كيفية صلاه التراويح

كيفية صلاه التراويح
كيفية صلاه التراويح

صلاة التراويح

التراويح في اللغة هي جمع ترويحة، ويقصد بها الاستراحة مرة واحدة، وسمّيت التراويح بذلك لأن الناس كانوا يطيلون الركوع والسجود فيها، وكانوا يستريحون بعد أدائهم لكل أربع ركعات، وأما التراويح في الاصطلاح فهي قيام شهر رمضان المبارك، وصلاة التراويح سنة مؤكدة وهي مشروعة ولم ينكرها أي أحد من أهل العلم، وقد شُرعت في آخر سنين الهجرة، ومن السنة صلاة التراويح في المسجد وهو ما ذهبت إليه جميع المذاهب؛ المالكي والحنفي والحنبلي والشافعي، وقد صلى الرسول صلى الله عليه وسلم التراويح في جماعة في بداية فرضها على الناس، ومن ثم صلاها منفردًا من خوف أن تفرض على الأمة.

ومن فضل صلاة التراويح أنها سبب لغفران الذنوب والسيئات، وصلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف هي كقيام ليلة كاملة، فعن أبي ذر الغفاري قال: [صُمْنَا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رمضانَ، فلم يقم بنا شيئًا من الشهرِ، حتى بقيَ سبعٌ فقام بنا حتى ذهب ثلثُ الليلِ، فلما كانت السادسةُ لم يقم بنا، فلما كانت الخامسةُ قام بنا حتى ذهب شطرُ الليلِ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! لو نفلْتَنا قيامَ هذه الليلةِ، فقال: إنَّ الرجلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ حُسِبَ له قيامُ ليلة. فلما كانت الرابعةُ لم يقم، فلما كانت الثالثةُ جمع أهلَه ونساءَه والناسَ، فقام بنا حتى خشِينَا أن يفوتَنا الفلاحُ. قال: قلتُ: ما الفلاحُ ؟ قال: السَّحورُ، ثم لم يقم بنا بقيةَ الشهر]ِ[١]، وقراءة القرآن الكريم في صلاة التراويح مستحبة من دون تحديد لمقدار القراءة فالأمر في ذلك واسع، واستحب العلماء أن يسمع المأمومين القرآن كاملًا إذا لم يشق ذلك على الناس.[٢]


كيف تصلي التراويح منفردًا؟

قيام رمضان في المساجد هي سنة نبويّة شريفة، ولكن إن صلى الشخص صلاة التراويح منفردًا في البيت فهو مشروع ولا حرج في ذلك، وصلاة التراويح ليس لها حد معين أو عدد ركعات محددة، ولكن أفضل صلاة التراويح هي إحدى عشرة كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن صلى أكثر من ذلك فلا حرج عليه كأن يصلي عشرين ركعة والوتر أو ثلاثين والوتر أو أربعين ركعة والوتر، فكله جائز ولكن أفضلها هي إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة اقتداءً بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا العدد من الركعات أكثر ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يزد على ذلك.

وإذا صلى المسلم صلاة التراويح منفردًا فإنه يصلي مثنى مثنى يسلّم في كل ركعتين ثم يوتر بواحدة وهذا هو الأفضل، وصلاة التراويح منفردًا في البيت ليس لها وقت معين أو محصور يصليها المسلم فيه، فسواء صلاها الشخص في أول الليل أو في أوسط الليل أو في آخره فهذا جائز، ويمكن أن يصليها مفرّقة، فإذا صلّى بعضها في أول الليل وبعضها في آخر الليل وبعضها في منتصف الليل فلا بأس في ذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشترط شيئًا في صلاة التراويح وترك الأمر فيها واسعًا وفقًا لكل شخص وقدراته، فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: [مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ][٣].[٤]


كيف تصلّي التراويح جماعة؟

إن صلاة التراويح في جماعة في المسجد أفضل من صلاتها في البيت منفردًا، لما ورد في الحديث النبوي عن عائشة رضي الله عنها قالت: [أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ][٥].[٦]

ففي هذا الحديث الشريف دليل على أن صلاة التراويح مشروعة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه تركها خشية أن تُفرض على الأمة ويشق عليهم أداؤها، واتفق العلماء بأن صلاة التراويح جماعة أفضل لإجماع الصحابة على ذلك، وقال بعض العلماء بأنه إذا كان الشخص حافظًا للقرآن الكريم، ولم يخف على نفسه من التكاسل في أدائها، ولم تختل الجماعة لتخلّفه فيجوز له أن يصليها منفردًا، وإلا فالجماعة أفضل، وصلاة التراويح جماعة ليس لها عدد محدد ولكن أفضلها إحدى عشرة ركعة كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا العدد أفضل ما تُصلّى به التراويح، أما عن كيفية صلاة التراويح جماعة فتُصلى مثنى مثنى يسلم فيها المسلم بعد كل ركعتين ويوتر بواحدة ثالثة، فالمهم أن يكون العدد مفردًا وأن ينهيها بوتر، فلا يُنكر على المسلم إذا زاد على إحدى عشرة ركعة وصلى أربع عشرة وأوتر بواحدة أو صلى عشرين وأوتر بواحدة أو صلى أربع وعشرين وأوتر بواحدة، ولكن يُكره على الإمام في صلاة التراويح جماعة الإسراع في الرّكوع والسجود والتّشهد والقيام بعد الرّكوع والجلوس بين السجدتين، فالمقصود من صلاة التراويح جماعة التطوّع لله والطمأنينة في الركوع والسجود بفعل هذه العبادة وليس سرد عدد ركعات فقط.[٧]


قد يُهِمُّكَ

الأفضل في صلاة التراويح أن يختم الإمام القرآن الكريم مرّة واحدة، وقد استدلّ العلماء بذلك مما ثبت في الصحيحين عن مدارسة جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان وعرضه عليه، وقراءة الإمام للقرآن الكريم كاملًا هو نوع من الإفادة والمُدَارسة للمصلين، ولا يعني قراءة القرآن الكريم كاملًا في التراويح أن لا يكون هناك طمأنينة أو خشوع أو عجلة وعدم تأني في القراءة، فإذا حصلت هذه الأمور فمن باب أولى قراءة سور صغيرة على ختم القرآن كاملًا، وقد ذهب جميع العلماء إلى أنّ السنّة أن يختم القرآن ليسمعه الناس كاملًا في رمضان، فالسنةّ هي الختم ولا يجوز ترك ذلك لتكاسل المصلين، بل يقرأ الإمام في كل ركعة عشر آيات فيكون قد صلى عشرين ركعة وختم القرآن في رمضان، وقال بعض العلماء يقرأ الإمام في كل ركعة ثلاثين آية كما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبذلك يحصل ختم القرآن في كل رمضان ثلاث مرات وهذا من باب الفضيلة وليس من باب الواجب.

وأما في زماننا فالأفضل أن يقرأ الإمام وفقًا لحال القوم حتى لا ينفّرهم من أداء الصلاة جماعة، وأن يراعي الإمام حال المأموميين ويرفق بهم حتى لا يشق عليهم فمنهم الشيخ الكبير ومنهم المريض ومنهم الصغير، ويدل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: [أُمَّ قومَكَ، ومَنْ أمَّ قوْمًا فلْيُخفِّفْ، فإنَّ فيهِمْ الكبيرَ، وإنَّ فيهِمْ المريضَ، وإنَّ فيهِمْ الضعيفَ، وإنَّ فيهِمْ ذا الحاجةِ، فإذا صلَّى أحدُكمْ وحدَهُ فلْيُصلِّ كيفَ شاءَ][٨].[٩]


المراجع

  1. رواه الألباني، في قيام رمضان، عن أبو ذر الغفاري ، الصفحة أو الرقم: 20، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  2. "صلاة التراويح "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2205، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  4. "حكم صلاة التراويح في البيت وعدد ركعاتها"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1129، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  6. "صلاة التراويح في المسجد جماعة أفضل من صلاتها في البيت"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.
  7. محمد بن صالح العثيمين، "ما حكم صلاة التراويح، وكم عدد ركعاتها؟ "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، الصفحة أو الرقم: 1398، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  9. "القراءة في صلاة التراويح"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :