الذهاب إلى القمر

الذهاب إلى القمر
الذهاب إلى القمر

القمر

يوجد لكوكب الأرض قمر واحد، وهو القمر الذي يمكننا أن نراه بسهولة في معظم الليالي، ويبلغ حجم القمر حوالي ربع حجم الأرض، ويمكن رؤية القمر بالعين المجردة في أغلب الليالي أثناء تتبع مداره الذي يدوم 27 يومًا حول كوكب الأرض، وعند النظر في السماء أثناء الليل، ورؤية القمر فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو أن القمر يتوهج في الظلام، ولكن الحقيقة أن القمر لا يضيء من تلقاء نفسه بل إنه يعكس ببساطة الضوء القادم من الشمس، وهذا السبب الذي يجعلنا نراه يتوهج بالظلام، كما أنه في أثناء النظر من الأرض إلى القمر، قد يبدو أن القمر يغير شكله كل ليلة من شريحة صغيرة إلى نصف قمر إلى قمر كامل ويكرر تلك الدورة مرة أخرى، ويفسر ما يحدث في الواقع هو أنه من مكاننا على الأرض، نرى أجزاءً مختلفة من القمر مضاءة بأشعة الشمس التي يعكسها بينما يدور القمر في مداره.

ويتميز القمر بأنه يدور حول محوره بنفس المعدل الذي يدور فيه حول الأرض، وهذا يعني أننا نرى دائمًا الجانب نفسه من القمر من موقعنا على الأرض، والجانب الذي لا نراه يحصل أيضًا على نفس القدر من الضوء، لذلك فإن الاسم الأكثر دقة لهذا الجزء من القمر هو الجانب البعيد.[١]


الذهاب إلى القمر

بعد مرور ما يقارب أربعة عقود منذ أن وصل أول رجل إلى سطح القمر، تقول وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أنه ليس لديها خطط فورية لرحلة العودة من القمر، تاركة خطة أبولو كمخطط وحيد للوصول إلى القمر، ومن أبرز الخطوات التي وضعها رواد فضاء أبولو للوصول إلى القمر ما يأتي:[٢]

  • تجميع القطع اللازمة للسفر إلى الفضاء: إذ إن الذهاب إلى القمر على غرار أبولو يتطلب مركبة فضائية تتكون من ثلاثة أجزاء؛ وهي وحدة القيادة على الشكل المخروطي CM؛ والتي تحتوي على الطاقم، ومنطقة مراقبة الطيران، ونظام الهروب في حالات الطوارئ، ويتصل CM بوحدة الخدمة الأسطوانية SM، والتي تضم أنظمة الدفع والدعم الأساسية، وخلايا الوقود، والهوائي الذي يلزم للاتصالات من الفضاء، وعند توصيل تلك المعدات معًا يُشار إليها باسم CSM.
  • الدفع والإطلاق: بدأت كل مهمة من مهام أبولو الست على متن صاروخ ساتورن 5، وهو أقوى صاروخ في ناسا على الإطلاق، والذي يمكن أن يحمل الحمولة الثقيلة إلى مسافة تصل إلى حوالي 38 ميلًا في الجو خلال دقيقتين ونصف، ومن ثم يعود إلى الأرض، وبعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية، والتي تستغرق ست دقائق لقطع 77 ميلًا آخر، ثم يدفع محرك المرحلة الثالثة المركبة إلى 17500 ميل في الساعة المطلوبة للهروب من الجاذبية الأرضية والوصول إلى المدار.
  • الدخول إلى المدار القمري: يشعل الوقود المتبقي في المحرك ذو الثلاث مراحل لزيادة السرعة لتصل إلى 24500 ميل في الساعة، الأمر الذي يدخل السفينة في مدار القمر لمدة ثلاثة أيام.
  • الهبوط: إذ إنه وبمجرد دخول المدار القمري، يدخل اثنان من رواد الفضاء إلى الوحدة القمرية ويستعدان للهبوط، من خلال المحافظة على الدوران حول القمر في مدار منخفض، وقد يستغرق الهبوط حوالي 15 دقيقة فقط.
  • السير على سطح القمر: بعد نجاح الهبوط للمركبة الفضائية، يمكن الخروج والسير على سطح القمر باستخدام المعدات اللازمة لذلك.


نشأة القمر

يعتقد العلماء أن القمر تشكل في وقت مبكر من تاريخ النظام الشمسي بعد تشكل الأرض والمريخ، وذلك بعد أن حدث في الفضاء تصادمًا فيما بينهم نتج عنه قطعًا من الأرض تجمعت في الفضاء عن طريق الجاذبية وأدت إلى تكون القمر، ومنذ آلاف السنين، رسم البشر تصورًا لتتبع تغيرات القمر، وقد استخدمها الناس فيما بعد لإنشاء التقاويم السنوية، أما اليوم، فيُدرس القمر باستخدام التلسكوبات والمركبات الفضائية، ويعد القمر الكوكب الوحيد من بين الكواكب الأخرى التي زارها البشر وكانت أول زيارة له في 20 يوليو 1969، إذ كان رائدا الفضاء نيل أرمسترونغ وبوز ألدرين أول من وطأت أقدامهم سطح القمر، ومن ثم تبعهم بعد ذلك العشرات من رواد الفضاء الأمريكيين.[١]


رحلات استكشاف القمر

كان هناك اعتقاد قديم عند بعض الشعوب القديمة أن القمر كان وعاءًا للنار، بينما اعتقد آخرون أنه مرآة تعكس سطح الأرض وبحارها، لكن الفلاسفة اليونانيين القدماء عرّفوا القمر بأنه عبارة عن كرة يدور حول الأرض، ويعكس ضوؤه ضوء الشمس، كما اعتقد الإغريق أيضًا أن المناطق المظلمة للقمر كانت بحارًا، بينما كانت المناطق المشرقة أرضًا، مما أثر على الأسماء الحالية لتلك الأماكن منها ماريا و تيرا، وهي أسماء لاتينية للبحار والأرض.

كان عالم الفلك الرائد غاليليو غاليلي أول من استخدم تلسكوبًا لإجراء ملاحظات علمية للقمر، واصفًا القمر في عام 1609 بأنه سطحًا جبليًا خشنًا يختلف تمامًا عن المعتقدات الشائعة في ذلك الوقت، وفي عام 1959، أرسل الاتحاد السوفيتي أول مركبة فضائية للوصول إلى سطح القمر، الأمر الذي حفز سلسلة من المهام غير المأهولة من قبل كل من؛ الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة لمراقبة سطح القمر، إذ كان حقق العديد من تلك المهام إخفاقات أو نجاحًا جزئيًا، ومع مرور الوقت، ساهمت تلك المهام في الحصول على معلومات حول سطح القمر والتاريخ الجيولوجي له.

أطلقت الولايات المتحدة سلسلة من بعثات رواد الفضاء، بينما أرسل الاتحاد السوفيتي بعثات تحت اسم لونا وزوند، وقد كانت المركبة Luna 2 هي أول مركبة فضائية تصل إلى القمر في عام 1959، وتحقق الهبوط الأول في عام 1966 بواسطة Luna 9، وبعد ذلك أرسلت الولايات المتحدة رواد فضاء إلى سطح القمر في الستينيات والسبعينيات، وكانت المهمة الأولى إلى القمر في عام 1968، عندما ساهم رواد الفضاء من أبولو 8 بإدارتها، وفي عام 1969 هبطت Apollo 11 بأول رواد فضاء على سطح القمر، ومما لا شك فيه أنها كانت من أبرز إنجازات ناسا، والتي تلتها خمس بعثات أكثر نجاحًا.

وفي عام 2013 ، عُثر على المياه في عينات من أبولو 15 و 16 و 17، وهو اكتشاف مثير للاهتمام بالنظر إلى أن التحليلات السابقة أظهرت أن صخور القمر جافة جدًا، وأرسلت وكالة الفضاء الأوروبية مهمتها الأولى SMART-1 في عام 2003، وتبعتها Change 1 الصينية في عام 2007، كما أطلقت الهند مهمة Chandrayaan-1 في عام 2008 ، وفي عام 2013، صنعت الصين التاريخ عن طريق هبوط روبوت على القمر الصناعي للأرض.[٣]ويستغرق وصول المركبة الفضائية إلى القمر حوالي 3 أيام، وخلال ذلك الوقت، تقطع المركبة الفضائية على الأقل مسافة 240000 ميل (386400 كيلومتر) وهي المسافة بين الأرض والقمر، إذ تعتمد هذه المسافة على المسار المحدد الذي اختير للمركبة.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "All About the Moon", spaceplace.nasa, Retrieved 2019-11-10. Edited.
  2. "How to Get to the Moon in 5 'Small' Steps", livescience, Retrieved 2019-11-10. Edited.
  3. "Moon Facts: Fun Information About the Earth's Moon", space, Retrieved 2019-11-10. Edited.
  4. "How long does it take to travel to the Moon?", coolcosmos.ipac.caltech.edu, Retrieved 2019-11-10. Edited.

فيديو ذو صلة :