فوائد زيت العود

فوائد زيت العود
فوائد زيت العود

زيت العود

يُستخرج زيت العود من راتنج أو صمغ شجرة العود الذي يُستخدم بكثرة في صناعة العطور، والروائح الزكية، وبعض العلاجات الطبية، فضلًا عن إتمام الطقوس والشعائر الدينية، وفي الحقيقة، فقد شاع استخدام عطور العود منذ قرون طويلة في الديانات البوذية، والهندوسية، والإسلامية، كما شاع استخدامه أيضًا في فنون الطب الصيني كمهدئ للأعصاب، ولعلاج مشاكل المعدة، والسعال، والحمى، وقد شهد زيت العود إقبالًا منقطع النظير خلال الأعوام الماضية بسبب طبيعته الفريدة، وهذه ما جعله أحد أغلى أنواع الزيوت والعطور في الأسواق وأكثرها جنيًا للأرباح؛ إذ تشير التقارير بوصول أرباح العود السنوية في سنغافورة إلى أكثر من 1.2 مليار دولار، لكن يقتصر نمو أشجار العود على بعض المناطق الآسيوية داخل الهند، والصين، وإندونيسيا، وماليزيا، لذا فإن زيت العود العربي يُستورد من المناطق الآسيوية منذ أيام طويلة، بل إن بعض المصادر التاريخية تُرجع استيراد زيت العود العربي إلى هونج كونج وبعض المدن الصينية على وجه التحديد.[١]


فوائد زيت العود

تمكن العلماء والباحثون من الكشف عن وجود 300 مركب كيميائي في العود، وقد تحدث البعض عن أن للكثير من هذه المركبات وظائف فسيولوجية أو حيوية بحاجة إلى المزيد من التحري والبحث،[٢]كما تمكن العلماء من الكشف أيضًا عن وجود ثلاثة أنواع مختلفة من زيوت العود وليس نوع واحد فقط كما يظن البعض،[٣]لكن على العموم، يبقى للعود استخداماتٍ طبية كثيرة بين أوساط رواد الطب الشعبي في الصين والمناطق العربية؛ فبعض الصينين يلجؤون إليه لعلاج التقيؤ، وتسكين الآلام، وعلاج الربو، بينما يلجأ بعض رواد الطب الشعبي العربي إلى العود لعلاج المشاكل الهضمية والعصبية،[٤]وقد سعت بعض الدراسات إلى تحري الفوائد البدنية والاقتصادية للعود، وقد شملت بعض أبرز هذه الفوائد على الآتي:

  • الوقاية من السرطان: إذ أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2014 امتلاك زيت العود قدرة على تثبيط نشاط الخلايا السرطانية، خاصة سرطان الثدي، وقد أرجعت الدراسة هذا الأمر إلى الخواص المضادة للالتهابات التي يتميز بها زيت العود، كما أثنت الدراسة على استخدامات زيت العود الشعبية أيضًا.[٥]
  • تهدئة الأعصاب وعلاج التوتر: أثبتت إحدى الدراسات الصينية التي أُجريت في عام 2018 عن أنَّ العود يحتوي على خواص مضادة للالتهابات، والاكتئاب، وقادرة على تهدئة الأعصاب أيضًا، كما أشارت الدراسة إلى أن زيت العود مفيد لعلاج التوتر والقلق.[٤]
  • إنعاش الاقتصاد: ازداد الطلب كثيرًا في الآونة الأخيرة على العود بسبب استخدامه في صناعة البخور والعطور، خاصة في بلدان الشرق الأوسط وشرق آسيا، وقد أدى هذا إلى زيادة كبيرة في أسعار زيت العود وإنعاش اقتصاد المناطق التي يُستورد منها هذا الزيت، وقد وصلت قيمة رقائق خشب العود إلى ما بين 6-20 ألف دولار للكيلو الواحد، أما كيلو زيت العود، فإنه قد وصل إلى حوالي 30 ألف دولار، وهذا ما أدى إلى خلق سوق للعود في العالم بقيمة تراوحت بين 6-8 مليار دولار، مع العلم أن الكثير من مبيعات العود غير مسجلة رسميًا، لذا يصعب الوصول إلى تقديرات دقيقة حول هذا الشأن.[٦]
  • فوائد أخرى لزيت العود: وصلت قيمة زيت العود إلى مستوى شبيه بمستوى الذهب في بعض الدول نتيجة لارتباط هذا الزيت بالطقوس الروحانية الخاصة بالديانة الهندوسية والإسلام، وقد تحدثت إحدى الشركات الزراعية الدولية عن وجود فوائد كثيرة أخرى لزيت العود؛ كتسكين آلام المفاصل، وعلاج رائحة الفم الكريهة، وتحسين صحة الجلد، وتحسين القدرات الجنسية، وعلاج مشاكل الدورة الشهرية عند النساء، وعلاج الحكة الجلدية، والسعال، والاحتقانات، وتحسين جودة النوم، وغيرها الكثير من الفوائد التي بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية لتأكيد صحتها.[٧]


خصائص زيت العود

يمتاز شجر العود الطبيعي بلونه الأبيض وبملمسه الناعم دون احتوائه على راتنج أو صمغ في الأحوال العادية، لكن يبدأ شجر العود في إنتاج الراتنج عند تعرضه لعوامل خارجية؛ كضربات البرق، وهجوم الحيوانات، أو الحشرات، أو الميكروبات، ويتركز راتنج العود في أماكن الجروح العفنة التي أصابت الشجرة، وغالبًا ما يحتاج الراتنج إلى فترة زمنية طويلة حتى يتكاثر في مناطق الجروح التي أصابت الشجرة، وهذا هو سبب قلة وندرة زيت العود وارتفاع أسعاره، إلا أن ذلك أدى ذلك إلى سعي الكثيرين إلى قطع شجر العود البري طمعًا في الحصول على الراتنج والزيت غالي الثمن، وهذا ما قاد إلى قلة أعداد أشجار العود إلى درجة دفعت بالمنظمات الدولية إلى اعتبار بعض أنواع شجر العود من بين الأنواع المهددة بالانقراض، لكن تنبهت الدول المصدرة للعود لهذه المسألة وبات هنالك مبادرات جدية لإعادة زرع أشجار العود مرة أخرى، خاصة في إندونيسيا، وكمبوديا، وفيتنام، والصين.[١]


زيوت أخرى مفيدة

تمتاز الكثير من الزيوت الأخرى بقدرتها على تهدئة الأعصاب وعلاج التوتر كما هو حال زيت العود، وتتضمن بعض أبرز هذا الأنواع على الآتي:[٨]

  • زيت الناردين: دأب الناس على استخدام زيت الناردين منذ القدم، وبات البعض يتحدثون عن احتواء هذا الزيت على مركبات كيميائية قادرة على تهدئة الأعصاب وجلب الشعور بالنعاس والنوم.
  • زيت الخزامى: يُعد زيت الخزامى من بين أشهر الزيوت المستخدمة لأغراضٍ علاجية بين الناس، وقد وصفت دراسة أجريت عام 2012 أن لهذا الزيت قدرة فعالة على تخفيف الشعور بالقلق عبر استهداف مراكز محددة في الدماغ.
  • زيت الياسمين: يشتهر زيت الياسمين برائحته العطرة، وقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2013 أن لرائحة الياسمين قدرة على إشعار الفرد بالعافية وتحسين مزاجه، ويمتاز هذا الزيت كذلك بأنه قادرٌ على تخفيف الشعور بالقلق، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالنعاس كما هو حال بعض أنواع الزيوت الأخرى.
  • زيت البرغموت: يأتي زيت البرغموت من شجرة برتقال البرغموت، وهذا يعني أن رائحته تشبه إلى حدٍ ما رائحة الفواكه الحمضية، وقد توصلت بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات والبشر بأن لهذا الزيت فائدة فيما يخص تحسين المزاج وتخفيف القلق، لكن يجب الحذر عند وضعه على الجلد؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى حصول حساسية من أشعة الشمس.
  • زيت الورد: يُستخرج زيت الورد من بتلات الورود، والتي تشتهر برائحتها الفواحة والعطرة، ومن المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2014 بينت بأن غسل القدمين بهذا الزيت يُساهم في الحد من الشعور بالقلق عند النساء الحوامل أثناء الولادة.
  • زيت اللبان: يُصنع زيت اللبان من راتنج شجرة اللبان، ومن المعروف أن لهذا الزيت رائحة شبيهة برائحة المسك، وهو مفيدٌ أيضًا للتخفيف من حدة القلق.


المراجع

  1. ^ أ ب Yangyang Liu, Huaiqiong Chen,Yun Yang, et al (3-2013), "Whole-tree Agarwood-Inducing Technique: An Efficient Novel Technique for Producing High-Quality Agarwood in Cultivated Aquilaria sinensis Trees", Molecules, Issue 3, Folder 18, Page 3086–3106. Edited.
  2. Shuai Wang, Zhangxin Yu, Canhong Wang, et al (2-2018), "Chemical Constituents and Pharmacological Activity of Agarwood and Aquilaria Plants", Molecules, Issue 2, Folder 23, Page 342. Edited.
  3. Wahyu Hidayat, Ali Yeon Md. Shakaff, Mohd Noor Ahmad, et al (2010), "Classification of Agarwood Oil Using an Electronic Nose", Sensors (Basel), Issue 5, Folder 10, Page 4675–4685. Edited.
  4. ^ أ ب Shuai Wang, Canhong Wang, Zhangxin Yu, et al (11-2018), "Agarwood Essential Oil Ameliorates Restrain Stress-Induced Anxiety and Depression by Inhibiting HPA Axis Hyperactivity", Int J Mol Sci, Issue 11, Folder 19, Page 3468. Edited.
  5. Yumi Zuhanis Has-Yun Hashim, Abbas Phirdaous, and Amid Azura (9-2014), "Screening of anticancer activity from agarwood essential oil", Pharmacognosy Res, Issue 3, Folder 6, Page 191–194. Edited.
  6. Cheng Seng Tan, Nurulhikma Md Isa, Ismanizan Ismail, et al (2019), "Agarwood Induction: Current Developments and Future Perspectives", Front Plant Sci, Issue 10, Page 122. Edited.
  7. "19 Benefits And Uses For Agarwood Oud Oil", Plantations International , Retrieved 30-1-2020. Edited.
  8. Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (17-7-2017), "Try This: 18 Essential Oils for Anxiety"، Healthline, Retrieved 30-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :