محتويات
كُره الوظيفة
تقضي أكثر من نصف ساعات يومك على مكتبكَ في العمل، إذ تشغل حياتكَ المهنيّة حيّزًا كبيرًا من حياتكَ، وإن كنت تشعر بالإحباط كلّ صباح عند سماع صوت المنبّه، وتستيقظ بشعور سيئ، وتشعر بانقباض في معدتكَ عندما تذهب إلى مقر عملكَ، فأنت تكره وظيفتكَ، وهو أمر طبيعي عانى منه الكثيرون في مرحلة من مراحل حياتهم، ولكن لا يملك جميعهم الرّفاهية للاستقالة من وظيفتهم، وأُجبروا على البقاء فيها لاستدامة مدخول مادّي يلبّي احتياجاتهم، واحتياجات عائلاتهم الحياتيّة الضّروريّة، فتضطر للاستمرار به، ولأنّه من الصّعب عليكَ ترك مشاعركَ السلبيّة تجاه عملكَ داخل حدود مكتبكَ، فإنّك تأخذ هذه المشاعر معكَ إلى حياتكَ الشخصيّة، وتؤثّر سلبًا عليها، وهذا الأمر قد يجعلكَ تفكّر مليًّا، مرارًا وتكرارًا بسؤال يتبادر لذهنكَ دائمًا، ماذا بعد؟ هل سأقضي بقيّة حياتي على هذا الشّكل؟ ولتحصل على إجابة على أسئلتكَ تابع معنا قراءة الأسطر التّالية.[١]
ماذا تفعل عندما تكره وظيفتكَ؟
لا تكون دائمًا الاستقالة هي الحل إذا كنتَ تكره وظيفتكَ، لأنّ من الصّعب أحيانًا التّعامل مع تبعات الاستقالة من صعوبة إيجاد عمل آخر في وقت قصير، وما يجرّه عليكَ من إحباط ويأس أكبر ممّا لو بقيت في وظيفتكَ، فقد يكون ما يزال هناك فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والتكيّف مع هذه المشاعر، ومن بعض النّصائح في هذا الخصوص:[٢]
- تعرّف على ما يزعجكَ بالضّبط في وظيفتكَ، هل هو الرّاتب غير المجزي، أم عدم قدرتكَ على التطوّر والترقّي، أم هل هم الزملاء أو الرؤساء في العمل.
- لا تتوانى عن الحصول على استشارة من مختص محترف في هذا المجال، ليرشدك للطّريقة التي تجعلكَ تتكيّف على الآثار النفسيّة والجسديّة التي تنتج عن عدم حبّك لوظفيتكَ، مثل التوتّر، والاكتئاب، أو زيادة الوزن نتيجة الأكل النّاتج عن التوتّر، أو شعوركَ الدّائم بالتّعب والإرهاق.
- ليكن عندكَ قناعة أنّ هذه الوظيفة ليست دائمة، وإنّما هي سلّم للوصول إلى القيام بمشروعكَ الخاص بكَ، فتنتقل من تفكير الموظّف المحدود، إلى عقليّة رجال الأعمال.
- حاول أن تسوّق خبراتكَ ومهاراتكَ في العمل، وتسليط الضّوء عليها لينتبه لها الرؤساء في العمل، ويضعوكَ في موقع يستحق هذه المهارات.
- حاول تقديم اقتراحات جديدة تطوّر من مستوى المؤسّسة التي تعمل بها، من خلال حصولكَ على دورات تدريبيّة تفيدكَ في مجال عملكَ.
متى تكون الاستقالة أفضل لكَ؟
في بعض الأحيان تكون الاستقالة أقل ضررًا من الاستمرار بعمل تكرهه، وفيما يلي بعض العلامات التي إن عانيت منها، أو من بعضها، فالأفضل أن تقدّم استقالتكَ وتترك العمل:[٣]
- إذا كنت تشعر بانقباض في معدتكَ، وتشعر بشعور سيّئ بمجرّد دخولكَ مقر عملكَ يستمر أغلب أيّام الشّهر، ولا يُفارقكَ إلاّ نادرًا.
- تماطل في إنجاز المهام الموكلة إليكَ، ولا ترغب بإتمامها، وعندما تكون مماطلتكَ في إنجاز عملكَ أكثر من الوقت الذي تقضيه في إنجازه عليك التّفكير بالاستقالة، فليس كل مماطلة تعني كره العمل، فالكل يماطل ويتلكّأ ولكن بحدود مقعولة.
- عندما تؤثّر وظيفتكَ الحاليّة على صحّتكَ، بأن تجعلكَ تدخّن بشراهة أكثر من المعتاد، وتؤثّر على حالتكَ النفسيّة بحيث تقل شهيّتك لتناول الطّعام، أو تفرض عليكَ عزلة اجتاعيّة، أو لا تستطيع معها ممارسة نشاطات حياتكَ العاديّة، وتعاني دائمًا من الأرق جرّاء التّفكير بوظيفتكَ، فأنت تحتاج لأخذ خطوات فعليّة للاستقالة، فلا توجد وظيفة تستحق عناء المخاطرة بالصحّة من أجلها.
- تتحدّث كثيرًا عن كرهكَ لوظيفتكَ، وتشغل الشّكوى والتذمّر منها حيّزًا كبيرًا من محادثاتكَ مع عائلتكَ، أو أصدقائكَ خارج نطاق العمل.
- إذا كنت تعتقد أنّ وظيفتكَ الحالية لا ترقى لمستوى خبراتكَ، وطموحاتكَ، وتنظر لنفسكَ بعد خمس سنوات وتجد نفسكَ محلّك، دون أي فرصة للتقدّم الوظيفي.
- إذا كانت بيئة العمل حولكَ سامّة، وتنقل لكَ الطّاقة السلبيّة، أو يكون مديركَ غير راضٍ عن أدائك الوظيفي طوال الوقت.
- إذا كان جدول الوظيفة الزّمني لا يُناسبكَ، وتجد نفسكَ تعمل لساعات طويلة بحيث تؤثّر على حياتكَ الشخصيّة.
- إذا كنت غير قادر على التّعبير عن رأيكَ، ومشاركة أفكاركَ ومقترحاتكَ في العمل، وذلك قد يكون مؤشّرًا على أنّ بيئة العمل قمعيّة ليست جديرة بأن تتحمّلها.
- إذا كنت لا تستطيع أن تتفاعل مع وظيفتكَ، وتشعر أنّك عالق في وظيفة لا تعبّر عنكَ، وعن طموحاتكَ، وشغفكَ بالحياة.
- عندما تكثر تبريراتكَ التي تجعلكَ تتحمّل وظيفتكَ، مثل أن تجد نفسكَ تقول على الرّغم من عدم ملائمة الوظيفة لكَ إلاّ أنّ مزاياها المهنيّة جيّدة، أو تقول أنّ بيئة العمل لديّك سامّة ولكن على الأقل الرّاتب مجزٍ، وتذكر سلبيّاتها أكثر من إيجابيّاتها، وكأنّك تحاول إقناع نفسكَ ومن حولكَ أنّك سعيد بالوظيفة، ولكنّكَ في الواقع لستَ كذلك.
قد يُهِمُّكَ
كيف تجد الوظيفة التي تحبّها؟ إذا أردتَ أن تبحث عن وظيفة تتماشى مع شغفكَ بالحياة، وتضيف لحياتكَ الشخصيّة معنى، عليكَ أن تتّبع النّصائح:[٤]
- حدّد أولويّاتكَ، واختر نمط الحياة الذي ترغبه، وقد يساعدكَ الولوج للإنترنت، أو الاستفادة من كتب علم النّفس، لإجراء اختبارات شخصيّة تُعطيكَ لمحة عن طبيعة الوظيفة التي تناسب شخصيّتكَ، وتمنحكَ السّعادة فيها.
- تحدّث مع شخص قريب منكَ يفهمكَ، ويفهم قدراتك العمليّة، ويعرف ماذا تريد من حياتك العمليّة، ليساعدكَ في عمليّة البحث عن وظيفة، مثل صديق مقرّب، أو رئيس سابق، أو مختص محترف، أو أستاذكَ في الجامعة.
- إذا كنت تعرف ما هي وظيفة أحلامكَ التي تسعى لشغلها، ابحث باستخدام الإنترنت عن منتديات ومجموعات من نفس التخصّص، لتعرف أكثر عن طبيعة العمل، وما هي مجالات العمل التي قد توصلكَ لهذه الوظيفة، من خلال سرد قصصهم المهنيّة، وتجاربهم في العمل.
- إذا كنتَ تخطّط لتغير مساركَ الوظيفي، يجب أن تمتلك الخبرات، والمهارات التي تؤهّلكَ للحصول على وظيفة بالمجال الجديد، مثل أن تأخذ دورات مسائيّة بعد ساعات دوامكَ الحالي، أو دورات عبر الإنترنت، وأعد صياغة سيرتكَ الذّاتيّة للتتناسب مع متطلّبات المسار الوظيفي الجديد، بذكر الدّورات التدريبيّة، والمهارات الجديدة ذات الصّلة، ونبذة عن نفسكَ لماذا ترغب العمل في هذا المجال.
المراجع
- ↑ "What to Do When You Hate Your Job and You Don't Have Anything Else Lined Up (Yet)", themuse, Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ "What to Do When You Hate Your Job but Want a Successful Career", lifehack, Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ "Signs It's Time to Quit Your Job", thebalancecareers, Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ "5 Steps to Find a Career You Actually Love (Like I Did)", greatist, Retrieved 2020-6-30. Edited.