محتويات
المرارة
تُعرف المرارة (Gallbladder) بكونها كيسًا غشائيًا وعضليًا لتخزين وتركيز عصارة الصفراء السائلة، التي يصنعها الكبد لغرض إتمام الوظائف الهضمية، وتقع المرارة تحديدًا تحت الكبد وتتخذ شكلًا شبيهًا بحبة الكمثرى وهي تتسع لـ 50 ملليتر من السوائل، ومن المثير للاهتمام أن السطح الداخلي للمرارة مبطن بغشاء مخاطي شبيه بما هو موجود في الأمعاء الدقيقة، وتتعرض المرارة لانقباضات طبيعية لدفع عصارة الصفراء إلى الوصول إلى المعي الاثني عشري عبر قنوات الصفراء في حال وجود طعام داخل الأمعاء الدقيقة للمساعدة في هضم الدهون، بينما في حال لم يوجد طعام داخل الأمعاء الدقيقة، فإن هنالك آلية لإغلاق المرارة عبر العاصرات الموجودة في نهايات قنوات الصفراء المرتبطة بالمرارة، وعلى أية حال، يبقى بوسع الأطباء استئصال المرارة عند الحاجة دون أن يؤدي ذلك إلى مشاكل أو عواقب صحية خطيرة[١]، وستحاول الأسطر التالية شرح المزيد عن موقع وطبيعة المرارة داخل جسم الإنسان.
موقع المرارة في جسم الإنسان
تقع المرارة أسفل الجزء الخلفي من الكبد، تحديدًا في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وهي توجد كذلك أمام المعي الاثني عشري، الذي يُعد بمثابة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، وترتبط المرارة مع الكبد عبر ما يُعرف بقنوات الصفراء أو السبيل الصفراوي، ويُمكن القول بأن المرارة ترتبط بالجهاز الهضمي عمومًا عبر شبكة من القنوات المجوفة تُدعى بالشجرة الصفراوية، بل ويُمكن وضع المرارة وقنوات الصفراء في بوتقة واحد وتسميتها بالجهاز الصفراوي أو السبيل الصفراوي أيضًا، ويختص هذا الجهاز- كما هو معروف- في استقبال العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد لغرض تخزينها وإفرازها عند الضرورة، وعادةً ما تسري العصارة في القنوات الكبدية اليُمنى واليُسرى أولًا، لتصب بعد ذلك في ما يُعرف بالقناة الكبدية الأصلية، التي ترتبط مع القناة المرارية التابعة للمرارة، لتتشكل قناة جديدة اسمها القناة المشتركة للصفراء، التي تمتد من الكبد وصولًا إلى المعي الاثني عشري لغرض إفراز الصفراء لتحطيم الدهون، لكن غالبًا ما تتمكن المرارة من الاحتفاظ بـ 50% من الصفراء، ومن المثير للاهتمام أن هنالك بعض الاختلافات التشريحية لدى بعض البشر؛ فالبعض قد يولدون دون أن يمتلكوا مرارة أصلًا، بينما قد يولد آخرون مع مرارتين وليس مرارة واحدة فقط في أجسامهم[٢].
نصائح للحفاظ على صحة المرارة
تتوفر الكثير من النصائح المفيدة لغرض الحفاظ على صحة المرارة ودرء إصابتها بالمشاكل، مثل[٣]:
- عدم تجاهل تناول الوجبات في مواعيدها: تبدأ المرارة في إفراز العصارة الصفراوية أثناء كل وجبة تقريبًا، وفي حال إهمال تناول الوجبات، فإن من المحتمل أن تتراكم هذه العصارة، مما يزيد من مستوى الكوليسترول فيها ويجعلها أكثر عرضة لتتحول إلى حصى داخل المرارة.
- اختيار منتجات الحبوب الكاملة: تحتوي هذه المنتجات على نسب عالية من الألياف الغذائية التي تُقلل من مستويات الكوليسترول السيئ في الجسم، وهذا بدوره يُقلل من فرص الإصابة بحصى المرارة وأمراض القلب أيضًا.
- الحفاظ على الوزن المناسب: تزداد فرص الإصابة بحصى المرارة عند الأفراد المصابين أصلًا بالسمنة أو زيادة الوزن، بل ويُمكن للسمنة أن تُضاعف من فرص الإصابة بحصى المرارة بحوالي ثلاث مرات تقريبًا.
- تناول الكثير من الفواكه والخضراوات: يتواجد فيتامين ج وفيتامين هـ بكميات كبيرة في الفواكه والخضراوات، ولقد صرح الباحثون بوجود دورٌ مهم لهذين الفيتامينين في الوقاية من حصى المرارة، كما يجب التذكير هنا باحتواء الفواكه والخضراوات على نسب عالية من الماء والألياف الغذائية المفيدة للوقاية من حصى المرارة أيضًا.
- التوقف عن تناول الأطعمة المقلية: تشتهر الأطعمة المقلية باحتوائها على الكثير من الدهون المشبعة التي تزيد من الكوليسترول في الجسم وتزيد من الإجهاد الواقع على عاتق المرارة، كما لا يغيب عن أحد حقيقة تسبب هذه الأطعمة في زيادة الوزن، التي تزيد بدورها من فرص الإصابة بحصى المرارة.
- تجنب اتباع الحميات السريعة: تحمل الحميات أو أنواع الرجيم سريعة المخاطر والانعكاسات السيئة على صحة القلب والمرارة؛ لأن الخسارة السريعة للوزن تمنع المرارة من إفراغ محتواها من الصفراء كما يجب، مما يزيد من فرص تشكل حصى المرارة.
- نصائح إضافية: ينصح البعض بتناول الكثير من التوت، والكيوي، والفلفل لغرض تحسين صحة المرارة بسبب احتواء هذه الأصناف على نسب عالية من فيتامين ج، كما ينصح آخرون بشرب الكثير من الماء، والتركيز على استعمال زيت الزيتون، وممارسة الأنشطة البدنية، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية؛ كالزبدة واللحوم أيضًا.
أعراض مشاكل المرارة
تتباين نوعية الأعراض الدالة على إصابة المرارة بالمشاكل وفقًا لماهية المشكلة التي أصابت المرارة، لكن عادةً ما تبدأ الأعراض بالظهور على شكل ألم في الجزء العلوي من البطن، وبالإمكان ذكر أعراض أخرى دالة على مشاكل المرارة كما يلي[٤]:
- الشعور بالألم الشديد في الجزء العلوي الأيمن أو في وسط البطن.
- الشعور بالألم عند لمس البطن، خاصة في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- استمرار آلام البطن لعدة ساعات.
- انعكاس الألم ليصل إلى ناحية الكتف الأيسر أو إلى الظهر.
- زيادة حدة الألم بعد تناول الوجبات الثقيلة، خاصة تلك التي تحتوي على الكثير من الأطعمة الدهنية.
- زيادة حدة الألم أثناء التنفس.
- المعاناة من الحرقة أو سوء الهضم أو كثرة الغازات.
- الشعور بالألم في الصدر.
- الشعور بامتلاء البطن.
- المعاناة من التقيؤ أو الغثيان أو الحمى.
- تغير لون البراز إلى لون فاتح.
- تغير لون البول.
مَعْلومَة
ورد الحديث عن أول حالة إصابة مسجلة بحصى المرارة في عام 1420 ميلاديًا على لسان عالم الأمراض الفلورنسي " أنطونيو بينيفيني"، وكانت الحالة ترجع لامرأة شكت من آلام البطن وتسببت في وفاتها في ذلك الحين، ثم وفي عام 1687 ميلاديًا لاحظ أحد الأطباء وجود حصى داخل المرارة عن طريق الصدفة أثناء إجرائه لعملية جراحية لعلاج الصفاق عند أحد المرضى، ثم جاء الطبيب جان-لويس بيتي ليؤسس لعمليات إزالة حصى المرارة عام 1733 ميلاديًا، لكن أثناء القرن التاسع عشر بدأ الأطباء بالتفكير جديًا حول إزالة المرارة كلها وليس الحصى فقط، وكان كارل لانغنبوش هو الذي طور طريقة ممتازة وفعالة لإزالة المرارة كاملة عام 1882، أما حديثًا فقد أصبحت عملية استئصال المرارة هي ثاني أكثر أنواع العمليات إجراءً بين الأطباء، وأصبح من المعروف أن الإنسان بوسعه البقاء على قيد الحياة دون وجود المرارة أصلًا[٥].
المراجع
- ↑ "Gallbladder", Encyclopedia Britannica, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Kashif J. Piracha, MD (21-3-2020), "The Anatomy of the Gallbladder"، Very Well Health, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Melinda Ratini, DO, MS (24-2-2020), "How to Keep Your Gallbladder Happy"، Webmd, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Sanjai Sinha, MD (20-3-2020), "Symptoms of a Gallbladder Problem"، Everyday Health, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Utpal De (2004), "Evolution of cholecystectomy: A tribute to Carl August Langenbuch", Indian Journal of Surgery, Issue 2, Folder 66, Page 97-100. Edited.