أين تقع مدينة زنجبار

أين تقع مدينة زنجبار
أين تقع مدينة زنجبار

موقع مدينة زنجبار

قبل البدء بوصف موقع زنجبار لا بد من التنويه إلى أنها مجموعة جزر محاطة بالماء وليست مجرد مدينة عادية على البر، إذ تقع في الناحية الشرقية من القارة السمراء في المحيط الهندي، وتتبع حاليًا لجمهورية تنزانيا الاتحادية، علمًا بأنها كانت جزءًا لا يتجزأ من سلطنة عُمان حتى عام 1890 مع نوبات استقلال متباينة بين حين وآخر[١]، وتبعد عن ساحل تنجانيقيا 35 كيلو متر، فيما تبعد عن دار السلام 114 كيلو متر أي ما يستغرق زمنيًا حوالي 4 ساعات بالسيارة على الأقل، ويفصلها عن دودوما مسافة طويلة تصل إلى 535 كيلو متر أي ما يستغرق 11 ساعة ونصف، وكذلك الحال بالنسبة لمتوارا فهي تبعد مسافة طويلة أيضًا عنها تقدر بنحو 638 كيلو متر، ويمكن قطعها خلال نفس المدة السابقة تقريبًا عبر الطريق السريع[٢].

وتجدر الإشارة إلى أن مساحتها الإجمالية تصل إلى 2.461 كيلو متر مربع لتكون بذلك ثاني أكبر جزيرة في قارة أفريقيا بعد مدغشقر، وقد تسبب موقعها الإستراتيجي المميز في جعلها محط أنظار الغزاة المستعمرين للسيطرة على حركة النقل في الساحل الشرقي لأفريقيا، بالإضافة إلى بسط النفوذ على المحوري الحيوي الذي يصل بين الجزيرة العربية والساحل الأفريقي بما يسهل من نقل البضاعة والأفرد والسفن على حدّ سواء[٣]. ويتنوع عرق سكان الجزيرة ما بين الأقارقة والإيرانيين، والعرب العُمانيين، والعرب اليمنيين، بالإضافة إلى الهنود، والباكستان، وغيرهم، كما يوجد خليط من هذه الأعراق، يدينون بالإسلام بنسبة 98%، فيما يتحدثون اللغة السواحلية كونها اللغة الرسمية للجزيرة، علمًا أن هذه اللغة هي مزيج من لغات أفريقية قديمة بالإضافة إلى العربية التي تشكل ما يزيد عن 70% منها، وتجدر الإشارة إلى انتشار اللغة الإنجليزية التي خلفها الاحتلال البريطاني[٤].


السياحة في زنجبار

لقد نالت الجزيرة شهرة واسعة في عالم السياحة والسفر بفضل رمالها البيضاء وشواطئها النقية بما يوفر للسياح فرص ترفيه منوعة ما بين الصيد، والسباحة، وركوب الأمواج، والغوص، ناهيك عن تضاريسها المميزة حيث المساحات الخضراء اليانعة التي تسرّ الناظرين، والجبال الشاهقة والتلال الطبيعية، ولا ننسى فضل الإنسان الحديث في العصر الحالي وما أضافه من منتجعات وفنادق وفلل وغير ذلك من البنى التحتية التي هيأت المكان وجعلته وجهة سياحية بامتياز مع مراعاة الأسعار لتناسب كل النزلاء سواء من ذوي الدخل المتوسط أو العادي.

وتجدر الإشارة إلى سهولة الوصول إلى الجزيرة لأن السلطات الإدارية تسمح لمعظم جنسيات العالم بالسفر إليها عبر فيزا يتراوح سعرها ما بين 25-100 دولار أمريكي حسب جنسية المسافر، مع العلم أن مطار دار السلام هو الوجهة الأولى يتلوها ركوب طائرة إلى زنجبار، أو مركب بحري لمحبي النقل عبر الميناء[٢]. تحتوي كذلك على عدد من المنتجعات التي تمكن الزائر من قضاء أجمل الأوقات في جزيرة زنجبار نذكر هنا اثنين من هذه المنتجعات[٥]:

  • منتجع ميليل بيتش: يُعد واحد من أفضل منتجعات زنجبار يقدم خدمات فندقية رائعة جميع وحدانه توفر كافة المرافق والخدمات التي تضمن راحة الضيوف كما يحتوي على مسبح خارجي وكراسي للاسترخاء والتشميس. كما يضم المنتجع مطعم يقدم الوجبات في الغرف، كما يقدم وجبات خاصة للأطفال ووجبات خفيفة على مدار اليوم، ويوفر بعض الخدمات العائلية برسوم إضافية مثل مجالسة الأطفال والتنقل من وإلى المطار وغيرها.
  • منتجع فروت آند سبايس ويلنيس زيزورت زنجبار: يُعد أحد المنتجعات الفاخرة في زنجبار، إذ يتميز بغرفه المطلة على البحر والمسبح، كما أنه صمم بتصميمات فاخرة على الطراز الزنجباري، إضافة إلى مفروشاته الفاخرة، إذ يقدم أشهى مأكولات البحر الأبيض المتوسط والوجبات الخفيفة، ويوفر العديد من الخدمات والأنشطة الترفيهية المختلفة والمميزة.


تسمية جزيرة زنجبار

إن تسمية الجزيرة هي تسمية فارسية الأصل وتعني برّ الزنج، وقيل أن العرب سموها زين ذا البر بمعنى هذا البر الجمال كناية عن جمالها، كما تعرف باسم جزيرة القرنفل نسبة إلى وجود حوالي 4 ملايين شجرة قرنفل فيها كان قد زرعها العرب إبان فترة حكمهم هناك، وتجدر الإشارة إلى أن اسم الجزيرة باللغة السواحلية هو أنغوجا، فيما يسميها الأجانب زنزبار، فقد اصطلح عليه بعد سقوط حكم العربي في ستينيات القرن الماضي وتحديدًا عام 1964م[٤]، كما وتعرف زنجبار باسم أندلس أفريقيا، وهو لقب كنيت به لرقيها في الزمن الماضي؛ فقد تربع أسطولها على المرتبة الثانية كأقوى أسطول بحري بعد بريطانيا متفوقًا بذلك على أعتى دول الاستعمار أمثال فرنسا والبرتغال، كما عمّ في أرجائها الأمن والازدهار التجاري في موانئها العالمية[٣].


تاريخ زنجبار

دخل الدين الإسلامي إلى زنجبار سنة 65 هجريًا أو 74 هجريًا على روايتين مختلفتين، وذلك بالتزامن مع أول هجرة عمانية عربية إلى ساحل أفريقيا جراء حروب طاحنة بين العمانيين وجيوش الحجاج بن يوسف الثقفي، مع العلم أن العلاقات بين الطرفين ليست الأولى من نوعها بل إنها تمتد إلى القرن الأول الميلادي وهي علاقات تجارية جيدة جدًا، وقد استمرت إلى حين الاحتلال البرتغالي الذي خيّم على المنطقة بعد مرور الرحالة البرتغالي فاسكو دي جاما على سواحل أفريقيا الشرقية خلال رحلى عودته من الهند سنة 1449.

وبعد مرور 51 سنة على التاريخ المذكور رسى الأسطول البرتغالي الحربي على سواحل زنجبار وأخضع كل الجزر هناك بقوة السلاح والحرق والتدمير، حتى إن مَن شهد الحادثة أكد أن المحتل لم يرحم رجلًا ولا امرأة ولا صغيرًا ولا كبيرًا، ولا رضيعًا ولا عاجزًا، فكانت هذه الفترة وصمة عار وتاريخ دموي مروع استمر مدة قرنين من الزمان إلى أن توحد السكان الأصليون وطلبوا النجدة من سلطان عُمان الذي لم يتوانَ لحظة في تلبية النداء بهدف إجلاء المحتل البرتغالي، ومنذ ذلك الوقت دخلت زنجبار تحت حكم سلطة عمان قرونًا طويلة كونهم ساهموا في استقرار الأوضاع إلى حدّ كبير جرّاء مراعاة مصالح كل السكان، لكن الحال تغير في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي جراء فرض الوصاية البريطانية على زنجبار بسبب قلق الإنجليز من قوة البلاد عسكريًا بما يهدد مصالحها في المنطقة، وبحلول ليلة 11 كانون الثاني يناير عام 1963 حدثت مجزرة راح ضحيتها 20 ألف عربيًا جرّاء سياسة فرّق تسد الاستعمارية التي حاكت مؤامرة لتحريض السكان ضد العرب، وهو ما أدى إلى إنهاء الحكم العربية وطمس الهوية على يد شعب غُرّر به من قبل قوى الشر الكبيرة، وعليه توحدت زنجبار مع تنجانيقيا سنة 1964 لتشكل ما يعرف باسم تنزانيا حاليًا[٣].


السياحة في تنزانيا

تعد تنزانيا واجهة سياحية مهمة في إفريقيا وتعد مدينة دار السلام من أجمل مدنها؛ وذلك لاطلالتها الساحرة على المحيط وطبيعتها الخلابة، وهنا نذكر أهم الأماكن السياحية في مدينة دار السلام في تنزانيا[٦]:

  • النصب العسكري: هو واحد من أبرز المعالم السياحية في تنزانيا دار السلام، مصنوع من البرونز ويمثل عسكري يرتدي زيًّا في الحرب العالمية الأولى، وحربة سلاحه تشير إلى الميناء القريب، شيّد النصب التذكاري ليخلد الجنود الأفارقة الذين قاتلوا كقوات حاملة في الحرب العالمية الأولى، مما جعله أيقونة مهمة في أرض دار السلام.
  • كاتدرائية القديس يوسف: تُعد من أقدم المواقع التاريخية في مدينة دار السلام ، بُنيت هذه الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على واجهة الميناء بطراز قوطي، بنيت من قِبل المبشرين الألمان في عام 1897 ميلاديًا، وتعد مقرًا لأبرشية دار السلام، يتميز تصميم الكاتدرائية بالقباب والنوافذ ذات الزجاج الملون، وتمتلك جداريات فنية ألمانية أصلية، ونقوش دقيقة مذهلة منحوتة فوق المذبح الرئيسي، مما جعلها تحفة فنية مميزة.
  • جزيرة بوجويو: تقع جزيرة بونجويو المفضلة قُبالة جزيرة مساساني، تبُعد حوالي أربعة أميال إلى شمال المدينة، والتي توفر إطلالة جذابة ولوحات حية من جمال الطبيعة الساحرة، إذ يمكنك الاسترخاء تحت مظلات من القش على شاطئ من الرمال الناعمة، ومياه صافية، كما أنه محاط بأشجار الباوباب المميزة، ويمكن اكتشاف العديد من المخلوقات البحرية مثل؛ سمك البهلوان، نجمة البحر، وقناقذ البحر عند الغوص في مياه الجزيرة، ويوفرالمطعم الوجبات الخفيفة في الهواء الطلق، مع المشروبات الباردة، والمأكولات البحرية الشهيّة.
  • حديقة كندوتشي المائية: تعد أبر حديقة مائية في شرق ووسط إفريقيا، تضم العديد من أحواض السباحو والملاعب والمنزلقات المائية لذلك فهي تحظى بشعبية كبيرة بين العائلات، كما أنها تضم المطاعم المتنوعة ومنافذ الوجبات الخفيفة.


المراجع

  1. رباب أحمد، "اين تقع جزيرة زنجبار ؟ وماهي تاريخها ؟"، سحر الكون، اطّلع عليه بتاريخ 20-8-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "اين تقع زنجبار والمدن القريبة من زنجبار"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 20-8-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت صلاح الدين حفافصة (31-7-2018)، "زنجبار الإسلامية.. الحكاية المنسيّة!"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 19-8-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب منيرة الشايب (3-6-2011)، "زنجبار: "جزيرة القرنفل" التي حكمها العرب وسكنها خليط من الأقوام"، بي بي سي بالعربي، اطّلع عليه بتاريخ 19-8-2019. بتصرّف.
  5. "افضل 5 من منتجعات زنجبار مُوصي بها 2019"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
  6. "السياحة في دار السلام"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :