محتويات
عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطّاب بن نفيل بن قرط بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مدركة بن عدنان أبو حفص العدوي، وأم عمر بن الخطاب هي حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عمر بن مخزوم، وهي أخت أبي جهل بن هشام، وقد شبه سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجبريل عليه السلام، وأما من الأنبياء فقد شبهه سيدنا نوح عليه السلام، حتى أنه حينما وصل رسول من ملك الفرس إلى عمر بن الخطاب ووجده نائمًا على الأرض متوسدًا عصاه، ويتصبب منه العرق، وهو ذلك الرجل الذي تهابه الملوك، قال جملة المشهورة "حكمت فعدلت فأمنت فنمت"، ومن بعد ذلك أسلم رسول ملك الفرس.[١][٢]
عمر بن الخطاب والعدل
عند ذكر العدل فإنه يتبادر إلى الأذهان مباشرةً الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكذلك الأمر عند ذكر الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإن العدل يتبادر إلى الأذهان مباشرةً، فقد اقترن كلاهما ببعضهما حتى لُقّب بالفاروق، وقد كان عمر بن الخطاب لا يخاف في الله أن يلومه لائم، فيقيم حدود الله دون أن يهتم للقرابة أو البُعد أو غيرهما، حتى أنه أقام الحد على ابنه حينما شرب وسكر، وقد كان من مواقف عمر بن الخطاب حينما ينهى الناس عن شيء ما، كان يجمع أهل بيته فيحذرهم ويخبرهم أنه حذر الناس من هذا الشيء، وأنهم بمحط أنظار الناس، فإذا فعلوا شيئًا من المحرمات التي نهى الناس عنها، فإنهم سوف يقلدونهم، لذلك حذرهم وقال أنهم سوف ينالون ضعف العقوبة المحددة لقرابتهم منه.[٣][٤]
وقد بلغ العدل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب أوجه، حتى أنه أقال أحد القادة في جيشه لأنه أخرج واحدًا من الجنود في البرد، ليتفقد الطريق ويجد طريقًا للجيش، فهلك هذا الجندي في البرد، كما أنه أثبت للناس أن إقامة العدل بين الناس ليس أمرًا طوعيًا يختاره الحاكم، إنما هو واحد من أقدس العبادات في الدين الإسلامي الحنيف، فقد كان يرى أن العدل هو دعوة عملية للدين الإسلامي الحنيف، وقد كان شديد التمسك بالحق، حتى أنه قضى لليهودي عندما رأى أنه ظُلم وأن له الحق وليس الحق للرجل المسلم وإنما هو المذنب.[٣]
إسلام عمر بن الخطاب
أما عن قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فاختصارها أنّه رضي الله عنه كان رجلًا شديد الغلظة والقسوة على المسلمين، وعندما أسلمت أخته فاطمة رضي الله عنها وزوجها سعيد بن زيد رضي الله عنه، حضر إليهما، إذ كان لديهما في ذلك الوقت الصحابي خباب يُقرؤهم القرآن الكريم، وعندما علم خباب بقدوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختبأ، فضرب زوج اخته وعندما حاولت زوجته أن تمنعه عن زوجها دفعها حتى أسال دمها، وبعد ذلك شعر بالندم لتصرفه على هذا النحو، فطلب أن يقرأ الصحيفة التي كانت معهما، فطلبت منه أخته أن يغتسل حتى يقرأها، لأنه لا يمسها إلا الطاهرين، فقام فاغتسل، ثم قرأ منها سطرًا واحدًا فقط، فأظهر مدى إعجابه بحسن ما قرأ، فقالوا له إنها سورة طه، فلما سمع خباب ما قاله عمر بن الخطاب، خرج من مكانه وبدأ يعظه ويقول له ما سمعه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام يُعَزّ بأبي الحكم بن هشام أو عمر بن الخطاب، فطلب منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن يدله على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وعندما وصل إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، استأذن فخاف من كان مع سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عند سماعهم صوت عمر بن الخطاب، وحينها أشار حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه أن يأذنوا له، فإن أراد الخير فهو خير وإن كان قادمًا من أجل الشر نقتله بسيفه.[٢]
وقد ذُكر عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، أنه ذكر أنه لو كان يوجد نبي بعده، فإنه سوف يكون عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما شهد له سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بالحق في لسانه وقلبه، وعندما توفي سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، واختير أن يكون أبا بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين في بيعة السقيفة، صعد قبله عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعظ الناس ويذكرهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أمرهم بالالتزام بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، كان ثاني اثنين في الغار، فأمرهم أن يبايعوه على الخلافة، فقام الناس بعده، فبايعوا أبا بكر الصديق بيعة العامة، بعد أن كانوا قد بايعوه بيعة السقيفة، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، المساعد الأول للخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومستشاره الأساسي في شؤون الحكم، ومستشاره العسكري الرئيسي في شؤون الحرب، خاصةً في حروب الردة.[٢]
أهمية إسلام عمر بن الخطاب
لقد كان لإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه دور كبير جدًا في تقوية صفوف المسلمين، فقد كان إسلامه متمّمًا للعدد أربعين من المسلمين، الذين كان عددهم قبل إسلامه ثلاثًا وثلاثين رجلًا، بالإضافة إلى ستة نساء، إذ إنه بمقدار ما كان شديدًا وغليظًا على المسلمين، فقد أصبح أضعاف ذلك بكثير على المشركين والكفار، حتى أن المسلمين لم يكونوا يستطيعون الصلاة عند الكعبة حتى قاتل عمر بن الخطاب ليصلي عندها، ومن بعد صلاته عندها بدأ المسلمون يصلون عند الكعبة، فوُصف إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه فتح للمسلمين.
وحينما تولى عمر بن الخطاب الحكم، بلغه خوف الناس الشديد من غلظته وشدته حتى على أيام الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فقام إليهم وقال أنهم على حق، إذ إنه في زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رؤوفًا بالمسلمين والمؤمنين، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خادم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعينه، وكان قاسيًا غليظًا ليكون السيف المسلول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إن أراد غَمَده، وإن أراد استخدمه، حتى توفى الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو راضٍ عن عمر رضي الله عنه.
وعندما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه مقاليد الحُكم، كان رجلًا كريمًا ليّنًا مع الناس، وقد كان الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه خادمه ومعينه، فكان سيفه المسلول، إن أراد استخدمه، وإن أراد غمده، حتى توفاه الله سبحانه وتعالى وهو راضٍ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أما الآن وقد تولى أمر المسلمين وصارت الأمور إليه، فإن قوته ضعفت وبات هو الرؤوف الرحيم بالمؤمنين أكثر منهم على أنفسهم وعلى بعضهم البعض، أما بالنسبة إلى شدته فقد كانت فقط على من اعتدى وأراد الظلم والعدوان على المؤمنين والمسلمين.[٢]
المراجع
- ↑ ايات (21-4-2018)، "قصة تبين عدل عمر بن الخطاب "، qssas، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث مصطفى عبد الباقي ( 10-7-2013)، "عمر بن اخطاب رضي الله عنه"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عمر بن الخطاب – عدل عمر بن الخطاب "، islamway، 30-3-2015، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "نماذج من عد الصحابة رضي الله عنهم"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.