صعوبة البلع
يشير مفهوم صعوبة أو عسر البلع إلى الحاجة إلى مزيدٍ من الجهد والوقت لتحريك الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة، وقد يُعاني البعض من الألم وربما العجز نهائيًا عن البلع أحيانًا، لكن يبقى من النادر أن تكون صعوبة البلع مصدرًا للقلق بالنسبة للكثيرين في حال كانت ناجمة عن عدم مضغ الطعام جيدًا أو تناول الطعام بسرعة فقط، بينما لو استمرت المعاناة من صعوبة البلع لفترة طويلة فإن هذا قد يكون علامة على الإصابة بمشكلة صحية بحاجة إلى علاج، وعادةً ما تُصنف حالات صعوبة البلع إلى نوعين رئيسين؛ النوع الأول يُدعى بصعوبة أو عسر البلع المريئي، الذي يشعر به المصاب بتوقف الطعام في قاعدة الحلق أو في الصدر بعد القيام بالبلع، بينما يُدعى النوع الثاني بصعوبة البلع الفموي البلعومي، الذي يشعر به المصاب بصعوبة تحريك الطعام من الفم إلى الحلق نتيجة لضعف عضلات الحلق، وعلى العموم، يُمكن لصعوبة البلع أن تُصيب جميع الناس بمختلف فئاتهم العمرية، لكنها تشيع أكثر عند الكبار بالسن[١].
علاج صعوبة البلع
يتوقف علاج صعوبة البلع على نوع صعوبة أو عسر البلع التي يُعاني منها المريض، سواء أكان عسر بلع مريئي أو عسر بلع فموي بلعومي، وبالإمكان شرح أهم العلاجات الخاصة بالتعامل مع حالات الإصابة بكِلا النوعين على النحو الآتي[٢]:
- علاج عسر البلع الفموي البلعومي: يصعب على الأطباء علاج عسر البلع الفموي البلعومي لكون المشكلة لها علاقة بالأعصاب عند معظم الحالات، وكثيرًا ما يظهر عسر البلع الفموي البلعومي عند المصابين بمرض باركنسون، الذين يُمكن لهم الاستفادة من الأدوية الخاصة بعلاج مرض باركنسون، وعلى أي حال يُمكن للأطباء الاستعانة بالأساليب التالية لعلاج عسر البلع الفموي البلعومي:
- علاج البلع: يخضع المريض لجلسات علاج البلع على يد أحد أخصائيي النطق واللغة، ويهدف هذا العلاج إلى تعليم المريض طرقًا جديدة للبلع، بالإضافة إلى تعليمه تمارين لتحسين العضلات المسؤولة عن البلع.
- الأطعمة المناسبة: يجب على المريض البحث عن أنواع الطعام والسوائل التي يسهل بلعها، لكن بالطبع يجب عدم إغفال الحاجة لاتباع نظام غذائي متوازن أيضًا.
- استخدام أنبوب التغذية الطبي: يلجأ الطبيب إلى تركيب أنبوب طبي عبر الأنف إذا كان المريض معرضًا لسوء التغذية أو الجفاف أو لدرء خطر إصابة المريض بالتهاب الرئة نتيجة للاختناق المتكرر الناجم عن صعوبة البلع، كما يُمكن للطبيب إجراء عملية لتركيب أنبوب طبي في المعدة عبر جراحة البطن.
- علاج عسر البلع المريئي: يضطر الأطباء عادةً إلى إجراء عمليات جراحية لعلاج هذا النوع من صعوبة البلع، وغالبًا ما يسعى الطبيب إلى توسعة المريء عبر إدخال بالون صغير ثم نفخه بعد ذلك، ثم إزالته في النهاية، كما يُمكن للأطباء اللجوء إلى حقن البوتكس، التي تُعد حلًا مناسبًا لعلاج تصلب عضلات المريء، لكن في حال كان عسر البلع المريئي ناجمًا عن السرطان، فإن من الأفضل إحالة المريض إلى أحد الأطباء المختصين في علاج السرطان.
وعلى أي حال، قد تكون صعوبة البلع ناجمة أصلًا عن الإصابة بمشاكل ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، وقد يُصبح من الأفضل أخذ الأدوية المضادة للأحماض لعلاج هذه المشكلة، بالإضافة إلى القيام ببعض الأمور الحياتية البسيطة؛ كرفع زاوية رأس السريرعند النوم، وتناول وجبات صغيرة من الطعام، والابتعاد عن شرب الكحوليات والكافيين، بالإضافة إلى التمهل عند تناول الطعام وتجنب الإسراع في ذلك[٣].
مضاعفات صعوبة البلع
يؤدي إهمال علاج صعوبة البلع إلى زيادة خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة وسيئة للغاية، منها الآتي[١]:
- سوء التغذية وخسارة الوزن والجفاف: تظهر هذه الحالات عند المصابين بصعوبة البلع بسبب الصعوبة التي يشعرون بها عند حصولهم على السوائل والغذاء.
- الالتهاب الرئوي الشفطي: تتمكن جزئيات الطعام والسوائل من الدخول إلى المسالك الهوائية أثناء البلع أحيانًا، مما يؤدي إلى دخول البكتيريا إلى الرئة وحصول التهاب فيها.
- الاختناق: يؤدي انسداد المسالك التنفسية بالطعام إلى حصول الاختناق، الذي يؤدي إلى الموت في حال لم يتدخل أحد بسرعة لمساعدة المصاب.
المراجع
- ^ أ ب "Dysphagia", Mayo Clinic,3-2-2018، Retrieved 28-8-2019. Edited.
- ↑ Sara Minnis, MS, CCC-SLP (21-12-2017), "What causes difficulty swallowing (dysphagia)?"، Medical News Today, Retrieved 28-8-2019. Edited.
- ↑ Jen Lehrer MD,L Renee Watson MSN RN,Tennille Dozier RN BSN RDMS, "Coping with Swallowing Problems"، University of Rochester -Medical Center Rochester, Retrieved 28-8-2019. Edited.