محتويات
زكاة المال
تعرف الزكاة لغةً بأنها الطهارة والزيادة والبركة والنماء، ويقول ابن فارس إن الأصل كله يرجع لهذين المعنيين الطهارة والنماء، وفي لسان العرب تُعرف الزكاة على أنها المدح والبركة والنماء والطهارة، وجميعه استُمد من القرآن الكريم والسنة الشريفة، والزكاة من الأسماء المشتركة بين الفعل والمخرج، فيطلق على المعنى وهي التزكية، ويطلق على العين وهي طائفة من المال المزكى بها، ويتبين من ذلك بأن الطهارة والنماء تحصل لمال المزكي ونفسه، وفي هذا المقال سنبين لكم طريقة الزكاة ومعلومات فيما يتعلق بها.[١]
طريقة زكاة المال
نصاب زكاة المال
ليست كل الأموال عليها زكاة، بل يجب مرور سنة كاملة على المال الذي بحوزة الشخص، بالإضافة إلى أن تبلغ قيمته قيمة نصاب الزكاة، كما أن نصاب زكاة المال يختلف من بلد لآخر ومن سنة لأخرى، فمن اختصاص الشؤون الدينية ووزارة الأوقاف في الدولة تحديد نصاب الزكاة للمواطنين، بالإضافة لإصدار نشرة بهذا النصاب من فترة لأخرى، وفي حال كان الشخص لا يعلم نصاب زكاة المال في بلده فعليه الاتصال بالشؤون الدينية ووزارة الأوقاف لسؤالهم عن نصاب زكاة المال، إذ يمكن أن تكون قيمة من المال المدخر لدى الشخص وبلغ عليه سنة كاملة لم يصل نصاب الزكاة في بلده، وبذلك يكون معفى من تزكية ذلك المال.[٢]
طريقة حساب الزكاة
عملية حساب الزكاة تكون بواسطة ضرب المبلغ المخصص لزكاة بنسبة الزكاة، مثلاً لدى شخص 80000 ريال سعودي ويريد إخراج زكاة مال هذا المبلغ فتكون العملية الحسابية كالتالي: 80000 * 0.025 = 2000، أي أنه يجب أن يخرج 2000 ريال كزكاة للمال الذي ادخره وهو 80000 ريال، ويمكن حساب قيمة مدخراته بعد إخراج زكاته عن طريق العملية الحسابية التالية: 80000 – 2000 = 78000، أي أنه سيتبقى ما قيمته 78000 ريال بعد إخراج زكاة ماله هذه السنة، فهكذا يمكن للشخص حساب زكاة ماله بنفسه بطريقة دقيقة وسريعة.[٢]
شروط المال الذي تجب فيه الزكاة
توجد العديد من شروط المال التي تجب فيه الزكاة وهي:[٣]
- المكلية: بمعنى أن يكون المسلم حائزًا للمال حيازة تامة، إذ يملك الحرية الكاملة بالتصرف به دون قيد أو شرط أو إملاء أو شراكة مع أحد، بما في ذلك أن يكون منفردًا بالحصول على أي أرباح أو عوائد عن المال، فمثلًا مال الحكومة الذي ليس له مالك لا زكاة عليه، وأموال الوقف لا زكاة فيها.
- النماء: أي أن يكون المال قابلًا للزيادة، فمثلاً إذا كان المال قابلًا للزيادة إلا أن صاحبه تركه ولم ينمه؛ فعليه الزكاة لأن العبرة تكمن في القابلية.
- بلوغ النصاب: وفق ما حددته الشريعة الإسلامية، فنصاب الذهب 85 غرامًا، ونصاب الفضة 595 غرامًا، وفي النقود ما يعادل ذلك.
- الأمان من الدّين: أي ألا ينقص المال عن قدر النصاب إذا كان مدينًا.
- مرور سنة كاملة على المال: مع بقائه مع صاحبه دون أن ينقص، وهذا فيما يخص الأنعام والنقود، وأما المنتجات الزراعية والعسل والمعادن فلا يشترط فيها الحول.
الحكمة من مشروعية الزكاة
تكمن للزكاة حكم عديدة تنعكس على المجتمع والفرد، منها:[٤]
- مساعدة الفقراء والمحتاجين وكل من ليس له معيل.
- تكاتف المجتمع الإسلامي، فهو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه فرد كأنما يشتكي سائر الأفراد.
- دليل على صحة إيمان العبد وقبوله بأحكام الله، فالمال محبوب للنفوس، والزكاة ركن من أركان الإسلام الخمس، وتأديتها فيها امتثال تام لأوامر الله وتضحية بالمحبوب لمحبوب أكثر منه.
- تطهير نفس المتصدق من البخل والشح والآثام والمعاصي.
- انشراح صدر المتصدق، فالسعادة لا تكون بالأخذ بل بالعطاء.
الأموال التي لا تجب الزكاة فيها
توجد العديد من الأموال التي لا تجب الزكاة فيها وهي، لا زكاة في الشيء الذي يعده الإنسان لحاجته من شراب وطعام، ومسكن وفرش وسيارة وحيوانات ولباس باستثناء حُلي الفضة والذهب، فالعلماء اختلفوا في زكاته يكن يفضل إخراجها، ولا تجب الزكاة لكل شيء أُعد للأُجرة من سيارات وعقارات وغيرها، ولكن تجب الزكاة بأجرتها إذ كانت مالاً ومرّ عليها حولاً كاملاً، وبلغت النصاب بضمها أو بنفسها، ولا تجب الزكاة على ما يملكه المسلم من معادن باستثناء الفضة والذهب؛ مثل المجوهرات والماس والأحجار الكريمة، ويجب أن تكون للتجارة، كما لا زكاة بالديون غير المرجوة، كالديون على المفلسين والمُعسرين والمساكين والفقراء التي لا يُمكن لهم تسديدها، إذ يصعب استخراج الدين على مماطل.[٥]
الأموال التي يجب فيها الزكاة
الزكاة لا تجب في كافة الأموال التي يملكها المسلم، وإنما حدد الشرع أربعة أنواع من المال وهي عروض التجارة، النقود، والخارج من الأرض من الثمار والحبوب والمعادن، والسائمة من الأنعام، وسوف نتحدث عن كيفية زكاة كل نوع فيما يلي:[٦]
- النقود: ويطلق عليها اسم "الأثمان"، وتقسم لثلاثة أصناف وهي: الأوراق النقدية والفضة والذهب، ولا تجب الزكاة في النقود حتى بلوغه النصاب، فإذا بلغ النصاب وحال عليه حولاً فوجبت عليه الزكاة، ونصاب الذهب 20 دينارًا وبالغرام يساوي 85 غرامًا، ونصاب الفضة 5 أوراق، وبالغرام تساوي 595 غرامًا، ونصاب الأوراق النقدية هي نفسها نصاب الفضة والذهب؛ لأنها حلت مكانهما في الثمينة.
- عُروض التجارة: وهي كل شيء أُعد للشراء والبيع بهدف الكسب والربح، ويشمل كافة أنواع الأموال من السيارات والعقارات والأقمشة والملابس والأخشاب والحديد والحيوانات والمواد الغذائية، ونصاب العُروض التجارية هو نصاب الفضة أو الذهب، فإذا بلغت قيمة العُروض التجارية نصاب الفضة أو الذهب وجبت فيها الزكاة، ومقدار الزكاة الواجب إخراجها من العُروض التجارية هي 2.5 % منها.
- الخارج من الأرض من الحبوب والثمار: لا تجب فيه الزكاة حتى يبلغ النصاب وهو خمسة أوسقٍ، والوسق 60 صاعًا بصاع الرسول صلى الله عليه وسلم، فالنصاب يكون 300 صاع بصاع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقدار الزكاة في الثمار والحبوب العُشر فيما سُقي كاملاً دون كلفة، وإذ سقُي بكلفة فنصفه.
- بهيمة الأنعام: وهي الغنم والبقر والإبل، ويشترط في زكاة بهيمة الأنعام بلوغ النصاب، والنصاب في الإبل أقلها خمسة، وفي الغنم أربعون، وفي البقر ثلاثون.
المراجع
- ↑ أحمد بن محمد الخليل (6-4-2014)، "تعريف الزكاة والدين لغتا واصطلاحا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "حساب الزكاة"، www.un-web.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فريضة الزكاة في الإسلام رابط المادة: http://iswy.co/e172ce"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الزكاة حكمها وشروطها"، www.al-feqh.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ " الأموال التي لا تجب الزكاة فيها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأموال التي تجب فيها الزكاة وأنصبتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.