طريقة تسديد الزكاة والدخل

طريقة تسديد الزكاة والدخل
طريقة تسديد الزكاة والدخل

الزكاة

نظرَ الإسلامُ إلى المجتمع ككل كوحدةٍ واحدةٍ متكاملة، ويوجدُ الفقيرُ والغنيُّ، والكبيرُ والصّغيرُ، والقادرُ والعاجرُ، والقويُّ والضّعيفُ، وإن لم تؤخذ تلك الاختلافات بعين الاعتبار فإنّ المجتمعَ سيذوبُ ويتفكّكُ، فكان لا بُدّ من نظام يُوحّد بين الطّبقات ويساوي بينها وهو نظامُ الزّكاة والدّخل في الإسلام، وتعني الزّكاة باللغة في المعجم الوسيط النّماء والثّناء والبركة والصّلاح، أما في الاصطلاح الشّرعي؛ فهي عبارة عن طهارة النّفس التي ينفقها كلُّ قادر مسلم لبيت مال المسلمين حتى تُوزعَ لاحقًا على المحتاجين والمساكين وغيرهم، وهي الرّكنُ الثّالث من أركان الإسلام الخمسة أي أنّ إسلامَ العبد وحرصه على القرب من الله عزّ وجل لا يكون تامًا من دونها، ولقد أشارَ الله إليها في القرآن الكريم في العديد من المواضع ترغيبًا وحثًا للمسلمين على أدائها عن طيب نفس وعن إحساس كامل بالمسؤولية اتجاه أبناء المجتمع الإسلامي، ومن تلك الآيات قوله تعالى: {مَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [سورة البينة: الآية5]، ومنع الزكاة إثمٌ كبيرٌ عند الله له عقوبة في الآخرة.


طريقة تسديد الزكاة والدخل

تُعدُّ الشّريعةُ الإسلاميّةُ نظامًا شاملاً متكاملاً يُضاهي في ذلك كافّة القوانين والدّساتير المدنية، وذلك لأنّه راعى الحاجات البشريّة ونظمها وبيّن للمسلمين الطّريق الحلال للوصول إليها، والطّريقُ الحرامُ للابتعاد عنه، ويكون تسديدُ الزّكاة لعدد من الأصناف فيما يلي نبينها ونبين نصاب كلٍّ منها:

  • الفقراء: وهم المحتاجون الذين لا يملكون ما يعينهم على متطلباتِ الحياة ويستعفون عن الطّلب والسّؤال، ونصابه مئتا درهم قديمًا وما يساويها الآن وطريقة حساب ذلك بحسب ما اتّفق العلماءُ عليها هو مجموع المبلغ المراد استخراج الزّكاة عنه مقسومًا على العدد 40.
  • المساكين: وهم الفقراء الذين لا يملكون شيئًا ويطلبون من الآخرين كفافهم، ويكونون أسوأ حالاً من الفقراء أما نصابه فهو بمقدار الكفاية وما يسدُّ حاجتهم ويعينهم على العيش.
  • العاملون عليها: وهم الأشخاص الذين تعينهم الدّولة أو الذين يتطوعون لإخراج الزّكاة من جمعها وتقسيمها وإيصالها لأهل الحاجة، ومن الممكن أن يكون لهم أعمال أخرى أو يكونوا أغنياء، ولهم نصيب في الزّكاة بقدر معيّن يتناسب وطبيعة عملهم.
  • المؤلفة قلوبهم: وهم الذّين يريدُ الإسلام استمالتهم وترغيبهم بالدّين الإسلامي ومقداره بحسب ما تُحدّده الدّولة، فعن أنس رضي الله عنه قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسأل على الإسلام إلا أعطاه، قال: فأتاه رجل فسأله، فأمر له بشاءٍ كثيرة، بين جبلين من شاء الصدقة، قال: فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلِموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفاقة) [نيل الأوطار].
  • الرقاب: وهم العبيد الذين يحاولون الحصول على حريتهم مقابل ثمن معيّن يطلبه من اشتروهم، وقد كان منتشرًا في زمن الرّسول إلا أنّه انحسر اليوم.
  • الغارمون: وهم الأشخاصُ الذّين عليهم ديون كثيرة تتطلّب السّداد، ويكون النّصابُ بقدر ذلك الدّين وبقصد التّفريج عنهم.
  • في سبيل الله: وهم المجاهدون الفقراء الذين يسعون للالتحاق بجند المسلمين.
  • ابن السبيل: وهو المسافرُ المُغتربُ الذي يتواجد في دولة غير بلده ويعطى بمقدار ما يعيده إلى أهله.

فيديو ذو صلة :