اللبن
يُعد اللبن أحد الأطعمة الأساسية في العديد من الثقافات، وهو يرجع في الأصل إلى بلدان شرق آسيا والشرق الأوسط، وغالبًا ما يُصنع عبر خلط الحليب الفاتر مع البكتيريا، خاصة تلك التي تُدعى بالبكتيريا الملبنة البلغارية والبكتيريا العقدية الحرية، ثمّ تركه لعدّة ساعات في جو دافئ، لتقوم البكتيريا بتحويل السكر الموجود في الحليب المسمى باللاكتوز إلى حمض اللَّاكتيك، الذي يزيد من سماكه الحليب ويكسبه طعمًا فريدًا[١]، ويتوفر اللبن حاليًا بأشكال عديدة، منها من يُضاف إليها فواكه وسكريات ومنها من يُضاف إليها مواد مثبتة تزيد من سماكتها، مثل الجيلاتين والبكتين، كما يحتوي اللبن على بكتيريا حية تُدعى بـ "البروبيوتيك"والتي تُحافظ على صحّة الأمعاء، وعلى وجه العموم فإنّ أنواع اللبن قد تتضمن اللبن قليل أو خالي الدسم أو الدهون، ولبن الكفير، واللبن اليونانيّ أو اللبنة، واللبن السكير، واللبن المجمد، واللبن القادم من مصادر غير حيوانيّة؛ مثل: لبن الصويا ولبن حليب جوز الهند.[٢]
فوائد شرب اللبن على الريق
يملتك اللبن فوائد جمة يُمكن الحصول عليها عبر شرب الأنواع الجيّدة منه غير المضاف إليها محليّات ومواد أخرى، ولا يوجد فرق كبير بين تناول اللبن في الصباح أو المساء، ففوائد اللبن تبقى نفسها باختلاف زمن شربه، وتتضمن أبرز فوائد اللبن، ما يلي:[٣]
- يحتوي على عناصر غذائية مهمة: يُعرف اللبن باحتوائه على الكالسيوم المهم لنمو العظام والأسنان؛ فكأس واحد من اللبن يحتوي على 49% من الكمية المنصوح بتناولها من الكالسيوم، كما أنّ اللبن يُعد غنيًا بفيتامينات مجموعة ب خاصّة فيتامين ب12 والريبوفلافين اللذين يحميان الجسم من أمراض القلب، ويحتوي اللبن كذلك على كميات لا بأس بها من الفسفور، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، وفيتامين د.
- يُعد غنيًا بالبروتين: يحتوي كل 200 غرامٍ من اللبن على 12 غرامًا من البروتين، الذي يُعد ضروريًا لعمليات الأيض في الجسم عبر زيادة استهلاك الطاقة أو عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الفرد أثناء النهار، كما أنّ البروتين مهم لتنظيم مستوى الشهية للطعام، بسبب زيادته لإنتاج الهرمونات التي ترسل إشارات الإحساس بالشبع، وهذا يُعد مفيدًا لخسارة الوزن.
- يفيد صحة الجهاز الهضمي: تحتوي بعض أنواع اللبن على بكتيريا حية تُدعى بالبروبيوتيك، ومن المعروف أنّ هذه البكتيريا مفيدة لصحة الجهاز الهضمي، لكن للأسف فإنّ الكثير من أنواع اللبن هي ألبان مبسترة قد تعرضت للحرارة لقتل البكتيريا التي تحتويها، لذلك يجدر البحث عن المنتجات التي مكتوب على ملصقاتها أنّها تحتوي البروبيوتيك؛ لأنّ هذه البكتيريا بالذات يُمكنها أن تكون مفيدة لعلاج أعراض متلازمة القولون العصبيّ، والانتفاخات، والإسهال الناجم عن تناول المضادات الحيوية بحسب بعض الدراسات.
- يُعزز من صحة الجهاز المناعي: يقلل تناول اللبن، خاصة الذي يحتوي على البروبيوتيك، من فرص انتقال الأمراض أو العدوى إلى الأفراد، ولقد أظهرت الدراسات المعمولة أنّ للبكتيريا الجيدة الموجودة في اللبن قدرة على تقليل الالتهابات المرتبطة بالعديد من المشاكل الصحية، كالعدوى الفيروسية ومشاكل الأمعاء، بل إنّ بعض الدراسات ترى أنّ اللبن مفيد لتقليل خطر الإصابة بنزلات البرد ومحاربة الإصابة بالتهابات المهبل عند النساء المصابات بالسكّريّ.
- يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم: أشارت إحدى الدراسات المجراة على أكثر من 5000 خريج جامعي في إسبانيا إلى انخفاض بخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 50% عند الأفراد الذين يتناولن 3-5 حصص من الحليب قليل الدسم أو الدهون، لكن الخبراء يرون أنّ نفس التأثير يُمكن أن يحدث عند تناول اللبن[٤].
- يحمي من الإصابة بهشاشة العظام: يحتوي اللبن كما ذكر مسبقًا على العديد من العناصر المهمة لصحة العظام، مثل الكالسيوم، والبروتينات، والبوتاسيوم، والفسفور، وفيتامين د أحيانًا، وهذا كله يجعل من اللبن مادة غذائية لها القدرة على منع حدوث هشاشة العظام، التي تنجم عن ضعف العظام، خاصة عند كبار السن، ولقد أظهرت أحد الدراسات أنّ تناول منتجات الألبان لثلاث مرات في اليوم قد ساعد على زيادة الكثافة العظمية وقوة العظام.
- يفيد صحة القلب: على الرغم من احتواء اللبن على كمية من الدهون المشبعة والدهون الأحادية غير المشبعة، ، إلّا أنّ البعض ينفون كون اللبن من أنواع الأطعمة الضارة بالقلب، ويرون عكس ذلك تمامًا، فقد استدلوا من خلال إحدى الدراسات على أنّ تناول الدهون المشبعة من منتجات الألبان يُمكنه زيادة مستوى الكوليسترول الجيد، الذي يُعد مفيدًا لصحة القلب، كما أنّ هناك دراسات أخرى ترى أنّ تناول اللين يُمكنه تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وليس زيادتها.
محاذير شرب اللبن على الريق
يؤكّد الخبراء على أهميّة توخّي الحذر عند تقديم اللبن لبعض الأفراد بسبب الأعراض الجانبيّة التي قد يسببها، خاصّة عند أولئك الذين يُعانون من عدم تحمّل اللكتوز؛ فقد يؤدّي شرب هذه الفئة من الأفراد للبن إلى حدوث أعراض هضمية عديدة، مثل آلام البطن والإسهال، كما أنّ بعض الأفراد لديهم حساسية من الحليب، وقد يؤدي استهلاك الحليب عندهم إلى ردة فعل تحسسية خطيرة أحيانًا، ومن الجدير بالذكر أيضًا أنّ هناك الكثير من أنواع اللبن التي تحتوي على كميات عالية من السكر، خاصة تلك التي توصف بكونها قليلة الدهون أو الدسم، وهذا الأمر لا يُعد جيدًا عند الأفراد الذين يُعانون من السكري أو السمنة، لذلك فإنّ العلماء ينوهون إلى حقيقة أنّ أغلب أنواع الألبان الموجودة لا يُمكن القول بأنّها مدروسة علميًا لدرجة تكفي النصح بتناولها.[٢][٣]
المراجع
- ↑ "Yogurt", Harvard T.H. Chan School of Public Health, Retrieved 2-12-2018. Edited.
- ^ أ ب Natalie Butler, RD, LD (11-1-2018), "Everything you need to know about yogurt"، Medical News Today, Retrieved 2-12-2018. Edited.
- ^ أ ب Brianna Elliott, RD (20-1-2017), "7 Impressive Health Benefits of Yogurt"، Healthline, Retrieved 2-12-2018. Edited.
- ↑ Elaine Magee, MPH, RD, "The Benefits of Yogurt"، Webmd, Retrieved 2-12-2018. Edited.