محتويات
التسامح
يحتاج العالم إلى العديد من الفضائل لكي يبقى مكانًا صالحًا للحياة، خاصة في ظل التحديات الراهنة والكثير من الصراعات التي تخلّف أضرارًا جسيمة كل يوم، وعندما نتحدث عن أرقى الفضائل وأبرزها فلا شك أن التسامح هو أول ما سيجول في خاطرك، ويُعرَّف التسامح اصطلاحًا على أنه القدرة على تحمل الألم والمشقة، والتعاطف والتساهل مع معتقدات أو ممارسات الآخرين التي تتعارض مع ممارساتك ومعتقداتك، ولا يمكن أن يختلف اثنان على أن التسامح من الأخلاقيات الفضلى في النفس البشرية.[١]
وعندما ندرك معنى التسامح الحقيقي تتجلى الضرورة الملحة لتعليمه للأجيال الناشئة وتربيتهم على التحلي به خاصة في مراحل الطفولة الأولى، وتكمن الخطوة الأولى في ذلك في البحث عن النقاط المشتركة بين الأشخاص والتركيز عليها أكثر من نقاط الاختلاف والتفرقة، فتلك الاستراتيجية ستساهم في خلق هدف مشترك تنصهر معه الكراهية والأحقاد، وعلى مر التاريخ خط العديد من الأعلام والمشاهير أقوالًا عديدة عن التسامح تعكس أهميته، نذكر منها:[٢][٣]
- "التسامح هو الاختبار الحقيقي للتحضر". آرثر فيليب
- "من الضروري أن تكون متسامحًا، لتحصل على العفو". نورمان مكدونالد
- "يمنح التسامح لكل إنسان الحقوق ذاتها التي تطالب بها لنفسك". روبرت جرين إنجرسول
- "مسؤولية التسامح تقع على عاتق أولئك الذين يتمتعون برؤية حكيمة". جورج إيليوت
- "التسامح هو المفتاح للولوج إلى كل الأبواب المغلقة". مارينا فينشي
- "الفوضى هي أكبر الأمراض التي قد تصيب الإنسان، والتسامح هو الحل الوحيد لها". فولتير
ما هي أنواع التسامح؟
يستخدم الكثير من الأشخاص كلمة التسامح للدلالة على قيمة العفو والصفح عن الآخرين، والتي يمكن أن تشمل كافة العلاقات ومصادر الاختلافات بين الناس، ولكن هذا لا يمنع أن تتعرّف على الأنواع الثلاثة الرئيسة للتسامح، وهي:[٤]
- التسامح القانوني: ويقوم التسامح القانوني على ضمان الحقوق الدينية والسياسية للأقليات التي تعيش في كل بلد، وعادة ما يُشار إليها على أساس حرية النشر والممارسة والمجاهرة، وهي من الأمور المحمية بموجب القانون.
- التسامح الاجتماعي: وهو يشجع على احترام جميع الأشخاص مهما اختلفت وجهات النظر فيما بينهم، ويسعى التسامح الاجتماعي إلى توضيح وفهم مواقفهم، وينشأ ذلك من الإدراك الفطري إلى أن البشر جميعًا خلقهم الله وهم سواسية، وعليهم العيش مع بعضهم البعض بتعاون وتكافل.
- التسامح الفكري: ويعني تنمية العقل وتوسيع مداركه ليتمكّن من تحمّل كل رأي، والتمييز بين الصواب والخطأ، وبهذا يمكن للشخص تقبل الجميع وإقامة علاقات ودية مع الآخرين.
تعرف عليها: مبادئ التسامح
اتفقت معظم دول العالم على إعلان مبادىء التسامح في مؤتمر باريس عام 1995م وذلك من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تعرف عليها فيما يلي:[٥]
- التسامح هو الاحترام والقبول والتقدير للتنوّع الغني للثقافة البشرية وشكل من أشكال التعبير الأساسية، كما أنه ليس واجبًا أخلاقيًا وحسب بل ومطلبًا قانونيًا وسياسيًا.
- التسامح ليس تنازلًا أو تساهلًا فهو قبل كل شيء موقفًا للاعتراف بحقوق الإنسان العالمية والحريات الأساسية للآخرين، كما أنه يجب أن يُمارس من قِبل الجماعات والأفراد والدول.
- التسامح هو المسؤولية التي تدعم حقوق الإنسان والتعددية بما يشمل التعددية الثقافية والديمقراطية وسيادة القانون، وينطوي على رفض الدوغمائية والتطرّف الفكري والاستبداد والعمل بكافة المعايير التي نصت عليها اتفاقيات وقوانين حقوق الإنسان العالمية.
- التسامح لا يعني التهاون والتسامح مع رذائل المجتمع مثل الظلم الاجتماعي أو إضعاف قناعات الفرد والتخلّي عنها، مما يمنح أي فرد الحرية بالتمسك بالقناعات التي يؤمن بها وقبوله بالتزام الآخرين بقناعاتهم أيضًا، وهذا يعني أن هنالك كامل الحق للبشر الذين يختلفون عن بعضهم البعض في لباسهم وسلوكهم ومظهرهم وقيمهم ولغتهم بالعيش بسلام، وأن يكونوا كما هم تمامًا دون أن يُفرض عليهم أي شيء.
ما أثر التسامح على الأفراد والمجتمعات؟
للتسامح أهمية كبيرة في حياة الفرد تنعكس على المجتمعات، وإذا كنتَ تشكك في ذلك فما عليكَ سوى معرفة أثر التسامح على الفرد والمجتمع:[٦]
- يساعد التسامح الأفراد على العيش بسلام مع الآخرين في المجتمعات، فأن تكون متسامحًا يعني أن تتقبل آراء الآخرين واختلافاتهم، وأن لا تضع آرائك فوق آرائهم حتى عندما تكون متأكدًا بأنك على صواب، وذلك يُظهر قوة الأشخاص المتسامحين في تعاملهم مع وجهات النظر المختلفة.
- يحقق التسامح الانفتاح على طرق التفكير الأخرى ويساعد ذلك في تنمية الشخصية، ولا شك أن معرفة المزيد من الأفكار سيساعدك على فهم العالم بصورة أفضل.
- يتعمق معنى التسامح في تربية الأطفال وتنشئة الأجيال الجديدة ليكبروا في جو سلمي وصحي بعيدًا عن الكراهية والريبة والغيرة، ويقدم لهم العالم الناضج فرصة للنمو في بيئة سعيدة ومناسبة ليصبحوا أحرارًا ومستقلين.
- ينمي التسامح الفضول الإيجابي حول الأفكار الجديدة، فيصبح البشر مستعدين لتقبل الثقافات المختلفة، ويقبلون عادات وتقاليد بعضهم البعض، إذ يذوب الخوف من المجهول في ظل وجود القوانين الضابطة، ويتعزز ذلك بسبب التواصل وفهم نمط الحياة.
- يساهم التسامح في تمسك الفرد بقيمه الخاصة، ويجب أن يكون لكل فرد حق تقبل آرائه واحترامها من أجل العيش في مجتمع مسالم.
قد يُهِمُّكَ: كيف تكون متسامحًا مع غيرك؟
لا شك أنك أدركتَ أهمية التسامح الآن في حياتنا ومقدرته على تغيير نظرتنا للاختلافات التي تميزنا عن بعضنا البعض كأفراد ومجتمعات، وعندما تتحلى بالتسامح ستلمس الاختلاف الكبير في سلوكك ونظرتك للحياة وطريقة تعاملك مع من حولك حتى في المواقف البسيطة، وفيما يلي سنخبرك بالكيفية التي يمكنك عبرها أن تصبح متسامحًا مع الغير:[٧]
- استمع بعناية دون القفز إلى الاستنتاجات، وانصت بشكل حقيقي إلى الكلمات ومعانيها بعيدًا عن المظهر الخارجي الذي قد يحاول إعاقتك عن فهم أفكار الآخرين.
- حاول فهم وجهة نظر الآخر ومقاومة رغبتك برفض ما يقوله لأنه يبدو مضحكًا أو غريبًا بالنسبة لك، ولا ضرر من طرح المقدار الذي تريده من الأسئلة لفهم ما يقصده الآخرون أو ماذا تعني وجهة نظرهم، فلربما خانهم التعبير عن ذلك.
- اتفق مع نفسك على عدم الموافقة مع آراء الشخص ومعتقداته، فليس مطلوبًا منك أن تصبح صديقًا مقربًا لهم أو أن تنتقل لطريقة تفكيرهم، إذ إن موافقتهم ستسهل عليك النقاش معهم واعرف أن احترامك لوجهة نظر الآخرين لا تعني الموافقة عليها أو تبنّيها.
- حاول الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك وتوسيع دائرتك الاجتماعية، فقد تستمتع بصحبة شخص ما بعد أن كنتَ تجعل الاختلاف يقف حاجزًا بينكما.
المراجع
- ↑ "tolerance ", merriam-webster, Retrieved 2020-12-03. Edited.
- ↑ W Paul Vogt, What Is Tolerance and Why Should We Teach It, Page 277. Edited.
- ↑ "TOLERANCE QUOTES", notable-quotes, Retrieved 2020-12-03. Edited.
- ↑ "Three Kinds of Tolerance", restorationchurchdc, Retrieved 2020-12-03. Edited.
- ↑ "Declaration of Principles on Tolerance", sacredheartattheun, Retrieved 2020-12-03. Edited.
- ↑ "Being tolerant", dw, Retrieved 2020-12-03. Edited.
- ↑ "3 Tips on How to Be Tolerant of Others Read more: http://www.stevescottsite.com/3-tips-on-how-to-be-tolerant-of-others#ixzz6fgpyBHrU", stevescottsite, Retrieved 2020-12-03. Edited.