محتويات
الإنسان واللغة
اللغة هي الميزة التي حباها الله تعالى للإنسان بعد تكريمه بالعقل، إذ إن جميع المخلوقات غير البشرية تتواصل فيما بينها ولكن عبر طرق مختلفة ومعقدة نوعًا ما؛ مثل الإشارات وبعض الحركات، ولكنها لا تستخدم اللغة لتتواصل فيها، فاللغة عبارة عن نشاط بشري اجتماعي، ولا يمكن تصور المجتمع البشري دونها، فالبشر يتحدثون فيما بينهم ويتناقشون في مختلف أمور حياتهم بمختلف لغاتهم التي ينطقون بها، كون المجتمعات البشرية عرفت الكثير من لغات العالم المختلفة؛ فاللغة مثل الثقافة بالنسبة للشعوب تحمل في طياتها واختلافاتها المتنوعة جماليات خاصة.[١]
أول من فتق لسانه باللغة العربية
قال بعض اللغويين أن اللغة العربية هي أقدم من العرب أنفسهم، لأنها في اعتقادهم هي لغة آدم عليه السلام؛ لقوله تعالى: {وعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31] وهي اللغة التي أوحى بها جبريل عليه السلام لنبي الله نوح عليه السلام، إلا أن هناك الكثير من الأقوال والمصادر التي رصدت أول من نطق باللغة العربية؛ فذكرت أن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح هو أول من تكلم العربية، وهو أول من استقام لسانه من اللغة السريانية للغة العربية، وبقايا من قبائل حِمْيَر وجرهم، فقد جاء في الصحاح أول من نطق بالعربية يعرب بن قحطان ثم إسماعيل، ولكن اللغة العربية التي نطق بها إسماعيل عليه السلام كانت أفصح من عربيتهم، ففي الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: (أوَّلُ مَنْ فُتِقَ لِسَانُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ الْمُبَيَّنَةِ إسماعيلُ، وَ هُوَ ابنُ أربعَ عشرةَ سنةٍ) [علي بن أبي طالب| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومعنى أول من فتق لسانه بالعربية المبينة أي من نطق باللغة العربية الفصحى، ومن المعروف أن إبراهيم عليه السلام وأهله لم يكونوا يتكلمون العربية، فهم من بلاد جنوب العراق التي كان أهلها يتحدثون اللغة الكلدانية، وهي لهجة قريبة من اللهجة الكنعانية المنتشرة في الشام، فهي لهجات تنتمي إلى اللغات السامية التي منها اللغة العربية، وعليه فلم يكن من الصعب عليهم اكتساب اللغة العربية وتعلمها، ونبي الله إسماعيل قد تعلم العربية من جرهم كما ورد في صحيح البخاري:(قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النبيُّ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ: فألْفَى ذلكَ أُمَّ إسْمَاعِيلَ وهي تُحِبُّ الإنْسَ فَنَزَلُوا وأَرْسَلُوا إلى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا معهُمْ، حتَّى إذَا كانَ بهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ منهمْ، وشَبَّ الغُلَامُ وتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ منهمْ) [عبدالله بن عباس| خلاصة حكم المحدث: صحيح].[٢]
اللغة العربية
مفهوم اللغة العربية
اللغة علم واسع ونظام متطور جدًا، ولكن العلماء اختلفوا في وضع تعريف موحد للغة، لأنها مرتبطة بعدة علوم مختلفة، ومن أبرز تعريفات اللغة التعريف الذي وضعه العالم اللغوي فرديناند دي سوسير، الذي قال فيه: (اللّغة هي نظام متناسق من العلامات المتمايزة فيما بينها، وهي موجودة في أذهان جماعة معينة من البشر، اكتسبوها وتعلموها، فتجلت لغتهم عبر الأنشطة الفعلية للمتحدثين بها)، في حين أن العالم النحوي ابن جني قال عن اللغة: أنها عبارة عن أصوات يخرجها أفراد جماعة ما للتعبير عن أغراضهم.[٣]
واللغة العربية لغة القرآن الكريم فهي بذلك حظيت بأهمية دينية عظيمة، فكانت لغة معجزة وخالدة، لغة تضم الموروث الإسلامي منذ مجيء الإسلام إلى ما شاء الله، وهي من اللغات السامية الأكثر تحدثًا في العالم، ومن إحدى اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، إذ ينطق بالعربية ما يزيد عن 422 مليون شخص باعتبارها لغتهم الأم، وينطق بها قرابة هذا العدد من المسلمين غير العرب باعتبارها لغة ثانية، وتُعرف اللغة العربية باللغة الباقية. ونشأت اللغة في الحجاز وانتشرت فيما بعد إلى كافة أنحاء العالم، تُعد اللغة العربية لغة رسمية في جميع الدول العربية في الوطن العربي؛ ومن اللغات السامية الست في هيئة الأمم المتحدة، ومن الجدير بالذكر أن اللغة العربية لغة عريقة ولها تاريخ قديم؛ إذ وجدت عدة مخطوطات ونقوش وبعض العلامات المكتوبة باللغة العربية يعود تاريخها إلى القرن الثاني للميلاد، بالإضافة إلى بعض الآثار الراقية من الشعر والنثر الذي نظم في الجاهلية الأولى وجمع في القرن الأول للهجرة، ويرى القارئ لهذه الآثار جمال اللغة العربية وكمالها ومرونتها.[٣]
أهم الحقائق عن اللغة العربية
نذكر في ما يلي بعض الحقائق المهمة عن اللغة العربية[٣]:
- حسب توقعات إحصائيات الأمم المتحدة فإن عدد المتحدثين باللغة العربية قد يصل إلى نحو 647 مليون مع حلول عام 2050 ميلاديًا، أي ما يقارب 6.94% من سكان العالم.
- تأتي اللغة العربية في المركز الرابع من بين أكثر اللغات انتشارًا في العالم بعد اللغة الإنجليزية والصينية والهندية.
- تعد اللغة العربية من أكثر اللغات ثراءً، وتنوعًا في المفردات، ودقة ومرونة في التعبير، إذ يتجاوز عدد الكلمات العربية في القاموس العربي 12 مليون كلمة؛ حسب قاموس المعاني الإلكتروني.
- الحروف الأبجدية للغة العربية تضم 28 حرفًا، وهي في المركز الثاني من حيث أكثر الأبجديات انتشارًا حول العالم، إذ إنها تستخدم لكتابة العديد من اللغات غير العربية مثل اللغة الكردية والفارسية والأفغانية.
- تتمتع اللغة العربية بنظام تنقيط وتحريك فريد، فقديمًا كانت اللغة العربية تكتب بلا نقاط أو حركات، إلى أن طُوِّرَ نظام الحركات في القرن السابع الميلادي، وفي القرن الثامن وضعت النقاط على الحروف العربية.
- يُعد يوم 18 من شهر ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا للغة العربية ويحتفل به العالم أجمع.
المراجع
- ↑ "اللغة ميزة البشر "، nasainarabic، 21-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "أرشيف ملتقى أهل الحديث - 2"، المكتبة ، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "أول من تكلم العربية"، المجنون، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019. بتصرّف.