محتويات
أشراط الساعة
الشّرط مفرد أشراط وتعني علامات، وأشراط الساعة تعني العلامات والدلائل التي تشير إلى قرب قيام الساعة، وسمّيت الساعة بهذا الاسم لأنّها تحدث على حين غرّة دون مقدّمات فتفاجئ جميع الخلق في ساعة فيموتون كلّهم بصيحة واحدة، وقد قسّم العلماء أشراط الساعة إلى مجموعتين الأولى علامات الساعة الصغرى التي كانت أولاها بعثة النبيّ عليه الصلاة والسلام، ومنها ما حدث على عهده ومنها ما وقع بعد موته وفي زماننا الحالي ومنها ما لم يقع بعد، أمّا الثانية فعلامات الساعة الكبرى، وما إن تقع حتى يليها قيام الساعة وهو موضوع حديثنا في هذا المقال.
علامات الساعة الكبرى
بعد ظهور علامات الساعة الكبرى وخاصّةً شروق الشمس من مغربها يُطبع على قلوب العباد، فلا توبة بعدها، ولا قبول لإيمان كافر إذا آمن حينها، فقد قال حذيفة رضي الله عنه: طلع النبي صلّ الله عليه وسلّم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذكرون؟ قالوا نذكر الساعة، قال: إنّها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر: الدخان، والدجّال، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها، نزول عيسى بن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وخسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
هل ظهرت أي من علامات الساعة الكبرى
اتصالاً بالفقرة السابقة من ذكر لعلامات الساعة الكبرى، نجد أنّ أيًا منها لم يظهر بعد، إلى جانب أنّ العلامات الصغرى لم يكتمل ظهورها جميعها، وقد يتزامن وقوع بعض من علامات الساعة الصغرى مع مثيلاتها من علامات الساعة الكبرى.
ترتيب علامات الساعة الكبرى
بعض علامات الساعة الكبرى لا يُعلم أيّها يقع قبل الآخر، وبعضها مرتّب ومعلوم وبعضها غير مرتّب ولا يّعلم ترتيبه، ومن العلامات الكبرى المعلومة التي يعقب بعضها بعضًا بالترتيب ما يلي:
- الدخان: تقول النبوءة النبويّة الشريفة إنّ سحابة عظيمة من الدخّان ستغطّى الأرض كلّها، فيهلع سكّانها ويجزعون منه، ويعتقدون أنّ عذاب ربّهم لهم وقع، وتقول النبوءة إنّ الدخان يظهر بسبب شيوع المعاصي وترك الفرائض والواجبات الإلهيّة.
- خروج الدجّال: وهو رجل أجعد الرأس أحمر البشرة، عريض الجبهة والنحر، عينه اليمنى بارزة ناتئة، وفي بعض الروايات ذكرت أنّه أعرج متباعد ما بين الفخذين، يخرج على النّاس يدّعي الألوهيّة، مكتوب على جبينه كافر يراها المؤمن واضحة مثل فلق الصبح، ولكن من عمي على قلبه وطبع عليه بالكفر يؤمن به، ويعيث فسادًا أينما حلّ، ويتبعه كثير من المضلّين الضالّين.
- نزول المسيح عليه السلام: وهو عيسى بن مريم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، ويقاتل هو وثلّة من المؤمنين الدجّل فيقتله، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير.
- يأجوج ومأجوج: قومٌ كثر يحرّرهم الله من أسرهم، فيعيثوا فسادًا وخرابًا في الأرض، حتى يبعث الله سبحانه عليهم دودة اسمها النغف تقتلهم، ثم يبعث مطرًا يغسل الأرض منهم، وبعدها يحكم عيسى عليه السلام الأرض مرّة أخرى ثم يقبض الله روحه.
- خروج الدابّة: تخرج دابة من مكّة لها القدرة على التحدّث بكلام البشر، وتكلّمهم وتهديهم، وتختم على جبهة من آمن منهم بختم خاص.
- شروق الشمس من مغربها: بعدما تختم الدابّة على جبين المؤمنين بختم خاص، يأمر الله الشمس فتشرق من مغربها، وبعدها تغلق باب التوبة فلا يّقبل إيمان الكافر إن أراد الإيمان، ويُختم على قلوب العباد هذا كافر وهذا مؤمن.
- الخسف: تقع ثلاثة حوادث خسف، إحدها في المشرق والأخرى في المغرب وأخرى في جزيرة العرب، يموت على إثرها كل المؤمنين ويبقى فقط المشركين الكافرين الضالّين، وتُهدم الكعبة، ولا يبقى أي نسخة من القرآن الكريم فكلّها يختفي.
- النار العظيمة: تخرج نار على من تبقّى من الناس بعد الخسف، لتحاصرهم وتجبرهم على الهروب والتوجّه إلى محشرهم وهي بلاد الشام، بعدها تكون النفخة الأولى التي تموت عند سماعها جميع المخلوقات على وجه الأرض، ثم النفخة الثانية وهي نفخة البعث.