محتويات
فتح القسطنطينية
القُسطنطينية هي مدينة تركية قديمة تعرف اليوم باسم مدينة إسطنبول، تقع فلكيًا على دائرة عرض 41.01667 درجة شمال خط الاستواء، وعلى خط طول 28.96667 درجة شرق خط جرينتش، وتقع جغرافيًا في الجهة الغربية من إقليم مرمرة، تحديدًا بين القارة الآسيوية في الجزء الشرقي، والقارة الأوروبية في الجزء الغربي، وتعد ذكرى فتح القسطنطينية من أهم الذكريات التي يشعر المسلمون بالفرح عند قدومها كونها الفتح الذي بشر به الرسول عليه السلام، توجد القسطنطينية بالقرب من مضيق البسفور وبحر مرمرة، وهي عاصمة الدولة البيزنطية التي فتحت على يد السلطان العثماني محمد الفاتح الذي ضمها إلى الدول العربية في 29 مايو 1435 ميلادي أي 20 جمادى الأولى 857 هجري، وقد اتخذ الفاتح مجموعة من الاستعدادات لتساهم في فتحها، وقد بدأ ذلك عندما أقر جماعات من العلماء على أهمية فتحها، وأشاروا إلى تحضير هجمات وعمليات عسكرية وجيش مقاتل لتحريرها تحت قيادته، حينها بدأت عملية تنفيذ المخطط من أجل فتحها وحضرت القلاع التي حمتهم والأسوار التي سهلت من اقتحامهم وهزيمتهم للعدو، والحصون التي أعيد بنائها من جديد، إلى جانب الأسلحة والأجهزة المتطورة، والاتفاقيات والمعاهدات التي لم تدم طويلًا عند البدء بالهجوم حتى نقضت، وقد وضعت خطط هجومية قام بها الجنود معتمدين في هجومهم على أمور متوفرة في الطبيعة سهلت دفاعهم الذي كان من أقوى الدفاعات في الفترات التي حدثت فيها هجمات مختلفة، لكن جميع هذه الهجمات باءت بالفشل، ولم تنجح سوى محاولة، وهجوم الفاتح الذي قد قام بأمور كثيرة بنفسه للحصول على النصر، وقد حدثت الهجمات تحت إشرافه وتعليماته ليسهل الأمر نحو عملية احتلالها، وأصبحت القسطنطينية صالحة للسيطرة عليها في عام 1453 للميلاد، وبالرغم من جهود البيزنطيين في حمايتها والدفاع عنها إلا أنها لم تنجح وتصمد أمام عقل الفاتح الذكي الذي وفر حمايات خاصة عند حدوث الحصار، واعتمد الفاتح كثيرًا على مضيق البسفور الذي عبرت من خلاله أعداد كبيرة من السفن الإسلامية لتجتاز اليابسة، وقد حدثت حصارات كثيرة للقسطنطينية كانت أولها في أيام حكم الخليفة معاوية بن أبي سفيان عام 678 للميلاد، ولم يحقق النجاح حينها الخليفة، فقد فشل كما فشل الخليفة سليمان بن عبد الملك عام 718 للميلاد، وستمر الفشل حتى فتحها السلطان محمد الفاتح[١].
محمد الفاتح
محمد الفاتح هو أحد سلاطين الدولة العثمانية الذين حكموها، وهو الشخص الذي أخبرَ الرسول عليه السلام عنه وبشر بإنه سوف تفتح القسطنطينية على يد مسلم بعد سنين فكان هو هذا المسلم، ولأن محمد الفاتح هو الشخص الذي نال شرف الفتح لقب باسم الفاتح، وكان من المتعارف عنه منذ الصغر محب للعلم والمعرفة والثقافة والاطلاع على الأمور المتنوعة، وكان متقن التحدث في العديد من اللغات، وكان يشارك في العديد من الغزوات مظهرًا فيها بطولاته وقدراته العسكرية التي تظهر مقدار الذكاء لديه، ولد الفاتح عام 1432 للميلاد، وتولى منصبًا ساعده على اكتساب خبرات في إدارة الدولة والسعي للنهوض بها، وتلقن دروسه على يد أعداد كبيرة من الأساتذة والعلماء وشيوخ عصره حتى أصبح السلطان للدولة العثمانية بعد والده ليصل إلى ما كان يطمح له من الصغر وهو أن يفتح القسطنطينية ويسهل من عملية حكمه ليصل إلى مناطق واسعة ويجري فتوحات كبيرة ويشيد المدن وعمليات الصناعة، وأهمها الصناعات ظهرت في تصميم السفن المتقنة والتي كان لها دورًا كبيرًا في عملية الفتح التي استعد لها جيدًا، ووفر كل ما يلزم من أمور ليعود منتصرًا في أول شبابه وحاصل على العديد من القلاع والدول وعلى مناصب عظيمة حتى توفاه الله عام 1481 للميلاد[٢].
تأثير فتح القسطنطينية على العالم
سهل فتح القسطنطينية من انتشار الإسلام على نطاق واسع داخل أوروبا التي سقطت جميع دولها بيد العثمانيين ما عدا البندقية والمجر، عقدت البندقية حينها صلحًا وأمانًا مع الدولة العثمانية، أما المجر فخضعت لسيطرتها ليصبح العالم الأوروبي تحت سيطرة العثمانيين بالكامل، كون القسطنطينية أصبحت العاصمة للدولة العثمانية، وأصبح العالم في صدد انتشار الثقافة والعلوم الإسلامية، لذلك تجلت أهم النتائج التي ترتبت على فتح القسطنطينية في توسيع نطاق الدولة العثمانية إلى دول أوروبا، وأصبحت الدولة العثمانية دولة صاحبة قوة وسيادة ولها يد قوية في العالم الأوروبي ويد على التجارة التي شهدت نشاطًا كبيرًا، وكانت تلك الفترة فترة انتشار الإسلام، فأصبحت توجدى أعداد كبيرة من الناس الذين رغبوا في دخول الديانة الإسلامية ليبدأ عصر نهضة متطور وجديد، أصبح الاسم الحالي للقسطنطينية هو تركيا الدولة ذات الطابع الإسلامي المتواجد منذ زمن العثمانيين الذين تظهر معالمهم إلى الآن بداخلها وداخل مدنها، وتعد إسطنبول من أهم الدول التي تقوم في عدة أنشطة وصناعات ساهمت في زيادة عدد سكانها وعدد السياح إليها، وذلك لكونها صاحبة المركز الخامس في العالم لتوجه السياح، وقد بلغ عدد سكانها ما يقارب 14 مليون نسمة لتتفوق في عدد سكانها على دول كثيرة مثل اليونان[٣].
معلومات متنوعة عن القسطنطينية
واكبت القسطنطينية العديد من الحضارات المتنوعة والقديمة مثل الحضارة الرومانية والبيزنطية، وقد تأسست القسطنطينية على يد أفراد يونانيين ساهموا في زيادة عدد الأفراد فيها لتصبح حضارة بيزنطية، لكن ذلك لم يدم، ففي وقت لاحق أصبحت عاصمة لروما وسميت بالقسطنطينية على زمن الرومان، والقسطنطينية هي شبه جزيرة تطل على بحار ومضائق مثل مضيق البسفور، وقد مرت بالعديد من الحضارات التي أعطتها العديد من الأسامي أولها بيزنطيوم نسبة لليونان، ثم القسطنطينية نسبة للقائد قسطنطين، وحاولت الكثير من الدول السيطرة عليها لكن لم تنجح حتى فتحها العثمانيون في عام 1452 للميلاد، وذلك بعد عدة محاولات حاولها القائد محمد الفاتح الذي أراد نشر الإسلام وتوسيع الدولة العثمانية وفتحها، وفي الوقت الحالي أصبح اسم القسطنطينية بعد انتهاء الدولة العثمانية إسطنبول نسبة إلى الإسلام المنتشر داخل مدنها[٤].
دولة تركيا
من أهم الأماكن الأثرية والسياحية في العالم هي دولة تركيا؛ وذلك لما تحتويه من أعداد كبيرة من المدن والدول والقرى المنتشرة فيها والتي تمكن من يقدم إليها من التمتع بمناطقها المختلفة والسياحية، وتعد تركيا من أهم الدول التي تشتهر في أجمل الأماكن والمناطق التي يحب جميع الأفراد القدوم لها للسياحة، فهذا التنوع جعل الكثير من الناس من مختلف مناطق العالم يقصدونها ويقيمون داخل مدنها؛ بسبب ما وفرته من خدمات وميزات وأمور جميلة لا تشبه غيرها، وهي بمثابة الواقع الذي حلم بتحقيقه مصطفى أتاتورك بأن تصبح أجمل الدول وأشهرها، أن تصبح متميزة بالآثار والمنتجعات الصيفية والشتوية ومكان استجمام جميل، كما تتواجد فيها الأمور الترفيهية والمناطق المشهورة على نطاق واسع مثل مضيق البسفور الذي قد حظي بشهرة وزيارات كثيرة متجهة نحوه، وأيضًا منطقة بودرم وغيرها من الأماكن التي يقصدها الزوار مثل المطاعم والأسواق والمقاهي المشهورة والمولات التي يحب الأفراد القيام في عدة نزهات وأنشطة مثل؛ ركوب القارب، والذهاب للبحيرات والتمتع بركوب الزوارق؛ كونها توفر الراحة والجمال وقضاء الوقت مع الطبيعة والأشجار، والحصول على كميات من الأكسجين التي تفتقد في المناطق المكتظة والمزدحمة بسبب الضغوطات، مما جعلها من الدول المميزة في هذه الأمور ومقصدًا ووجهة للزوار[٥].
المراجع
- ↑ د. علي الصلابي (2018-6-3)، "محمد الفاتح وفتح القسطنطينية.. ذكرى خالدة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-18. بتصرّف.
- ↑ احمد تمام، "محمد الفاتح.. صاحب البشارة (في ذكرى وفاته: 4 ربيع الأول 886هـ"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-18. بتصرّف.
- ↑ أسامة حساني (2015-6-6)، "أثر فتح القسطنطينية على العالم الإسلامي وأوروبا عبر التاريخ"، turkpress، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-18. بتصرّف.
- ↑ "بحث شامل عن القسطنطينية"، mosoah، 2017-10-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-18. بتصرّف.
- ↑ "مقدمة تركيا"، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-18. بتصرّف.