البكاء
يلجأ البشر إلى البكاء للتعبير عن عواطفهم، ومشاعرهم، وعمق تأثرهم بالأحداث والمناسبات التي يمرون بها؛ فكثير منهم مثلًا يبكون أثناء حفلات الزفاف أو حفلات أعياد الميلاد، لكن يبقى البكاء بالطبع علامة من علامات الحزن والاكتئاب الشديدين، وينظر الكثير من علماء النفس إلى البكاء على أنه وسيلة أو استجابة طبيعية لإظهار المشاعر العميقة داخل البشر وتفريغ الطاقة العاطفية على شكل دموع مادية، كما لا يغيب عن الخبراء التذكير بأن البكاء هو وسيلة لجلب انتباه الآخرين إلى الواقع العاطفي الذي يشعر به الإنسان، ومن المثير للاهتمام أن بعض علماء الأحياء توصلوا إلى حقيقة مفادها أن للبكاء وظيفة حيوية وفسيولوجية تتمثل في تحفيز الجسم على التخلص من بعض الهرمونات السيئة والسموم الضارة، لكن على أي حال يبقى البكاء أحد الأمور التي يستخدمها البعض للتلاعب بمشاعر الآخرين لدفعهم لتحقيق رغباتهم الخاصة أحيانًا[١].
أسباب كثرة البكاء عند البالغين
وجدت دراسة كبيرة للرجال والنساء من جميع أنحاء العالم أن الناس يبكون مرة واحدة إلى 10 مرات في الشهر، وتصل عدد مرات بكاء النساء لـ 4 مرات تقريبًا، بينما تصل عدد مرات بكاء الرجال لمرتين فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الأرقام تبقى أعلى نوعًا من الأرقام المسجلة عالميًا، والتي تصل لـ 3 مرات عند النساء، ومرة واحدة عند الرجال كل شهر، وعلى العموم تتضمن أبرز أسباب كثرة نوبات البكاء عند البالغين الآتي[٢]:
- التوتر والقلق: يلجأ بعض المصابين بالقلق والتوتر إلى البكاء لمساعدتهم على تجاوز المواقف المثيرة للتوتر في حياتهم، وقد يُصاحب البكاء عندهم أيضًا شعور بالخوف، وتعرق شديد في راحة اليد، وزيادة في ضربات القلب، وربما شعور بالهلع أو الذعر أيضًا.
- الاكتئاب: يخلط الناس كثيرًا بين مفهومي الاكتئاب والحزن بسبب التقارب الكبير فيما بينهما، وما زال البعض يجهلون أن الاكتئاب هو مرض نفسي بحد ذاته وليس حالة مؤقتة أو طبيعية، كما أن أعراض الاكتئاب تختلف من شخص إلى آخر، وقد تتضمن البكاء، والشعور بالذنب، والتشاؤمية المفرطة، والأفكار الانتحارية.
- الاضطراب ثنائي القطب: ينتمي هذا المرض إلى فئة الأمراض النفسية المشهورة، ويُعاني المصابون به من تغيرات عميقة في المزاج أو من نوبات متبادلة من الاكتئاب المفرط وبين النشاط أو الهوس المفرط.
- التأثير البصلي الكاذب: يشير هذا المصطلح إلى نوبات مفاجئة وغير مسيطر عليها من البكاء أو الضحك، وعادةً ما تظهر هذه الحالة عند الأفراد المصابين بأمراض أو أضرار عصبية، وللأسف فإن الكثير من الأطباء يعجزون عن تشخيص المصابين بهذه المشكلة وقد يعدّون نوبات البكاء والضحك علامة على الإصابة باضطرابات المزاج النفسية، وعلى أي حال تكثر حالات الإصابة بهذا المرض عند المصابين أصلًا بالسكتات الدماغية، أو مرض باركنسون، أو التصلب اللويحي المتعدد، أو الزهايمر[٣].
فوائد البكاء عند البالغين
يؤكد الخبراء على أن البشر هم الكائنات الحية الوحيدة التي تذرف الدموع عند البكاء، وعلى الرغم من أن البعض يرون أن البكاء هو علامة على الضعف، إلا أن الخبراء يرون أن للبكاء فوائد أيضًا، منها الآتي[٤]:
- يُساعد البكاء على النوم بسرعة.
- يُساهم البكاء في تحسين المزاج.
- يُحسن البكاء من قدرات العين البصرية.
- يمتلك البكاء تأثيرًا مهدئًا للنفوس والمشاعر.
- يُساعد البكاء على تخفيف حدة الآلام البدنية.
- يؤدي البكاء إلى دفع الجسم إلى طرد السموم والهرمونات السيئة.
المراجع
- ↑ Louise Chang, MD (30-10-2019), "Why We Cry: The Truth About Tearing Up"، Webmd, Retrieved 9-7-2019. Edited.
- ↑ Deborah Weatherspoon, PhD, RN, CRNA (12-11-2018), "What’s Causing My Uncontrollable Crying?"، Healthline, Retrieved 9-7-2019. Edited.
- ↑ "Pseudobulbar affect", Mayo Clinic,16-5-2018، Retrieved 9-7-2019. Edited.
- ↑ Timothy J. Legg, PhD, CRNP (7-10-2017), "Eight benefits of crying: Why it's good to shed a few tears"، Medical News Today, Retrieved 9-7-2019. Edited.