دولة توجو

دولة توجو
دولة توجو

جمهورية توجو

تقع جمهورية توجو في غرب أفريقيا، وتحدّها من الجهة الغربية غانا، وتحدّها من الجهة الشرقية بنين، وتحدّها من الشمال بوركينا فاسو، وتطل على خليج غينيا من الجنوب، ولها ساحل قصير يصطف على جانبيه النخيل، وبحيرات واسعة ومستنقعات، وتبلغ مساحة أرضها شمال خط الاستواء 56785 كيلو متر مربع، وتكون بذلك مقاربة لمساحة كرواتيا، أو أصغر قليلًا من مساحة فرجينيا الغربية، وبلغ عدد سكانها 7.1 مليون نسمة في عام 2016 م، وعاصمتها هي لومي التي تعد أكبر مدينة فيها،[١]، وناضلت توجو من أجل بناء بلد واقتصاد مستقرين، وارتفع الصيد الجائر في السنوات الأخيرة في المنطقة، مما أكسبها سمعةً سيئةً، إذ تقتل العصابات الأفيال بحثًا عن الأنياب، ووحيد القرن من أجل قرونها وشحنها إلى آسيا لاستخدامها في الحلي وأمور أخرى، وتعد من أكبر خمس دول منتجةً للفوسفات في العالم التي تستخدم في الأسمدة، لكنها ظلت فقيرة وتعتمد على المساعدات الخارجية.[٢]


تاريخ وديانة توجو

دخلت العديد من القبائل إلى دولة توجو بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، فكانت المنطقة عبارة عن مركز تجاريّ ضخم، وأعلنت ألمانيا في عام 1884 م أن منطقة توجولاند هي منطقة محمية، واستقلت في عام 1960 م، وقاد جناسينغبي حملة عسكرية قوية لتوجو بعد الحرب العالمية الأولى واستقلالها من الاستعمار الفرنسي، إذ حكمها وأصبح رئيسًا لها إلى أن توفّي عام 2005 م، وفيما بعد انتُخب نجله ليصبح رئيسًا لها.[٢]

يعتنق ما يقارب نصف سكانها الديانة المسيحية، وكثير منهم من الروم الكاثوليك، كما توجد جاليات بروتستانتية كبيرة ومستقلة ومجتمعات مسيحية أخرى، وترأس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في توجو الرئيس أساقفة توجولي، ويلتزم حوالي ثلث سكان توجو بأشكال مختلفة من معتقدات الأجداد، مثل الطوائف القائمة على اليوروبا المرتبطة بالفودو، ويزيد عدد المسلمون فيها عن الثمن.[٣]


الاقتصاد في توجو

تمتعت توجو بفترة من النمو الاقتصادي الذي يدعمه الاستقرار السياسي، والجهد المتزايد من قبل الحكومة؛ لتحديث البنية التحتية التجارية للبلاد، لكن الاستياء من الرئيس فور جناسنجبي أدى إلى ارتفاع سريع في الاحتجاجات، مما تسبب في مخاطر سلبية، وأكملت بعدها الدولة برنامجًا طموحًا لتحسين البنية التحتية، مثل؛ الطرق الرئيسية الجديدة ومحطة المطار الجديدة والميناء البحري الجديد، ويعتمد الاقتصاد اعتمادًا كبيرًا على قطاع الزراعة التجارية والمعيشية، إذ يوفر فرص عمل لنحو 60% من القوة العاملة، ولا يزال يتعين استيراد بعض المواد الغذائية الأساسية، ويشكل القطن والكاكاو والقهوة والقطن وغيرها من المنتجات الزراعية حوالي 20% من عائدات التصدير، وتوجو تسعى لتطوير احتياطيها من فوسفات الكربونات، وتحركت جهود الحكومة المستمرة منذ عقد من الزمان لتنفيذ تدابير الإصلاح الاقتصادي بدعم من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي، وجعل العائدات تتماشى مع النفقات، وأكملت توجو التسهيلات الائتمانية الموسعة لصندوق النقد الدولي في عام 2011 م، ووصلت إلى نقطة استكمال تخفيف عبء الديون عن البلدان الفقيرة المثقلة بالديون في عام 2010 م التي ألغي فيها 95% من ديون الدولة، تستمر توجو في العمل مع صندوق النقد الدولي على الإصلاحات الهيكلية، ووقّع صندوق النقد الدولي في يناير 2017 م على ترتيبات التسهيلات الائتمانية الموسعة التي تتكون من حزمة قروض بقيمة 238 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات، ويعتمد التقدم على متابعة الخصخصة وزيادة الشفافية في العمليات المالية الحكومية والتقدم نحو الانتخابات التشريعية والدعم المستمر من المانحين الأجانب، ومن المحتمل أن يكون النمو الاقتصادي في توجو لعام 2017 م ثابتًا عند 5.0%، ومدعومًا إلى حدّ كبير بضخ المساعدات الأجنبية، والاستثمار في البنية التحتية في صناعة الموانئ والمعادن، والتحسينات في مناخ الأعمال.[٤]


المناخ واللغة في توجو

تمتاز توجو بمناخ استوائي في الجنوب، وتبدأ الفصول الممطرة من منتصف أبريل حتى يونيو، ومن منتصف سبتمبر حتى أكتوبر، وتعد المنطقة الساحلية الضيقة التي تتلقى حوالي 890 ملم من الأمطار سنويًا هي أكثر المناطق جفافًا، وتستقبل المنطقة القريبة من باليمي أكبر كمية لهطول الأمطار حوالي 1800 ملم سنويًا، ويوجد في الشمال موسم واحد للأمطار، إذ يبلغ متوسط هطول الأمطار حوالي 1150 ملم، وتتساقط معظمها في الفترة من يونيو إلى نهاية سبتمبر، وتسجل درجات الحرارة الدنيا اليومية التي تصل إلى 60 درجة فهرنهايت في الجبال في أغسطس خلال بقية العام، وتصل الحدود القصوى اليومية إلى 100 درجة فهرنهايت في الشمال خلال شهري مارس وأبريل في نهاية موسم الجفاف الطويل.[٣]

أصبحت الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاد بسبب النفوذ الفرنسي في تاريخ توجو الطويل، إذ يتحدثون بالفرنسية في الأماكن العامة في جميع أنحاء البلاد، وهي لغة الحكومة الرسمية، وتستخدم في التجارة، ويوجد أيضًا 38 لغةً أخرى يُتحدث بها في البلاد، مثل؛ اللغتان الإفريقيتان الرئيسيتان الإيوي والجين في الجنوب، وكابيي وتيم في الشمال، ويُتحدث بلغة الإيوي في المناطق البحرية والهضبة جنوب أتاكبامي، وكباليم، ونوتسي، وتسيفي، وهي سائدة في جنوب توغو، أما لغة جين فهي لغة جنوب شرق توغو والمنطقة البحرية، إذ يطلق على المتحدثين بها اسم "مينا" من قبل المجتمعات المجاورة.[٥]


السكان والتنقل في توجو

ينمو معدل سكان توجو أعلى بقليل من المتوسط في أفريقيا جنوب الصحراء، ويفوق المتوسط العالمي بكثير، ومعدل المواليد فيها مرتفع مثل غيرها من بلدان المنطقة، أما نسبة معدل الوفيات فيها منخفض، إذ إن معظم سكان توجو هم من الشباب، فأكثر من خُمس السكان تقل أعمارهم عن 15 عامًا، وحوالي ثلاثة أرباع السكان هم 29 عامًا أو أقل، وبناءً على ذلك فإن متوسط العمر المتوقع لكل من الرجال والنساء أقل بكثير من المتوسط العالمي.[٣]

حوالي ثلث الطرق في البلاد معبدة، إذ توجد ثلاثة طرق رئيسية تشمل؛ الطريق الساحلي بين غانا وبنين، والطريق من لومي شمالًا إلى بوركينا فاسو، والطريق الذي يخدم منطقة إنتاج الكاكاو والبن، ويعد الميناء الرئيسي لتوجو هو لومي، وهو نقطة عبور هامة لعدد من جيران توجو غير الساحلية، وافتتح في عام 1968 م، ويوجد ميناء آخر في مدينة كبيمي على بعد حوالي 35 كم شمال شرق لومي، ويستخدم في نقل شحنات الفوسفات، والمطار الدولي الموجود في توكوين بالقرب من لومي، يربط توجو بالدول الأوروبية وغيرها من البلدان الأفريقية، أما المطار الدولي الثاني فيقع في نيامتوغو في الشمال.[٣]


الحياة النباتية والحيوانية في توجو

يعد الغطاء النباتي من نوع السافانا هو السائد في توجو، إذ توجد أشجار كبيرة على الهضبة الجنوبية، مثل أشجار الباوباب، فهي شائعة في المنطقة، لكنها نادرة الوجود في الشمال، وتكون المناطق المرتفعة الجنوبية الغربية مغطاة بالغابات الاستوائية التي توجد أيضًا على طول أودية النهر، وتنتشر فيها المنطقة الساحلية مع مستنقعات المانغروف والقصب، ولا توجد فيها حيوانات برية بأعداد كبيرة خاصةً في المناطق الجنوبية والوسطى، ويمكن رؤية عدد قليل من الأسود والنمور والفيلة في الشمال، وتوجد القرود والثعابين والسحالي في العديد من المناطق، وتكثر التماسيح وأفراس النهر في الأنهار، أما محمية غابات كيران في الشمال فيوجد فيها قطعان برية من الجاموس والحمير والخنازير والغزلان، وعُثر على العديد من الأنواع من الطيور والحشرات في البلاد، ومن أنواع الأسماك الموجودة قبالة الساحل؛ الماكريل والباس والدنيس والسمك الأحمر وسمك الزعانف والدورادو، وتشمل القشريات على الروبيان وجراد البحر. [٣]


الموارد الطبيعية والطاقة في توجو

يهيمن التعدين واستغلال المحاجر على الصناعة في توجو، ويعد الفوسفات هو المورد الرئيسي للمعادن، وأحد أهم عناصر التصدير في البلاد، وتعد توجو من أكبر منتجي الفوسفات في العالم، وتُستخدم احتياطيات الحجر الجيري الكبيرة التي تُستخرج بالقرب من لومي أساسًا لإنتاج الإسمنت، ولديها رواسب كبيرة من الرخام، وتشمل الموارد المعدنية الأخرى ذات الإمكانات التجارية، مثل؛ خام الحديد والبوكسيت واليورانيوم والكروميت (أكسيد الحديد والكروم) والذهب والماس والروتيل (ثاني أكسيد التيتانيوم) وأكسيد المنجنيز والكاولين، وتوجد احتياطيات خام الحديد بكمية كبيرة، إذ يزيد المحتوى المعدني قليلًا عن 50%، وإن أكثر من ثلاثة أخماس الكهرباء المولدة في توجو هي طاقة كهرومائية، ويعد البترول مصدرًا مهمًا للطاقة، بالإضافة إلى الكهرباء المتوفرة من المصادر المحلية، ويعد قطاع التصنيع التوجولي صغيرًا نسبيًا، إذ ركز التصنيع في الماضي على معالجة السلع الزراعية من أجل الحصول على السلع الاستهلاكية (المنسوجات، والأحذية، والمشروبات، والإطارات).[٣]


الأماكن المميزة في توجو

من الأماكن التي يُنصح بزيارتها عند الذهاب إلى توجو:[٦]

  • كباليمي: تعد من أكثر المناطق هدوءًا في توجو، إذ تبعد بضع ساعات بالسيارة شمال لومي، وتجد فيها التلال، وأسراب الفراشات الملونة أثناء المشي عبر الغابات الاستوائية المطيرة الخضراء، وتحيط بالمنطقة مزارع الكاكاو، ويمكنك تسلق أعلى قمة في البلاد؛ جبل آجو التي تطل على بحيرة فولتا في غانا المجاورة، وتوجد كنيسة رومانية كاثوليكية في الأعلى التي بُنيت في عام 1913 م.
  • وادي تامبرما: يوجد فيه موقع كزتاماكو لليونسكو للتراث العالمي، وهو موطن لسكان باتاماماريبا الذين يعيشون في منازل مبنية من أبراج طينية، ومعظم المباني مكونة من طابقين، وتكون مستديرة، ولها أسقف من القش، ويمكن مراقبة ممارسة الزراعة التقليدية حول القرى الموجودة في الوادي.
  • بحيرة توجو: تعد مركزًا لثقافة الفودو، وتستطيع فيها مشاهدة عروض صنم الفودو في القرى، ويوجد فيها العديد من المنتجعات، ويتوفر العديد من القوارب للاستمتاع بها.
  • لومي: تضم أفضل المطاعم ومتحفان هما؛ متحف توجو الوطني والمتحف الدولي لخليج غينيا، وهي قريبة من العديد من الشواطئ.
  • متحف توجو الوطني: يضم مجموعةً من الفن الأفريقي من الأساليب التقليدية والأساليب الحديثة، وتوجد فيه القطع الأثرية التي تتبع جذور الأمة الحديثة فيها، بالإضافة إلى الآلات الموسيقية والمنسوجات.


المراجع

  1. "Togo", nationsonline, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Togo country profile", bbc, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Togo", britannica, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  4. "AFRICA :: TOGO", cia.gov, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  5. "Languages in Togo", studycountry, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  6. "Togo — Attractions", iexplore, Retrieved 25-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :