محتويات
ما هو فيروس نيباه؟
ظهرت عدوى فيروس نيباه Nipah Virus لأول مرة على الخنازير المدجنة أو المستأنسة في ماليزيا عام 1998، ثم عادت للظهور مجددًا في سنغافورة عام 1999، ومنذ ذلك الوقت اكتشفت حالات للإصابة بهذا الفيروس بين البشر، وهنالك أدلة تشير إلى أن هذا الفيروس قادر على إصابة حيوانات أخرى؛ مثل الكلاب، والقطط، والمواشي، والخيل، ويُمكن لهذا الفيروس المنتمي لعائلة الفيروسات المخاطية أن يُسبب العديد من الأعراض التنفسية والعصبية، وقد أودى هذا الفيروس بحياة 50% من البشر الذين أصيبوا به، ولا يوجد دواء أو علاج محدد له، وقد أرتبط هذا الفيروس بشدة بالخفافيش؛ لأن المزارع التي بدأت فيها عدوى هذا الفيروس كانت تحتوي أشجار جاذبة للخفافيش، مما سمح لها بالتعرض للعدوى، وأصبحت العدوى تنتقل عبر إفرازات الخفافيش أكثر مما كانت تنتقل عن طريق الخنازير، ومن الجدير بالذكر أن عدوى فيروس نيباه لا تنتقل بين البشر كثيرًا، بل تنتقل بين الحيوانات أو من الحيوانات إلى البشر، وإن كنت تتساءل عن سبب تسمية فيروس نيباه بهذا الاسم، فإن ذلك يرجع إلى قرية نيباه الماليزية التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة.[١]
ما أعراض الإصابة بفيروس نيباه؟
قد تسبب عدوى فيروس نيباه ظهور أعراض متفاوتة بين الخفيفة والشديدة، ومن الممكن أن يسبب هذا فيروس التهابًا في الدماغ والوفاة، وعادةً ما تظهر أعراض هذا الفيروس بعد مرور 4-14 يومًا من التعرض للإصابة والعدوى، وتستمر المعاناة من الأعراض خلال هذه الفترة بالكامل، وتتمثل في الشعور بالصداع، والحمى، والسعال، والتهاب الحلق، وصعوبة التنفس، ثم بعد ذلك تبدأ أعراض التهاب الدماغ بالظهور؛ مثل النعاس، والارتباك، والتشوش العقلي، وتنتهي هذه الأعراض بالدخول في غيبوبة بعد يومين من ظهور الأعراض الدماغية السابقة، وبالتالي يمكن تقسيم أعراض هذا الفيروس إلى:[٢]
- أعراض أولية: تشمل كل من الصداع، والحمى، والسعال، والتهاب الحلق، وصعوبة التنفس، والتقيؤ.
- أعراض خطيرة: التي تتضمن كل من الارتباك، والنعاس، والتشتيت، والنوبات الدماغية، والغيبوبة، وتورم الدماغ.
كيف ينتقل فيروس نيباه؟
ينتقل الفيروس حاليًا بكل حرية بين الخفافيش الكبيرة التي تتغذى على الفواكه، وهذه العدوى قد تنتقل إلى البشر عند تناولهم لأحد الفواكه التي تعرضت للعض أو لعاب الخفافيش، ويعتقد بأن العدوى الأولية لهذا الفيروس قد بدأت بين الخفافيش ثم انتقلت إلى الخنازير ومنها إلى البشر،[٣] وفي عام 2018 انتشرت عدوى هذا الفيروس بعد تناول فاكهة المانجا التي تعرضت للعض من قبل الخنازير المصابة، وأقر في نفس العام وجود إصابات ناجمة عن تناول تمر النخيل الذي تعرض للعاب الخفافيش المصابة، وظهرت إصابات منتقلة بين البشر في الهند وبنغلادش، وذلك من خلال تشارك سوائل الجسم بين المصابين، بما في ذلك سوائل الجهاز التنفسي والهضمي.[٤]
ما أشهر مضاعفات فيروس نيباه؟
يسبب هذا الفيروس أعراض شبيهة بأعراض الإصابة بالإنفلونزا في البداية، ثم تتطور أعراضه لتصبح أكثر خطورة وتسبب مضاعفات أهمها تورم الدماغ الذي يستدل عليه من خلال شعور المصاب بالنعاس والارتباك والنوبات الدماغية، وفي الحقيقة يستمر الفيروس وأعراضه بالتضاعف في حال عدم الكشف عنه، ويبدأ بالتسبب فيما يعرف بالالتهاب الرئوي، ليدخل بعدها المصاب بغيبوبة، وقد تنتهي مضاعفات هذا الفيروس عند حد وفاة المصاب، وقد أقر العلماء بأن هذا الفيروس يسبب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، التي تصبح فيها الرئة غير قادرة على تزويد الأعضاء الحيوية بالأوكسجين اللازم للحياة، وتشير بعض التقارير بأن نسبة الوفيات بين البشر بهذا الفيروس هي ما بين 40 -75% من مجمل حالات الإصابة، وفي حال الشفاء التام من عدوى هذا الفيروس، يبقى من الوراد أن تتغير شخصية الفرد المصاب بسبب الضرر الدائم الذي تركه الفيروس، والأمر المخيف أن هنالك أشخاص قد أعلنت وفاتهم بسبب الفيروس بعد أكثر من عدة سنوات من تعرضهم له.[٤][٢]
قد يُهِمُّكَ: نصائح للوقاية من فيروس نيباه
بما أنه لا يوجد علاج أو لقاح فعال ضد هذا الفيروس، فقد أنصب الاهتمام كله على أساليب الوقاية الأساسية من هذا الفيروس، وبما أن الفيروس مرتبط بشدة بالخنازير، فقد أصبح من الضروري متابعة نظافة المزارع التي تربي هذه الحيوانات وتعقيمها باستمرار، وفي حال التنبؤ بوجود عدوى منتشرة بين الحيوانات، فيجب مباشرة حجر المنطقة التي تعيش بها هذه الحيوانات بالكامل، والتخلص من العدوى من خلال ذبح الحيوانات المصابة، والحرص على حرق الجثث أو دفنها تحت إشراف مناسب، ويجب كذلك عدم السماح بتنقل الحيوانات المصابة بين المزارع، وقد يكون هنالك ضرورة لإطلاق أنظمة معنية لمراقبة صحة الحيوانات والحياة البرية لأن الإصابة تشمل كذلك الخفافيش، وفيما يلي طرق الوقاية من هذا الفيروس تبعًا لنوع أو طريقة الانتقال إلى البشر:[٥]
- تقليل خطر العدوى من الخفافيش إلى البشر: يقل خطر انتقال العدوى من الخفافيش إلى البشر من خلال منع الخفافيش من الوصول إلى عصارة أشجار النخيل أو إلى أي من منتجات الأطعمة الطازجة، ويجب كذلك غلي العصائر الطبيعية للتمور جيدًا قبل الاستخدام وغسيل الفواكه جيدًا وتقشيرها قبل أكلها.
- تقليل خطر العدوى من الحيوانات إلى البشر: يجب دائمًا ارتداء القفازات والملابس الواقية الأخرى عند التعامل مع الحيوانات مهما كانت، خاصةً عند ذبحها، وفي حال الشك أو ثبوت وجود عدوى في المنطقة، يجب عليك أن تبتعد تمامًا عن الحيوانات وألا تحاول لمسها بتاتًا، ويجب التأكد من إبعاد الحيوانات بما في ذلك الخنازير عن الخفافيش التي تتغذى على الفواكه قدر الإمكان، وأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار عند محاولة إنشاء مزرعة.
- تقليل خطر العدوى بين البشر: تجنب الاختلاط مع الأشخاص المصابين بالفيروس قدر الإمكان، والحرص على تغسيل اليدين باستمرار، خاصةً بعد زيارة شخص مشكوك بإصابته بالمرض.
المراجع
- ↑ "Nipah virus", World Organization for Animal Health, Retrieved 9/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Signs and Symptoms", Centers for Disease Control and Prevention, 6/10/2020, Retrieved 9/5/2021. Edited.
- ↑ Priya Joi (15/3/2021), "The next pandemic: Nipah virus?", Gavi, Retrieved 9/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Angela Betsaida B. Laguipo (27/2/2019), "What is Nipah Virus?", News Medical, Retrieved 9/5/2021. Edited.
- ↑ "Nipah virus", World Health Organization , 30/5/2018, Retrieved 9/5/2021. Edited.