تعريف صندوق الزكاة

الزكاة

لقد ورد معانٍ عديدة للزكاة لغةً؛ إذ تأتي بمعنى البركة والنَّماء، والطَّهارة كما ورد في قوله تعالى: (قد أفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) {سورة الشمس: 9} والصَّلاح فيُقال: رجلٌ زكِّيٌّ أي كثير الخير، وتأتي أيضًا بمعنى صفوة الشيء ^[١][٢]. أمّا بالنسبة لتعريف الزكاة اصطلاحًا وشرعًا فهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادتين والصلاة، وهي عبارة عن حصّة مُقدّرة من مالٍ معيّنٍ مُخصصة لمصاريف وطائفة معينة ^[٣].

الزّكاة هي الرُّكن الثالث من أركان الإسلام الخمسة كما ذُكر سابقًا، وحُكمها بالإجماع فرض واجب، ومن ينكر وجودها يُعدُّ كافرًا مُرتدًا عن الإسلام ^[٢]، وقد ورد دليل وجوبها في القرآن الكريم والسُّنة النَّبوية؛ كما ورد في قوله تعالى : (خُذْ مِنْ أمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيْهِمْ بِهَا) {سورة التوبة: 103} وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أمْوَالِهِمْ حَقٌ مَعْلومٌ لِلسَّائِل واْلمَحْرُومِ)، ولقوله تعالي أيضًا: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادهِا) {سورة الأنعام: 104}> أما دليل وجوبها في السنة النبوية ما ورد عن الرسول الكريم في الحديث: (أمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أنَّ لا إله إلاّ اللّه وأنَّ محمدًا رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويُؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) رواه مسلم ^[٢].

صندوق الزكاة

يُعرّف صندوق الزكاة على أنّه مؤسسة دينية اجتماعية تُنشأ في الدول الإسلامية، ويُشرف عليه مباشر وزارة الشؤون الدينية الأوقاف، وتضمن هذه الوزارة التغطية القانونية للصندوق بناءً على القانون المُنظّم لمؤسسة المسجد، ويتكون الصندوق بشكل رئيسي من ثلاثة مستويات تنظيمية وهي: ^[٤].

• اللجنة القاعدية: وهي اللجنة المسؤولة عن تحديد الأشخاص المستحقين للزكاة على مستوى كل دائرة، وتتكون اللجنة من رئيس الهيئة القاعدية، ورؤساء اللجان المسجديّة، وممثلي لجان الأحياء، ومُمثلي الأعيان، ومُمثلين عن الأشخاص المُزكيّن ^[٤].
• اللجنة الولائية: وهي اللجنة المسؤولة عن دراسة ملفات الزكاة النهائية على مستوى الولاية، وتتكون من رئيس الهيئة الولائية، وكبار المُزكّين، ومُمثلي الفيدرالية للجان المسجديّة، ورئيس المجلس العلمي للولاية، وإمامين من أعلى درجة في اللواء، ومُساعد اجتماعي، ورؤساء هيئات القاعدية، ومُحاسب ^[٤].
• اللجان الوطنية: وهي اللجنة المسؤولة عن متابعة وتنظيم جميع الأمور التي تخُصّ صندوق الزكاة، وكذلك متابعة أعمال اللجنة الولائية بدّقة، وتتكون اللجنة من رئيس المجلس، ومُمثل المجلس الإسلامي الأعلى، وكبار المُزكيّن، ورؤساء اللجان اللوائية، إضافة إلى مُمثلين عن الوزارات التي تخُص الصندوق ^[٤].

الحكمة من وراء شرع الزكاة

• إصلاح أمور المجتمع الماديّة والمعنويّة وزيادة تماسك أبناء المجتمع الإسلامي وكأنّهم جسد واحد ^[٥].
• الزكاة صفة من صفات المجتمع المؤمن، ومن صفات عمار بيوت الله، لقوله تعالى: " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ" ^[٦]، وكذلك فهي من صفات المؤمنين الذين يدخلون جنّة الفردوس ^[٥].
• تُساعد على تطهير النّفوس من البُخل، وتُعدّ أيضًا صمّام أمانٍ للدولة الإسلامية واستقرارها واستمرارها ^[٥].

شروط وجوب الزكاة

توجد أربعة شروط لوجوب فرض الزكاة نجملها بالآتي:

• الإسلام: إذ تُعدّ الزكاة واجبة على كل مسلم فلا تُقبل الزكاة من الكافر ^[٥].
• الحُريّة: وتعني أن يكون المُسلم حُرًا، فلا تجب الزكاة على العبد ^[٥].
• المُلك التام: تكون الزكاة واجبة على كل من يملك المال مُلكًا تامًا ^[٥].
• النِّصاب: وهو المقدار الذي حدده الإسلام لوجوب الزكاة عند وصوله ولا تجب الزكاة بأقل منه، ويختلف مقدار النّصاب باختلاف الأموال التي تجب فيها الزكاة ^[٥].
• الحول: ويعني أن يمر على المال حولًا كاملًا كي تجب زكاتهُ، فإذا توفي الشخص المسلم أو صُرِف ماله قبل مضي العام سقطت عنه الزكاة ^[٥].

مصارف الزكاة

حدد الإسلام ثماني جهات تُصرف فيها الزكاة كما ورد في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم) {سورة التوبة، آية: 60}.</ref>، وهي كالآتي ^[٥]:

• الفقراء والمساكين: وهم الأشخاص الذين يحتاجون المال كثيرًا ولا يجدون ما يكفيهم، وتُصرف الزكاة لهم بحيث تُخرجهم من مرحلة الحاجة إلى الكفاية، ويُذكر أن المساكين هم جزء خاص من الفقراء.
• العاملون على الزكاة: وهي الفئة التي تتولى أمور جمع الزكاة حتى وإن كانوا أغنياء.
• المؤلفة قلوبهم: وتشمل الفئة التي يُراد من صرف الزكاة لها تأليف وجمع قلوبهم على الإسلام؛ وذلك لكفِّ شرَّهم عن المسلمين، أو الاستفادة منهم بدفاعهم عن المسلمين، أو لضُعف إيمانهم.
• وفي الرقاب: وهي الفئة التي تُكاتب بمال الزكاة لفك رقاب العبيد وعتقهم من العبودية.
• الغارمون: وتشمل الفئة التي تراكمت عليهم الديون ويصعب عليهم سدادها، فيأخذوا من الزكاة مقدار ما يسدُّ ديونهم.
• في سبيل الله: وهي الفئة التي تُجاهد في سبيل الله بصرف النظر عن حالتهم المادية، وتُصرف الزكاة للإعداد للحرب، وشراء السلاح، واحتياجات الجند، وكذلك تشمل أيضًا إعداد الدُعاة، وإنشاء المدارس والمساجد في بلاد غير المسلمين.
• ابن السبيل: وتشمل الشخص المُسافر البعيد عن بلده، فتُصرف له الزكاة لتعينهُ على إتمام أموره. 

المراجع

1. ↑ "تعريف و معنى الزكاة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت} "تعريف الزكاة"، كتاب الزكاة، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
3. ↑ "الزكاة"، صندوق الزكاة، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
4. ^ ^{أ ب ت ث} "التعريف بصندوق الزكاة"، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
5. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ د ذ} "زكاة"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
6. ↑ {سورة التوبة : 18}.