الكوابيس
مفردها كابوس وتعني الأحلام السيئة التي يراها النائم في منامه، والتي تُشعر الشخص بالقلق والتوتر والرعب بسبب احتوائها على مشاهد مفزعة ومخيفة، وإذا كانت الأحلام تحدث خلال دورة محددة قُدرت بساعتين فإن الكوابيس تأتي في الجزء الأخير من الدورة، إذ يستيقظ النائم على الفور ويصحبه شعور سيء، وفي بعض الأحيان قد تكون الكوابيس مجرد صور منعزلة وغير مقبولة مع استجابة عاطفية بسيطة من الشخص، وقد يكون لها أثرًا سلبيًا يمتد طول النهار بحيث يشعر الشخص بالضيق وتعكر المزاج العام وعدم المقدرة على التفاعل و الضحك مع الآخرين بصورة طبيعية، وقد اكتشف العلماء والأطباء بعض المعلومات المهمة عن الكوابيس، فهي تنتشر بين الإناث أكثر منها لدى الذكور، وتبدأ قبل بلوغ سن العاشرة في أغلب الأحيان، إذ تبدأ المعاناة الفطرية السابقة لفترة المراهقة وتتصاعد مع ازدياد المشاكل النفسية والشخصية والجسدية، ولكنها أقل حدوثًا لدى البالغين بسبب الاستقرار العاطفي والنفسي في تلك المرحلة، وعن كيفية حدوث الكوابيس جسديًا فإن ذلك يبدأ مع حركة العين السريعة التي ترتبط مع الدماغ عبر العصب البصري بحيث تنقل الإشارات منه وإليه[١][٢].
أسباب الكوابيس المتكررة
تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية يعانون من الكوابيس المتكررة، وهو ما يسبب ضغوطات نفسية وشعورًا مستمرًا بعدم الراحة، ولعلاج ذلك لا بد من دراسة الأسباب الرئيسية الظاهرة والخفية التي تقف وراءه، ولعل ذلك ما سنشرحه بالتفصيل في السطور التالية:[٣][٤]
- الطعام: يجب على الإنسان أن يحرص على تناول الوجبات الغذائية الصحية المتكاملة، إلا أن توقيت ذلك قد يلعب دورًا أساسيًا برؤية الكوابيس في الليل، فعندما يتناول الشخص طعامًا قبل فترة وجيزة من الخلود إلى الفراش تبدأ المعدة بعملية الهضم عبر التمثيل الغذائي، وهو ما يجعل الدماغ نشيطًا ومستمرًا في العمل مترجمًا ذلك على شكل أحلام مزعجة.
- الأدوية والعقاقير: من المعروف أنه توجد العديد من المهدئات والمسكنات التي تُستخدم للمساعدة على النوم والتخلص من الأرق، أو للمساعدة على تخطي الاكتئاب والحزن، لكن ما يجهله الكثيرون أن لها آثارًا جانبية سلبية، إذ تقوم المواد الكيميائية على الإخلال بضغط الدم ونسبة السكر وبالتالي التأثير على الدماغ، وهو ما ينجم عنه الكوابيس.
- العمل المستمر: يجهد الكثيرون أنفسهم في العمل لساعات طويلة دون أن يأخذوا قسطًا كافيًا من الراحة في الوقت الذي تحتاج أجهزة الجسم وأعضاؤه للاسترخاء والنوم، إذ أن النوم بمثابة الشاحن للجسد، وإذا أهمل الإنسان ذلك فإن الوقت القصير الذي سيحظى بالنوم من خلاله سيكون مليئًا بالكوابيس.
- الصدمات العاطفية: توجد العديد من التجارب السلبية التعيسة التي يمر بها الإنسان وتبقى محفورة في عقله وذاكرته، مثل فقدان شخص عزيز أو الانفصال من الارتباط أو مشاكل في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، ومع الاستمرار بالتفكير فيها فإن العقل يستعيد صورًا سلبية متعلقة بها بعد الخلود للنوم.
- الأمراض: توجد بعد الأمراض والحالات المزمنة التي تُحدث خللًا في جسم الإنسان يندرج منها أعراض عدة؛ منها رؤية الكوابيس عند النوم، ومن تلك الأمراض متلازمة تململ الساقين وكذلك الربو وضيق التنفس والحمى وغيرها.
- المشروبات الكحولية: إن شرب الكحول قبل فترة وجيزة من النوم تؤدي إلى اضطراب الشخص والنوم لفترات قليلة متقطعة، مما يزيد من احتمالية رؤية الأحلام المزعجة؛ وذلك لأن الكحول تحتوي على نسبة مرتفعة من المركبات الهيدروكسيدية.
- وضعية النوم: يجب أن يحرص الشخص على النوم بوضعية مريحة لجسمه، فالنوم على الظهر ليس مريحًا ويسبب رؤية الكوابيس في الليل؛ وذلك لأن الشعب الهوائية تكون أكثر عرضة للالتهابات وتدخل كمية قليلة إلى الرئتين، وكذلك النوم أمام التلفاز المفتوح.
- الإكثار من السكر: فقد أثبت الأطباء وجود علاقة بين تناول كميات كبيرة من الحلوى قبل النوم ورؤية الكوابيس، فالنشويات الغنية بالغلوكوز تعني الطاقة وبالتالي ينشط الدماغ وعدم القدرة على الراحة والاسترخاء عند النوم.
حلول للكوابيس المتكررة
لمّا كانت الكوابيس المستمرة حالة مقلقة للشخص بحيث تقلل من معدل إنتاجه وإقباله على العمل وشعوره بالراحة، كان لا بد من إيجاد حلول عملية وطبية لذلك، وهو ما سنبينه بشيء من التفصيل فيما يلي:[٥][٦]
- الأدوية: توجد العديد من الأدوية الجيدة التي يمكن أن يأخذها الشخص بعد استشارة الطبيب ونصيحته وإشرافه، والتي من شأنها معالجة المشاكل النفسية والجسدية مع ضمان الراحة التامة للأعصاب خلال الليل وتقليل معدل الاضطراب؛ مثل برازوسين ونوربينفرين وفلوكستين وسيرتر الين وغيرها.
- العلاج السلوكي المعرفي: وهو أفضل ردة فعل يمكن القيام بها لدراسة سلوك الشخص ومساعدته على تخطي الأزمات والمشاكل التي يواججها وخاصة الاضطرابات العصبية الناشئة من حالة حزن أو قلق وخوف، ويقوم هذا العلاج على احتواء الصدمة والتعامل معها بطريقة طبية ممنهجة.
- التغذية الصحية: ويُقصد بذلك تناول الوجبات الصحية المعتدلة التي تحتوي على المكملات الغذائية من العناصر الغذائية الستة؛ كالفيتامينات والكربوهيدات والدهون والمعادن وغيرها ولكن بأوقات سليمة، وتجنب تناول الوجبات الدسمة المشبعة بالدهون المهدرجة قبل النوم مباشرة، وكذلك التقليل من شرب المنبهات كالقهوة و الشاي، وشرب المشروبات الساخنة العشبية مثل؛ اليانسون والقرفة وغيرها.
- تقنيات الاسترخاء: لا يمكن إنكار أن الكوابيس تتعلق بشكل أو بآخر بالجهاز العصبي للشخص، ولهذا يجب أن يتعلم كيفية الاسترخاء والاستجمام والتخلص من الشحنات السلبية من خلال تكنيكات وآليات خاصة مثل؛ التنفس بانتظام والتأمل وتصفية الذهن وغيرها.
- تحسين ظروف النوم: إذ أن للأجواء المحيطة بغرفة النوم لها الدور الأكبر في الحصول على قسط كافٍ ومريح من النوم الصحي، ومن ذلك نذكر: الفراش الصحي السميك، الوسادة المتوسطة بحيث لا تكون مرتفعة كثيرًا أو منخفضة، إطفاء الأضواء والحفاظ على أجواء معتمة تساعد العينين والدماغ على النوم، الابتعاد عن مصادر الإزعاج مثل التلفاز أو الموسيقى الصاخبة، النوم على الجانبين أفضل من النوم على الظهر.
- مواجهة المخاوف: هذه خطوة نظرية مهمة يندرج عليها الكثير من الإدراك الذهني الذي ينعكس على نوم الشخص، إذ يجب أن يسمح لنفسه بالتفكير بطبيعة المخاوف وأسبابها ورواسبها سواء أكانت نتيجة ذكريات قديمة أو مشاكل حالية، ومن ثم إيجاد حلول عملية لها على أرض الواقع.
أعراض الكوابيس
قد يبدو غريبًا بالنسبة للكثيرين أنهم غير قادرين على التمييز بين الأحلام السيئة الاعتيادية وبين الكوابيس، فكلاهما يختلف عن الآخر، إذ لا يتعدى الأول كونه حلم عابر بسبب عدم الشعور بالراحة أو الإكثار من العمل، أما الكوابيس فقد تتضاعف في بعض الأحيان لتصبح حالة مرضية ونفسية خطيرة، وسنبين فيما يلي الأعراض التي تساعد على تحديد ذلك:[٧]
- ارتباط موضوع الكوابيس بما يهدد سلامة وحياة الشخص، كأن يرى وحود أحد من يحاول قتله أو التخلص منه.
- الشعور بالقلق والغضب والخوف والرعب عند رؤية الكابوس واستمرار ذلك حتى بعد الاستيقاظ من النوم.
- ظهور العديد من العلامات الفيزيولوجية الجسدية مثل؛ تسارع نبضات القلب و التعرق الشديد.
- القدرة على تذكر جميع التفاصيل في الحلم والتفكير السليم الذي يصحبه قلق كبير.
المراجع
- ↑ "Nightmares"، psychologytoday، Retrieved 2019-10-22. Edited.
- ↑ "Decode Your Nightmares"، every day health، Retrieved 2019-10-22. Edited.
- ↑ "Nightmares in Adults"، web md، Retrieved 2019-10-22. Edited.
- ↑ "7 Surprising Things That Cause Nightmares"، bustle، Retrieved 2019-10-22. Edited.
- ↑ "Best Practice Guide for the Treatment of Nightmare Disorder in Adults", J Clin Sleep Med, Issue 6, Folder 4, Page 389–401. Edited.
- ↑ "The Causes and Treatment of PTSD Nightmares"، very well health، Retrieved 2019-10-22. Edited.
- ↑ "Nightmare disorder", mayo clinic, Retrieved 2019-10-26. Edited.