متى يجوز الجمع والقصر للمسافر

متى يجوز الجمع والقصر للمسافر
متى يجوز الجمع والقصر للمسافر

القصر والجمع في الصلاة

ما هو القصر والجمع في الصلاة؟، ومتى يجوز لكَ أن تقصر وتجمع في الصلاة؟، أمرنا الله عز وجل بأداء الصلاة وجعل للمصلين الأجر والثواب العظيم، وحذرنا من تركها والتهاون بها ووعد تاركي الصلاة بالعذاب الأليم، وفرض الله علينا خمس صلوات في اليوم والليلة، ومن فضل الله علينا أنّ جعلنا لنا رخصًا في الصلاة في بعض أحوالنا؛ كالسفر والمرض والمطر الشديد، وجعل لنا الجمع والقصر من هذه الرخص، فما هو الجمع والقصر؟، ومتى يكون؟.

يُمكننا التّوضيح بأنّ المراد بالجمع في الصلاة هو أن تُصلي الظهر والعصر في آن واحد في وقت إحداهما تقديمًا أو تأخيرًا، وكذلك أن تصلي المغرب والعشاء في وقت إحداهما، وهو رخصة من الله للمصلين وحكمه الجواز أي أنه يجوز لك في حالة السفر مثلا أن تجمع، ويجوز لك أيضا أن تترك الجمع فتصلي كل صلاة في وقتها على الأصل، أما قصر الصلاة فالمراد به هو قصر الصلاة الرباعية من أربع ركعات إلى ركعتين فقط، في حال السفر مثلا، وهو سنة وهو أفضل من إتمام الصلاة، وذلك لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها في جميع أسفاره.[١]

لكن متى يجوز لكَ أن تجمع أو تقصر الصلاة؟، عزيزي الرجل يجوز الجمع في الصلاة في عدة حالات، مثل؛ السفر، والعجز؛ كالأعمى الذي لا يعرف الوقت، وصاحب سلس بول أو مذي أو رعاف دائم ونحوه، وكذلك لمن له شغل أو عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة، كالخوف على نفسه أو حرمته أو ماله، وجاءت حالات خاصة تبيح الجمع بين المغرب والعشاء فقط وهي؛ المطر الشديد الذي توجد معه مشقة، والثلج والبرد، والجليد.[٢]


متى يجوز الجمع والقصر للمسافر؟

هل أُعدّ مسافرًا إذا خرجت من مدينة إلى مدينة؟، أم علي أن أخرج من بلد إلى بلد لكي يجوز لي الجمع والقصر في الصلاة؟، جميع هذه الأسئلة غالبًا ما تسألها لنفسكَ عند خُروجكَ لمسافات طويلة، ولكيّ تكون على علم بمقدار المسافة التي يجب أن تقطعها حتى تعدّ مسافرًا، حاول معرفة مقدار هذه المسافة، وآراء العلماء والفقهاء فيها، وقد اختلف أهل العلم في مقدار مسافة السفر التي يقصر فيها الصلاة على عدة أقوال.

القول الأول أنّ المسافة التي تقصر فيها الصلاة أربعةُ بُرُدٍ، وتقدر ب88 كيلومتر تقريبا، وهذا القول هو مذهب الجمهور المالكية والشافعية والحنابلة وهو قول السلف وغيرهم، أما القول الثاني فهو أن القصر يجوز في أي سفر ما دام يُسمى سفرًا طويلًا كان أم قصيرًا ولا حد له، وهذا مذهب الظاهرية وبعض الحنابلة واختاره ابن قدامة وابن تيمية وابن القيم والشوكاني وغيرهم، وقد استدلوا بهذا القول على قول الله تعالى : {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}،[٣] ووجه الدلالة هنا أنّ الآية مطلقة في قصر الصلاة في كل ضرب في الأرض، وليس فيها تقييد بالمسافة أو الزمن.

ويجدر بالذكر هنا أنّه إذا كُنت شاكًا في قدر المسافة التي قطعتها، هل هي مسافة قصر أم لا، فإنّه لا يجوز لكَ القصر، ويجب عليك الإتمام، فإذا خرجت تائهًا أو لحاجة من غير قصد قطع مسافة القصر؛ فإنّه لا يجوز لك القصر، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة.[٤]


طريقة الجمع والقصر للمسافر

من المعروف أنّ الله قد شرع لكَ الجمع والقصر في الصلاة عند سفركَ، إلّا أنّه قد يخفى عليك طريقة الجمع والقصر في الصلاة، وقد تمر بكَ بعض المواقف التي لا تعلم هل تجمع وتقصر بها أم تُكمل صلاتك كاملة؟، ويُمكن القول بأنّه يكون الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء، إمّا تقديمًا بأن تُصلي صلاتي الظهر والعصر في وقت صلاة الظهر، أو جمع تأخير بأن تصلي صلاتي الظهر والعصر في وقت صلاة العصر.

يكون القصر في الصلاة الرباعية بأن تُصلى ركعتين فقط؛ كصلاة الظهر، والعصر، والعشاء، ، والقصر لا يكون إلّا في الصلاة الرباعية أمّا صلاة الفجر والمغرب فلا قصر فيها، ويجوز للمتردد الذي لم يعزم على الإقامة، أن يقصر الصلاة ولو ظل زمنًا طويلًا، وإذا كنت من الذين يعملون أو يدرسون خارج بلادهم، فإنك تعد مقيمًا على الأرجح ولا يجوز لك القصر والجمع وفي المسألة خلاف بين العلماء.

يجوز لكَ أن تقصر بعد مغادرتكَ لمحل إقامتك فقط، فإنه لا يجوز لك القصر في دار إقامتك، وفي حال نسيت صلاة معينة وأنت في سفر ثم تذكرتها وأنت في سفر آخر أو في حضر، فإنّك تُصليها قصرًا، أمّا إن فاتتك صلاة في حضر، وتذكرتها وأنت في سفر، فالراجح أنك تتم الصلاة ولا تقصرها، وإذا ما حوصرت أو حبست في سفرك، فيجوز لك أن تقصر الصلاة وكذلك الحال إذا أقمت إقامة لا تدري متى تنتهي.

كما يجوز لكَ أن تقصر في الصلاة إذا ضللت طريقك حتى تعود إلى وطنكَ، وإذا أَمَّ المسافرُ بالمقيمِ، فإن المسافر يُتِمَّ؛ فإن هذه السنة، وإذا صليت خلف إمام لا تعلم هل سيقصر الصلاة أم يتمها فاجعل نيتك معلقة يعني إذا أتم الصلاة تتمها وإذا قصرها تقصرها أنت أيضًا، وإذا دخل وقت الصلاة وأنت في بلدك ثم سافرت قبل أن تصليها، فإنّك تصليها قصرًا طالما أنّك صليتها خارج بلدك.[٥]


مَعْلُومَة

اختلف أهل العلم في أنّه إذا وصلت إلى وجهتكَ المقصودة في سفرك فهل تُعامل معاملة المقيم أم المسافر؟، فقال في ذلك ابن عبد البر أحد عشرَ قولًا، فذهب بعضهم إلى أنّه يُتمّ الصلاة بمجرد وصوله إلى مقصده، وذهب أكثر أهل العلم إلى أن للمسافر حق القصر ما لم ينوِ الإقامة في البلد التي سافر إليها مدة معينة، واختلفوا في تقدير هذه المدة التي إذا نواها صار في حكم المقيم، فقال الحنابلة إذا نويت الإقامة في بلد خمسة عشر يومًا فأكثر تصبح مقيمًا ويلزمك الإتمام، وذهب الشافعية والمالكية إلى أنك إذا نويت الإقامة أربعة أيام غير يومي الدخول والخروج لزمك إتمام الصلاة، وقال الحنابلة أنه يجوز لكَ أن تقصر الصلاة، إلّا إذا نويت الإقامة أكثر من أربعة أيام أو أكثر من عشرين صلاة، ويحسب من المدة يومي الدخول والخروج.[٦]


المراجع

  1. "أحوال الجمع والقصر للمسافر"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-18. بتصرّف.
  2. "الحالات التي يجوز فيها الجمع بين الصلاتين وحكم الجمع لوجود الجليد"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية: 101.
  4. "المَطْلَبُ الأَوَّلُ: أن يكونَ السَّفرُ مسافةَ قَصرٍ"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-18. بتصرّف.
  5. "ملخص أحكام صلاة المسافر ( القصر والجمع ) و صلاة الخوف"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-18. بتصرّف.
  6. "متى يتم المسافر الصلاة ومتى يقصرها ؟"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-18. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :