العناصر الغذائية المفيدة للجسم، ويُمكن لحبة واحدة من التمر متوسطة الحجم أن تحتوي على 20 سعرة حرارية، و0.6 غرام من الألياف الغذائية، و 0.17 غرام من البروتينات، ونسب مختلفة من فيتامين ب6، والحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، ومواد نباتية مضادة للأكسدة، فضلًا عن 4.5 غرام من السكر في حبة التمر الواحدة، وهذا يجعل التمر بديلًا ممتازًا عن الأطعمة السكرية الغنية بالسعرات الحرارية الفارغة وغير الصحية، لكن قد لا يكون السكر خيارًا مناسبًا للأفراد المصابين أصلًا بالسكري، كما أن وجود هذه الكمية المرتفعة من السكر في التمر تثير الشكوك حول ما إذا كان التمر مفيدًا للرجيم أصلًا، وعلى أية حال ستحاول الأسطر التالية تسليط المزيد من الضوء على هذا الأمر لتبيان ما إذا كان التمر مفيدًا فعلًا لغرض إنقاص الوزن أم لا[١].


كيف يساعد التمر على إنقاص الوزن؟

يتجنب الراغبون بإنقاص أوزانهم تناول التمر بسبب كمية السكر الكبيرة الموجودة فيه، لكن هذا لا يمنع البعض من الاستعانة بالتمر للحصول على الطعم اللذيذ والحلو كبديل صحي مكان أنواع الأطعمة السكرية الضارة بإنقاص الوزن؛ كالكيك والحلويات مثلًا، كما أن التمر يبقى أحد الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، التي تُساهم في إبطاء عمليات امتصاص السكر في الدم وتؤخر كذلك من عملية إفراغ البطن من الطعام وزيادة الشعور بالشبع، وهذا في المحصلة يجعل التمر أحد الأصناف الغذائية التي تُساعد على إنقاص الوزن، ومن الضروري الإشارة هنا كذلك إلى احتواء التمر على الكثير من العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات التي تقي من السمنة، وهنالك بعض الخبراء الذين يتحدثون عن كون التمر مفيدًا لغرض تعزيز صحة البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء، ولقد ربط بعض الباحثين من قبل بين ازدهار البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء وبين زيادة الشعور بالشبع وإنقاص الوزن[٢].

لكن وعلى العكس من ذلك، فإن هنالك من يروج لتناول التمر من أجل زيادة الوزن وليس إنقاص الوزن، ويرجع سبب ذلك إلى وجود إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات عام 2014 وجاء فيها أن تناول التمر يُساعد على زيادة الوزن، لكن دراسة أخرى أجريت على الحيوانات عام 2016 نفت أن يكون هذا صحيحًا، وهذا يعني باختصار وجود تضارب في نتائج الدراسات مما يثير الشكوك حول ما إذا كان التمر مفيدًا لزيادة الوزن أو لإنقاص الوزن[٣].


الكربوهيدرات والسكريات والدهون في التمر

قد يكون من الأفضل الحديث أكثر عن مستويات الكربوهيدرات والسكريات والدهون الموجودة في التمر من أجل عرض موضوع التمر وإنقاص الوزن بصورة أكثر شمولًا؛ فحبة التمر الواحدة ذات وزن 7 غرامات تحتوي على 5.3 غرامات من الكربوهيدرات، وتأتي معظم هذه الكربوهيدرات على شكل سكر بالطبع، ويرجع أصلًا سبب الطعم الحلو للتمر إلى حقيقة احتوائه على نسبة عالية من سكر الفركتوز، الذي يمتاز بطعم حلو يفوق طعم سكر الغلوكوز بضعفين تقريبًا، ويتواجد حوالي نصف غرام من الألياف الغذائية في حبة التمر متوسطة الحجم، لكن من المثير للاهتمام القول بأن كمية السكر تزداد في التمر كلما نضج أكثر، بينما وفي نفس الوقت تقل كمية الألياف الغذائية، اما بالنسبة إلى مسألة وجود الدهون في التمر، فإن التمر لا يُعد مصدرًا من مصادر الدهون أصلًا، بل إن مقدار الدهون يصل إلى 0 غرام في حبة التمر الواحدة بوزن 7 غرامات[٤]، أما بالنسبة إلى السعرات الحرارية، فإنها تتواجد في معظمها على شكل كربوهيدرات داخل التمر، وتتشابه كمية السعرات الحرارية الموجودة في التمر مع كمية السعرات الحرارية الموجودة في أنواع أخرى من الفواكه المجففة؛ كالزبيب والتين المجفف، ويُمكن لـ 100 غرام من التمر أن تزود الجسم ب277 سعرة حرارية تقريبًا، وبغض النظر عن هذه الحقائق، إلا أن للتمر فوائد صحية كثيرة لا يجب تجاهلها، وسترد بعض هذه الفوائد في الأسطر التالية[٥].


فوائد مختلفة للتمر

قد لا يكون التمر حلًا مثاليًا لإنقاص الوزن، لكنه يبقى يتمتع بفوائد كثيرة، منها[٤]:

  • حماية الجسم من السرطانات بفضل احتوائه على الكثير من مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات.
  • تقوية القلب والشرايين وربما الحفاظ على مستوى مناسب لضغط الدم نتيجة لاحتوائه على البوتاسيوم.
  • تقوية العظام ودرء خطر الإصابة بهشاشة العظام بسبب كونه غنيًا بعنصر المغنيسيوم.
  • تخفيف حدة الأعراض المصاحبة لسن اليأس عند النساء بسبب احتوائه على مركبات الإيزوفلافون الشبيهة بهرمون الأستروجين.
  • الحفاظ على صحة الدماغ ودرء خطر الإصابة بمرض الزهايمر نتيجة لكونه غنيًا بمضادات الأكسدة أيضًا[٥].
  • الحفاظ على مستوى مناسب لسكر الدم على الرغم من احتوائه على الكثير من السكر.


مَعْلومَة

انتشرت زراعة التمر والنخيل أو الرطب في بقاع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الـ 5 آلاف سنة الماضية، وأصبحت هذه المنتجات مصدرًا أساسيًا من مصادر الطعام والغذاء في المناطق الصحراوية والجافة، وهذا جعل التمر أحد الأصناف المرتبطة بالثقافة والحضارة في تلك المناطق، ومن المثير للاهتمام أن مصر، والسعودية، وإيران، والجزائر هي الدول التي تربعت على قائمة الدول الأكثر تصديرًا للتمر في العالم عام 2018 على الرغم من كون هذه الدول هي ضمن الدول الفقيرة مائيًا، وهذا يرجع أساسًا إلى قدرة نخيل التمر على النمو والازدهار في الأجواء الحارة والطقس القاسي والمياه المالحة، لكن بعض الخبراء باتوا يشيرون إلى انتشار كثيف لسوسة النخيل الأحمر، التي بوسعها تدمير محصول النخيل بسبب قدرتها على التغذي على شجر النخيل من الداخل، والمشكلة في هذا النوع من السوس هو صعوبة الكشف عنه أثناء فترات انتشاره الأولى، وهذا دفع بمنظمة الأغذية والزراعة العالمية إلى اطلاق حملات للتوعية لإيجاد حلول لهذه المشكلة[٦].


المراجع

  1. Natalie Olsen, R.D., L.D., ACSM EP-C (23-7-2018), "Are dates healthful?"، Medical News Today, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  2. Janet Renee, MS, RD (8-5-2019), "Are Dates Good for Weight Loss?"، Livestrong, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  3. Rachael Link MS, RD (21-5-2020), "13 Proven Health Benefits Of Dates"، Organic Facts, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Richard Fogoros, MD (13-4-2020), "Date Nutrition Facts and Health Benefits"، Very Well Fit, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Brianna Elliott, RD (21-3-2018), "8 Proven Health Benefits of Dates"، Healthline, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  6. "5 facts about dates that make them an important food of our future", Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO),28-11-2019، Retrieved 4-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :