محتويات
اللباس التقليدي والشماغ
تعد الألبسة التقليدية للرجال مثل الأثواب البيضاء والشماغ (الغترة) من العادات الدارجة في البلاد العربية مثل بلاد الشام وكل بلدان الخليج العربي دون استثناء من أكبرها مساحة وصولًا إلى البحرين، فهو يضيف ويبرز ملامح الرجولة للابسها ويمنح الهيبة وهو رمز للهوية والعروبة، ويدرج لبسه عادة في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس، وتخمن الأبحاث المتعلقة بدراسة العادات والتقاليد أن الشماغ يظهر بأنماط مختلفة نتيجة التنوع في توزيع الألوان والحياكة في محاولة لمحاكاة سنابل القمح أو شباك الصيد، ولذا وُجِدت منه العديد من الأنواع مثل المخطط باللونين الأبيض والأحمر، المخطط باللونين الأبيض والأسود والغترة البيضاء.
يعود لفظ الشماغ في اللغة إلى كلمة (غُترة) والجمع منها غُتُرات أو غَتْرات وتعني قطعة مصنوعة من النسيج توضع على رأس الرجل وتتدلى وصولًا إلى كتفيه ويوضع فوقها عقال أو غطاء الرأس، وأما اصطلاحًا فإنه قطعة قماش معدة كغطاء للرأس وتكون على شكل مربع مثنى إلى طبقتين وتصنع من أفضل الأقمشة ومن أحسن الخيوط الناعمة الرقيقة مع الحرص على غسلها وكيّها بطريقة خاصة للحفاظ على رونقها وظهور الرجل بمنظر لائق ومتناسب مع مظهره الخارجي، بالإضافة إلى الأهمية الأخرى له مثل الحماية من أشعة الشمس الضاربة أو الشعور بالبرودة في فترة المساء وبالذات إذا كانت البيئة صحراوية، فهو عامل وقاية للوجه من الأتربة والغبار، وإذا كان الجو عاصفًا ومغبرًا فهو يستخدم كلثام.
تختلف دراسات التاريخ حول نشأة الشماغ وأصل الكلمة، فالبعض يخبر بأن الكلمة جاءت بالأساس من العراق، والأردن، وشبه الجزيرة العربية، وأما ارتداؤه فيعود إلى زمن حضارة ما بين النهرين في العراق، والشماغ كلمة تعود إلى اللغة السومرية وهي مؤلفة من مقطعين (اش –ماخ) وتعني غطاء الرأس. [١][٢][٣][٤]
طريقة غسل الشماغ
توجد طرق معينة خاصة بغسل الشماغ خلافًا للأنواع الأخرى من الملابس حفاظًا عليه من التأثر كالاهتراء والتلف، ومن هذه الطرق ما يلي: [٥][٦]
- النقع: يوضع الشماغ في قليل من الماء المخلوط معه مسحوق الغسيل، ويترك لمدة لا تقل عن ساعة تقريبًا ويفضل زيادة مدة النقع، وينصح بتجنب استعمال الكلور أو المواد المبيضة عند عملية الغسل لأنها تؤثر سلبًا عليه، ويقلب الشماغ من حين لآخر لضمان وصول الماء والمسحوق لكافة أرجاء الشماغ وضمان تنظيفه بالكامل وأخيرًا، يزال الشماغ ويوضع في وعاء آخر يحتوي على الماء فقط مع تحريكه باستمرار للتخلص من أي أثر للمسحوق مع تجنب عصره باليد لأن ذلك يعرضه للتلف.
- الغسيل اليدوي: يوضع الشماغ في وعاء يحتوي على الماء المذاب فيه ملعقة كبيرة من مسحوق الغسيل وعصير الليمون، ويحرك عدة مرات بالماء مع دعكه جيدًا باستخدام اليد، وأخيرًا ينقل الشماغ لإناء يحتوي على الماء لغسله عدة مرات وتخليصه من المسحوق.
- الغسالة: يوضع الشماغ في الغسالة مع الإضافة القليلة جدًّا من المسحوق مع إلغاء العصر في برنامج التنظيف وضبط درجات الحرارة والابتعاد عن الحرارة العالية إذ يجب غسله بحرارة منخفضة.
- ملاحظة: ينشر الشماغ داخل المنزل بعيدًا عن الشمس والأتربة والتي من الممكن أن تعلق به وتوسخه.
دلالات لبس الشماغ
اشتهر لبس الشماغ قديمًا بفعل طبيعة البيئة الصحراوية وما تستلزم من إجراءات الوقاية في اللباس للحماية من حر النهار وبرودة الليل، إلا أنه مع الوقت وحدوث الثورة الحضارية والتقنية فقد تبدلت الوظائف وتفنن الرجال في ارتداء الشماغ لما تحمل كل طريقة من رمزية ودلالة اجتماعية معينة، ومنها ما يلي: [٧]
- التناسق: مثلما يكثف الرجل الغربي جهوده في تناسق ربطة العنق مع القميص والبدلة، فإن الرجل العربي يهتم بتناسق الشماغ مع الثوب الملبوس، فإذا كان لونه أبيض فإن الشماغ يكون أبيض وأحمر أو أبيض وأسود.
- الانتماء: الشماغ لا يدل فقط على البلاد العربية، بل ويتوسع ليدل على جماعة أو طائفة معينة، فالشماغ لدى السعودية يختلف عن الإمارات وكذلك طريقة لبسه في الحجاز تختلف عن أهل الجنوب.
- العقدة: تعكس مدى المكانة الاجتماعية والثقافية إذ تخصص عقدة خاصة لكل مناسبة، تمامًا مثل اهتمام السيدات بتنسيق الحذاء مع الملابس والمتوافقة مع نوع المناسبة.
- المواد المصنعة: في الصيف يلبس الشماغ المصنوع من القطن للشعور بالبرودة وأما في الشتاء يلبس الشماغ المصنوعة من الكتان للحصول على الدفء، وينصح بتجنب الشماغ المصنوع من البوليستر إذ يتسبب في زيادة العرق وظهور الحساسية.
- الحالة النفسية: تعكس طريقة لبس الشماغ جانبًا معينًا من الشخصية والحالة المعنوية لدى لابسها، فالتلثم وتغطية الوجه يدل على أن صاحبها يرغب في الانعزال ولا يرغب بالتحدث مع أحدـ أما إرخاء الشماغ على كتفيه فيدل على البهجة وانشراح التواصل مع الآخرين، ويدرج لدى البعض ربط طرفه استدلالًا وتذكرًا لأمر ما، وأخيرًا حينما يلف الشماغ بالكامل فوق الرأس فهذا دلالة على الانشغال.
طريقة كيّ الشماغ
عملية كيّ الشماغ مثل غسله تمامًا تتبع خطوات وإرشادات معينة للحفاظ عليه وظهوره بأحلى بهجة وطلة، والطريقة كالآتي: [٦]
- يجب التأكد من نظافة طاولة الكيّ وقاعدة المكواة وخلوها من أي آثار لحروق سابقة.
- يفضل استخدام مكواة البخار لتسهيل عملية الكيّ، ومن الممكن كيّ الشماغ إذا كان رطبًا.
- يفرد الشماغ على الطاولة على شكل مربع، وقبل البدء بالكيّ توضع قطعة قماش بيضاء عليه لتجنب اتساخه أو ميلان لونه للأصفر.
- يكون الكيّ باتجاه موازٍ للخطوط الطولية للشماغ وحافته بعيدًا عن المناطق التي تتواجد بها أي نوع من أنواع الخياطة.
- يكوى الشماغ على حرارة 150 درجة مئوية فهي تجعل ملمسه مثل الورقة الناعمة والتي لا يوجد بها أي تعرجات.
- يثنى الشماغ من إحدى الزوايا باتجاه الزاوية المقابلة لها ليكون على شكل مثلث، ويترك لمدة خمس دقائق دون كيّ لإراحة أنسجة القماش وتمكن عودتها للوضع الطبيعي.
- يرش محلول النشا على الحواف لتثبيت الشماغ وأخيرًا تكوى أطراف الشماغ وصولًا للرأس مع الابتعاد عن استخدام النشا خلال الكيّ.
المراجع
- ↑ محمد منصور (2016/1/12)، "كيف اغسل الشماغ الجديد"، shoalakhbar، اطّلع عليه بتاريخ 2019/4/23.
- ↑ NESSMA (2018/3/24)، "قصة الشماغ"، qssas، اطّلع عليه بتاريخ 2019/4/23.
- ↑ "طريقة كوي الشماغ"، kololk، اطّلع عليه بتاريخ 2019/4/23.
- ↑ "تعريف و معنى غترة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 2019/4/23.
- ↑ Randa Abdulhameed، "طرق كوي الشماغ"، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 2019/4/23.
- ^ أ ب Mostafa Zahran، "طريقة كوي الشماغ"، qlamy، اطّلع عليه بتاريخ 2019/4/23.
- ↑ مايا مشلب، "6 معلومات مثيرة عن الشماغ والغترة"، arrajol، اطّلع عليه بتاريخ 2019/4/23.