مفهوم التنمية البشرية ومؤشراتها

مفهوم التنمية البشرية ومؤشراتها
مفهوم التنمية البشرية ومؤشراتها

التنمية البشرية

بعد اندلاع الحروب العالمية في القرن المنصرم والتدهور الذي تبعها والكساد من جميع النواحي الحياتية، ارتأت المنظمات العالمية إلى تحسين هذه الجوانب ونموها، فأطلقت مفهوم التنمية البشرية لهذه الغاية، وقاست مؤشراتها.

تُعرف التنمية البشرية بأنّها مجموعة من العمليات المرتبطة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحيّة والتعليميّة والسياسيّة وغيرها، ويمكن تحسينها بتحسين الظروف المعيشية للفرد والارتقاء بها، وذلك من خلال تحسين أوضاع الدولة بإحداث مجموعة من التغييرات والتحسينات هدفها الأساسي الجنس البشري.

ترتبط عملية التغييرات لزيادة التنمية بجوانب حياتيّة متعدّدة، وذلك من خلال تحسين مستوى الفرد وزيادة الإنتاجية، ولا تكون بعيدة عن المشاركة والشفافية وتقبّل الرأي والرأي الآخر، في المقابل تكون أهداف التنمية نابعة من الدولة وليس من جهات وهيئات خارجيّة مقدّمة للمساعدة والمعونة للدولة، لأنّ ذلك لا يحقّق التنمية المرجوة، وبالتالي عدم استدامتها وعدم قدرتها على الاكتفاء بذاتها.


عوامل التنمية البشرية

تنقسم إلى أكثر من فئة:

  • عوامل اقتصادية مرتبطة بالوضع الاقتصادي العالمي وما له من أثر على اقتصاد الدولة.
  • عوامل سياسية تتزامن مع الحروب الدائرة .
  • عوامل اجتماعية بسبب الظروف الاقتصادية والعوامل السياسية وويلات الحروب.
  • عوامل صحية تؤثر على الأفراد بسبب انتشار الأمراض وصعوبة الحدّ منها .
  • عوامل نفسيّة عند انعدام الأمن والصحة وتوفّر مقومات الحياة السليمة، فإنّ ذلك يؤثر سلبًا على الجانب النفسي للفرد واستمرار التوتر والقلق يؤثر على حياته.


دور المنظمات العالميّة في زيادة التنمية البشريّة

اهتمت المنظمات العالميّة بالعوامل السابقة المؤثرة على التنمية البشرية للدفع بعجلة التنمية لحلّ مشكلات الفقر والبطالة والجوع وقلة الموارد خاصةً في الدول النامية (دول العالم الثالث)، وفعّلت مشاريع حقوق الإنسان، ومبادرات التبادل الثقافي عن طريق المنح العلمية والتدريبيّة والمشاريع الإنمائيّة، ومن هذه المنظّمات العالميّة المهتمة بالتنمية البشرية:

  • منظمة الصحة العالمية.
  • منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.
  • منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

رافقت موجة التنمية البشرية عدد من العوائق والمشاكل التي بدورها أثرت على التنمية واستدامتها، تضمنّت المشاكل السياسيّة، وما ترتّب عليها من حروب وحصار اقتصادي أدى إلى ظهور مشاكل اقتصادية وتدهور في الوضع الاقتصادي، وظهور مشكلات صحيّة نتيجة سوء التغذية والفقر وانتشار الأوبئة، ومشكلات تعليميّة واجتماعيّة وثقافيّة.

تأكدت الجهات المعنيّة بالتنمية البشرية من استدامتها عن طريق قياس مؤشر التنمية للكشف عن مستوى الرفاهية التي وصلت إليه الدولة ومراقبة التحسّن في جميع جوانب الحياة وتطوّرها، وكلّ ما يصدر منها من تقارير سنويّة، فراعت عددًا من المعايير لقياس مؤشر التنمية البشرية .


معايير مؤشرات التنمية البشرية

  • الناتج الإجمالي للفرد .
  • أوضاع البيئة وحمايتها.
  • متوسط العمر للفرد .
  • المستوى المعيشي.
  • مستوى الأميّة.
  • التقدّم العلمي والإنفاق على البحث العلمي والتقنية.

يرتبط مؤشر التنمية البشرية مباشرةً على المعايير السابقة لضمان بقاء التنمية والقدرة على احتساب التطور الذي وصلت له الشعوب، ولا تكتفي التنمية بتوليد النمو فقط، بل تهتم بتوزيع عائداته توزيعًا متساويًا، لضمان مشاركة الأفراد في القرارات التي تؤثّر على حياتهم وتوسيع خياراتهم وفرصهم، وتحقيق العدالة والمساواة فيما بينهم.

فيديو ذو صلة :