محتويات
الفلسفة الحديثة
الفلسفة الحديثة هي الفلسفة التي ظهرت خلال العصر الحديث لأوروبا وأمريكا الشمالية،[١] تميّزت فترة الفلسفة الحديثة بتطوّر العلم والفن، وبهذه الفترة فقدت الكنسية الكاثولوكية السلطة في أوروبا التي تطوّرت فكريًا وعاطفيًا، ونتيجة هذه الفلسفة عادت الروح الفكرية التي شاهدت اليونانين القدماء يتساءلون عن الأساطير ويطرحون الأسئلة العميقة، وهكذا تكونت الفلسفة الحديثة من مزيج من المناهج الجديدة للفلسفة الذي يغذيها العلم، وكان من مبادئها رفض التعاليم الدينية، ولكن دافعت عن الدين على أسس وأدلة جديدة.[٢]
وقد شهد العصر الفلسفي الحديث أيضًا إحياء نظرية المعرفة كإحدى سماتها المركزية، فطرحت أشكال جديدة من العلوم فكرة ما إذا كانت البيانات التجريبية مصدرًا مناسبًا للمعرفة أم لا، وغالبًا ما يتم الجدل حول ما يعدّ فلسفة حديثة، فيعتقد البعض أن الفلسفة الحديثة تتضمن كل شيء منذ العصور الوسطى وما يليها إلى عصر النهضة، ولم تظهر الفلسفة الحديثة حتى القرن السابع عشر الميلادي، كما أنه خلال فترة عصر النهضة من القرن الرابع عشر الميلادي إلى أوائل القرن السابع عشر الميلادي سميت الفلسفة فيها باسم الفلسفة الحديثة المبكرة، ويعد كلًّا من نيكولي ميكيافيلي وسانت توماس مور وفرانسيس بيكون أوائل فلاسفة هذه الفترة.[٢]
تاريخ الفلسفة الحديثة
ظهرت الفلسفة الحديثة خلال الفترة الممتدة بين القرنين السابع عشر والثامن عشر في أوروبا الغربية، وقد بدأت مع نشر رينيه ديكارت لتأملاته الفلسفية في عام 1641م، والتي أُطلق عليها اسم تأملات الفلسفة الأولى، وقد واجه الفلاسفة في تلك الفترة أحد أكبر التحديات الفكرية في التاريخ، والتي شملت التوفيق بين مبادئ الفلسفة الأرسطية التقليدية والدين المسيحي، وقد صقل العديد من الفلاسفة مفاهيم وآراء متنوعة فيما يتعلق بالعقل والجسد والكون وعلاقة البشر بالكون،[٣] وقد ظهرت بعد ذلك مجموعة من الممارسات النقدية والاستراتيجية والخطابية التي تستخدم مفاهيم عدّة مثل؛ الاختلاف والتكرار والتتبع والمحاكاة والواقع المفرط وتهدف إلى زعزعة استقرار مفاهيم أخرى مثل؛ الوجود والهوية والتقدّم التاريخي واليقين المعرفي ووحدة المعنى، كما أن مصطلح ما بعد الحداثة دخل للمرة الأولى في المعجم الفلسفي عام 1979 ميلادي من قبل جان فرانسوا ليوتارد، فعلى سبيل المثال يعمل الفرنسيون مع مفاهيم طُوّرت خلال الثورة البنيوية، ويستشهدون بأحداث مايو 1968 ميلادي على أنها لحظة فاصلة في الفكر الحديث ومؤسساته.
بينما يستفيد الإيطاليون من تقاليد الجماليات والبلاغة، كما أن تركيزهم تاريخي بقوة ولا يُبهرون بلحظة ثورية، بل إنهم يؤكدون على الاستمرارية والاختلاف في الاستمرارية بدلًا من تركيزهم على الاستراتيجيات المضادة والفجوات الخطابية، ومع ذلك لا يشير أي الجانبين إلى أن ما بعد الحداثة هو هجوم على الحداثة أو أنها انحرافًا تامًا عنها، ولكن تكمن اختلافتها في الحداثة نفسها، وما بعد الحداثة هو استمرار للتفكير الحديث في وضع آخر، ويجادل هابرماس بأن ما بعد الحداثة يناقض نفسه من خلال الإشارة الذاتية، ويلاحظ أن متبني فلسفة ما بعد الحداثة يفترضون مسبقًا مفاهيم يسعون إلى تقويضها؛ كالحرية أو الذاتية أو الإبداع.
ويرى هابرماس أن هذا تطبيقًا بلاغيًا للاستراتيجيات التي استخدمتها الطليعة الفنية في القرنين التاسع عشر والعشرين، وهي ممكنة لأن الحداثة تفصل بين القيم الخاصة بالعلم والسياسية في المقام الأول، أما ما بعد الحداثة فهي جمالية غير مشروعة للمعرفة والخطاب العام، وبشكل عام يسعى هابرماس إلى إعادة تأهيل العقل الحديث كنظام من القواعد الإجرائية لتحقيق التوافق بين المواضيع المتواصلة، وبقدر ما تقدم ما بعد الحداثة المرح والجمال في العلم والسياسة فالحداثة تتحرّك نحو الكمال بدلًا من التحوّل الذاتي.[٤]
خصائص الفلسفة الحديثة
تختلف خصائص الفلسفة الحديثة عن الفلسفة التي تعود إلى العصور الوسطى، وأهم خصائصها تناقص سلطة الكنيسة والسلطة المتزايدة للعلم، إذ تستبدل الولايات الكنيسة باعتبارها السلطة الحكومية التي تتحكم بالثقافة، كما أن حكم الأمم كان في البداية في أيدي الملوك وكما هو الحال في اليونان القديمة ثم اسُتبدال الملوك تدريجيًا بالديمقراطيين أو الطغاة، ولكن في معظم الأوقات كان للدولة تأثيرًا قويًا على آراء الفلاسفة في العصور الوسطى، ولكن مع عصر النهضة الإيطالية لعب العلم دورًا صغيرًا، إذ ارتبطت معارضة الكنيسة لأفكار الفلاسفة بالعصور القديمة وبدت وكأنها ما تزال في الماضي.
إن أول خلل خطير في العلم كان نشر نظرية كوبرنيكوس عام 1543 ميلادي، ولكن لم تؤثر هذه النظرية حتى تبناها كبلر وجاليليو في القرن السابع عشر ومن ثم بدأ الصراع بين العلم والعقيدة، فسلطة العلم التي يعترف بها فلاسفة العصر الحديث مختلفة عن سلطة الكنيسة؛ لأنها فكرية وليست حكومية ولا عقوبة على من يرفضها وتسود فقط من خلال جاذبيتها الجوهرية للعقل، وما سبق هو العلوم النظرية، وهي محاولة لفهم العالم، أما العلوم العملية فهي محاولة لتغيير العالم، وقد اعتُرف بالأهمية العملية للعلم لأول مرة في الحرب عندما حصل غاليليو وليوناردو على وظيفة حكومية لتحسين المدفعية، وهكذا ازداد دور رجال العلم في الحرب وانتصر العلم لفائدته العملية.[٥]
أبرز فلاسفة الفلسفة الحديثة
تبيّن القائمة التالية أبرز فلاسفة الفلسفة الحديثة:[٢]
- توماس هوبز (1588–1679).
- رينيه ديكارت (1596–1650).
- بليز باسكال (1623–1662).
- باروخ سبينوزا (1632–1677).
- جون لوك (1632–1704).
- نيكولاس مالبرانش (1638–1715).
- جان جاك روسو (1712–1778).
- عمانوئيل كانط (1724–1804)..
- جي دبليو إف هيجل (1770-1831).
- آرثر شوبنهاور (1788–1860).
- جون ستيوارت ميل (1806–1873).
- كارل ماركس (1818–1883).
- هنري ديفيد ثورو (1817–1862).
المراجع
- ↑ "Modern Philosophy", getwiki, Retrieved 7-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Philosophy Index", philosophy-index, Retrieved 7-5-2020. Edited.
- ↑ "Modern Philosophy", newworldencyclopedia, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ "Postmodernism", plato.stanford, Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑ "General Characteristics of Modern Philosophy", elmarhussein.wordpress, Retrieved 14-5-2020. Edited.