معايير البحث العلمي

معايير البحث العلمي
معايير البحث العلمي

طبيعة البحث العلمي

يمكن طرح سؤال؛ ما هو البحث اعتمادًا على ما تسأله، من المحتمل أن تحصل على إجابات مختلفة جدًا لهذا السؤال الذي يبدو غير واضحًا، ويقول بعض الناس أنهم يبحثون عن مواقع مختلفة على الإنترنت للعثور على أفضل مكان لشراء السلع أو الخدمات التي يريدونها، ويفترض أن تجري قنوات التلفزيون الإخبارية أبحاثًا في شكل استطلاعات للرأي حول مواضيع ذات أهمية عامة مثل؛ الانتخابات المقبلة أو المشاريع الممولة من الحكومة، ويقوم طلاب المرحلة الجامعية بالبحث في الإنترنت للعثور على المعلومات التي يحتاجون إليها لإنجاز المشاريع المعينة أو أوراق الدراسة، وقد يرى طلاب الدراسات العليا الذين يعملون في مشاريع البحث الخاصة برسائل الماجستير أن البحوث تجمع أو تحلل البيانات المتعلقة بمشروعهم، وتبحث الشركات عن حلول محتملة مختلفة لعلاج المشاكل التنظيمية التي تواجها مثل؛ تحديد أنماط الشراء للعملاء لمنتج معين، إلا أنه لا يمكن اعتبار أي مما سبق بحثًا علميًا ما لم يسهم في مجموعة من العلوم، ويتبع الأسلوب العلمي.[١]


معايير البحث العلمي

يمكن تصنيف البحث العلمي بعده طرق، ويمكن إجراء التصنيف وفقًا لتقنيات جمع البيانات القائمة على أساس السببية، والعلاقة مع الوقت والوسيلة التي تطبق من خلالها، وفيما يأتي ذكرها:[٢]

  • وفقًا لتقنيات جمع البيانات: تتضمّن الملاحظة، والتجربة.
  • وفقًا للعلاقة السببية: تتضمّن الوصف، والتحليل.
  • وفقًا للوسط الذي تطبق من خلاله: تتضمّن السريرية، والمخبرية، والبحث الوصفي الاجتماعي.


الطرق العلمية في البحث العلمي

تعد المعرفة المكتسبة من خلال البحث طريقةً علميةً، وهو ما يعرف الأسلوب العلمي، وتشير الطريقة العلمية إلى مجموعة موحدة من التقنيات لبناء المعرفة العلمية، مثل؛ كيفية تقديم ملاحظات صحيحة، وكيفية تفسير النتائج، وكيفية تعميم تلك النتائج، وتتيح للباحثين إجراء اختبارات مستقلة ومحايدة للنظريات والنتائج السابقة، وإخضاعهم لمناقشة مفتوحة أو تعديلات أو تحسينات، ويجب أن تحقق الطريقة العلمية أربع خصائص، وفيما يأتي ذكرها:[١]

  • قابلية التكرار: يجب أن يكون الآخرون قادرين على تكرار البحث العلمي، أو تكراره مستقلًا والحصول على نتائج مماثلة، إن لم تكن متطابقة.
  • الدقة: يجب تعريف المفاهيم النظرية التي يصعب قياسها أحيانًا بدقة، ليتمكن الأفراد من استخدام تلك التعريفات لقياس المفاهيم واختبار النظرية.
  • الإثبات: يجب ذكر النظرية بطريقة يمكن إبطالها، ولا تعد النظريات التي لا يمكن اختبارها أو تزويرها نظريات علمية، وتندرج أفكار سيغموند فرويد حول التحليل النفسي في هذه الفئة.


المعرفة العلمية للباحث العلمي

يعد الغرض من العلم هو ابتكار المعرفة العلمية، وهي تشير إلى مجموعة معممة من القوانين والنظريات لتفسير ظاهرة أو سلوك من المصالح المكتسبة بالطريقة العلمية، إذ تتبع القوانين أنماطًا للظواهر أو السلوكيات، في حين تشكل النظريات تفسيرات منهجية للظاهرة أو السلوك الضمني، على سبيل المثال؛ في الفيزياء، تصف قوانين نيوتن للحركة ما يحدث عندما يكون الكائن في حالة راحة أو حركة (قانون نيوتن الأول)، وما هي القوة اللازمة لتحريك كائن ثابت أو إيقاف كائن متحرك (قانون نيوتن الثاني)، وما يحدث عندما يصطدم كائنان (قانون نيوتن الثالث)، وتشكل القوانين الثلاثة مجتمعة الأساس الذي تقوم عليه الميكانيكا الكلاسيكية نظرية نقل الأمور، وتفسر نظرية البصريات خصائص الضوء وكيف تتصرف في وسائل مختلفة على النحو ذاته، وتشرح النظرية الإلكترومغناطيسية خصائص الكهرباء وكيفية توليدها، وتشرح ميكانيكا الكم خصائص الجسيمات دون الذرية، وتفسر الديناميكا الحرارية خصائص الطاقة والعمل الميكانيكي، ويحتوي كتاب تمهيدي على المستوى الجامعي في الفيزياء على فصول منفصلة مكرسة لكل من هذه النظريات، وتوجد نظريات مماثلة متاحة في العلوم الاجتماعية.[٣]

وعلى سبيل المثال، توضح نظرية التنافر الإدراكي في علم النفس كيفية تفاعل الناس عندما تكون ملاحظاتهم على حدث مختلفة عما كانوا يتوقعون من ذلك الحدث، وتشرح نظرية الردع العامة لماذا ينخرط بعض الناس في سلوكيات غير لائقة أو إجرامية، مثل؛ تحميل الموسيقى بشكل غير قانوني أو ارتكاب القرصنة على البرامج، وتفسر نظرية السلوك المخطط كيف أن الناس يتخذون اختيارات منطقية في حياتهم اليومية، وهدف البحث العلمي هو اكتشاف القوانين والنظريات التي يمكن أن تفسر الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية أو بعبارة أخرى بناء المعرفة العلمية، ومن المهم أن نفهم أن هذه المعرفة قد تكون ناقصة أو حتى بعيدةً تمامًا عن الحقيقة، وقد لا توجد حقيقة عالمية واحدة، بل قد تكون بمثابة توازن بين "حقائق متعددة"، ويتعين علينا أن نفهم أن النظريات التي تستند إليها المعرفة العلمية لا تشكل سوى تفسيرات لظاهرة بعينها كما اقترح أحد العلماء، و قد توجد تفسيرات جيدة أو سيئة تبعًا لمدى ملاءمة تلك التفسيرات للواقع، ويتميز تقدم العلم بتقدمنا بمرور الوقت من النظريات الأفقر إلى نظريات أفضل من خلال ملاحظات أفضل بأدوات أكثر دقة وتفصيل منطقي أكثر واقعية.[٣]

ونصل إلى قوانين أو نظريات علمية من خلال عملية منطقية وأدلة، فالمنطق (النظرية) والأدلة (الملاحظات) هما الركيزتان والعنصران الوحيدان اللذان تقوم عليهما المعرفة العلمية، وتكون النظريات والملاحظات في مجال العلم مترابطة ولا يمكن أن توجد دون بعضها، وتوفر المعنى والمغزى لما نلاحظه، وتساعد في التحقق من صحة النظرية القائمة أو صقلها أو بناء نظرية جديدة.[١]


وصف البحث العلمي بالنسبة للباحث

تعمل البحث العلمي على مستويين؛ مستوى نظري ومستوى تجريبي، ويتعلق المستوى النظري بتطوير مفاهيم مجردة عن ظاهرة طبيعية أو اجتماعية والعلاقات بين تلك المفاهيم (أي بناء "نظريات")، في حين يهتم المستوى التجريبي باختبار المفاهيم النظرية والعلاقات لمعرفة مدى انعكاسها لملاحظات الواقع؛ بهدف بناء نظريات أفضل في نهاية المطاف، وتصبح النظرية أكثر صقلًا، على سبيل المثال؛ تتناسب مع الواقع الملحوظ بشكل أفضل مع مرور الوقت، ويكتسب العلم النضج، ويشمل البحث العلمي على التحرك ذهابًا وإيابًا بين النظرية والملاحظات، ويشكلان عناصر أساسية في البحث العلمي، ولا يعد اعتماد النظريات فقط في تفسير الدلالات وتجاهل النظرية بحثًا علميًا صالحًا، ويجوز اتخاذ البحث العلمي بناءً على تدريب الباحث واهتمامه، ويكون الهدف من الباحث في الأبحاث الاستحاثية هو استخلاص المفاهيم النظرية والأنماط من البيانات الملاحظة، وتسمى أبحاث بناء النظرية، أما في البحث الاستنباطي، يكون هدفه هو اختبار المفاهيم والأنماط المعروفة من النظرية ببيانات تجريبية جديدة، بالإضافة إلى صقلها وتحسينها وتوسيعها، وتعد الأبحاث التحفيزية والأبحاث الاستنباطية نصفين من دورة البحث التي تتردد باستمرار بين النظرية والملاحظات، ولا يمكن إجراء أبحاث استنتاجية إذا لم تكن على دراية بكل من النظرية ومكونات البيانات في البحث، والباحث الكامل هو الذي يستطيع أن يجتاز دورة البحث بالكامل، ويمكنه أن يتعامل مع كل من الأبحاث الاستخلاصية والاستنباطية[١]، وقد تميّز العرب بالبحث العلمي والاستنباط، وفيما يأتي ذكر أشهر الباحثين العرب:[٤]

  • حسان بن الهيثم.
  • عمر خيام.
  • محمد بن جابر بن سنان البتاني.
  • الزهراوي.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Chapter 1 Science and Scientific Research", courses.lumenlearning, Retrieved 2019-11-24. Edited.
  2. "What is Scientific Research and How Can it be Done?", Turk J Anaesthesiol Reanim, Page 212–218. Edited.
  3. ^ أ ب "Types of scientific research", nnspub, Retrieved 2019-11-24. Edited.
  4. "Top 10 ancient Arabic scientists", cosmosmagazine,2011-6-1، Retrieved 2019-11-24. Edited.

فيديو ذو صلة :