محتويات
موقع مدينة بالي
تقع بالي في جزر سوندا الصغرى الواقعة في إندونيسيا، كما تُعد جزيرة ومقاطعة فيها، وتبعد 1.6 كيلو متر شرق جزيرة جافا، تفصلها عنها مضيق بالي الضيق،[١]وتبلغ مساحتها 5700 كيلو متر مربع، وعلى الرغم من صغر مساحتها إلّا أنها تعد من أهم جزر إندونيسيا من حيث الثقافة والاقتصاد، كما أنها مكتظة بالسكان، وتشتهر هذه الجزيرة بأنها نشطة بالبراكين، وتنمو فيها الأشجار ذات الأوراق العملاقة، كما أنها تعدّ أشجارًا مقدسة لقاطني المدينة.[٢]
يُطلق على سكان مدينة بالي بالبالية، وهم مجموعة من الملايو يعملون كمزارعين ماهرين، إذ إنّهم يستخدمون أنظمة ري متطورة وحديثة، لري محصولهم الرئيسي وهو الأرز، إضافة إلى إنتاج خضروات وفواكه متنوعةً أخرى، والقهوة وجوز الهند، وتعتمد تجارتهم على تصدير الخنازير والماشية، كما أنّ سكانها محترفون بالحرف اليدوية، فمهاراتهم الفنية عاليةً جدًا، خاصة في النحت على الأخشاب، كما يُعد مستوى السكان الثقافي والعلمي عاليًا ومتطورًا جدًا، وتعدّ بالي من أجمل المناطق في شرق آسيا، لهذا فهي من أكثر الأماكن الجاذبة للسياح.[٢]
جغرافية مدينة بالي
تسود الطبيعة الجبلية على تضاريس بالي بشكل أساسي، إذ تعدّ المنطقة امتدادًا لسلسة الجبال المركزية في جاوة، كما يعدّ جبل أغونغ أو بالي بيك أعلى نقطة في تلك السلسلة، بارتفاع قدره 3142 مترًا، إذ تبين بعد ذلك أنه بركان نشط، فسمّاها السكان المحليون بسرّة العالم، وقد ثار هذا البركان عام 1963م، بعد أن كان ساكنًا لمدة تتراوح ب 120 عامًا، ونتج عن ثورانه هذا مقتل أكثر من 1500 شخص، كما شُرد الآلاف، وبالإضافةً للطبيعة الجبلية هناك أراضٍ منخفضة تقع جنوب الجبال الوسطى، كما يصيب هذه المدينة الجفاف من شهر 5 إلى شهر 11، وتتمتع هذه المنطقة بغاباتها الاستوائية الماطرة في معظم الأحيان، كما توجد النمور والغزلان والخنازير البرية فيها.[١]
سكان مدينة بالي
بعد أن أصبحت بالي مركزًا هامًا لجذب السياحة، وأصبحت المدينة مركزًا للثقافة في إندونيسيا، فقد لوحظ وجود نمو سكاني كثيف في السنوات الأخيرة، إذ يُقدّر عدد سكان الجزيرة بأكثر من 668,550 نسمة حاليًا، وتضم بالي أكبر أقلية هندوسية في إندونيسيا، إذ إنّ ما نسبته 85% من السكان يتبعون هذه الديانة، والبقية يتبعون المسيحية والإسلام والبوذية، ويوجد في بالي ما يقارب 30,000 شخص من المغتربين، ويتمكّن سكان المدينة من التحدث بأكثر من لغتين أو حتى في بعض الأحيان ثلاث لغات، على الرغم من أن اللغة الرسمية هي الإندونيسية والبالية، كما أن معظم سكان المدينة هم بالأصل منها، إذ يشكلون نسبة 90% من عدد السكان الإجمالي، إضافة لبعض الأقليات الأخرى مثل؛ الجاوية، والبالاجا، والمادوريين.[٣]
طبيعة الحياة في مدينة بالي
تشتهر مدينة بالي بالعديد من التسميات، من أهمها؛ أرض الاَلهة، كما يُطلق عليها اسم جنة راكبي الأمواج لشدّة جمالها وطبيعتها الخضراء الساحرة، إذ تنتشر فيها الغابات التي تضُمّ العديد من الأشجار الكثيفة ومن أهمّها أشجار الأرز، كما تعد مدينة بالي مدينة الاحتفالات المتنوّعة، إذ يُقام فيها العديد من الاحتفالات دوريًّا، وخاصةً تلك التي تُقام ليلًا بالقرب من الشواطئ، بالإضافة إلى ما يتخلّلها من رقصات وغناء، كما تجري فيها العديد من مسابقات الألعاب المائية، فتجد العديد من الأشخاص من هواة الرياضات المائية يتنافسون فوق شواطئها، بالإضافة إلى ذلك فالمدينة تضُمّ العديد من الفنادق، كما توجد فيها المحال التجارية المتنوعة التي تبيع البضائع المختلفة، ومن أشهرها متاجر بيع الهدايا المتنوعة، إلى جانب متاجر بيع الملابس، فمدينة بالي باختصار جزيرة تضُجّ بالحياة والجمال وكافّة أشكال المتعة والتسلية.[٤]
تاريخ مدينة بالي
بدأ تاريخ بالي حسب المعتقدات السائدة في عام 2000 قبل الميلاد، إذ كان ذلك على يد مهاجرين من جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا، ومنذ ذلك الحين، أي من نشأة بالي تأثر السكان بشدة بالثقافة الهندية والصينية والهندوسية، وجاء الأوروبيون لأول مرة إلى هذه الجزيرة عام 1512م، وبعد ذلك في عام 1597م وصل الهولنديون، وبعد مكوثهم لمئات السنين فيها، أصبحوا يمارسون سيطرتهم السياسية والاقتصادية عليها، ومع بداية القرن العشرين استلم الهولنديون المسؤولية، لكن المئات من سكان الجزيرة انتحروا خوفًا من الاستسلام، إذ سيطر الهولنديون على الحكم الإدري فقط، بينما سمحوا للحكومة المحلية بالاحتفاظ بالسيطرة على الدين والثقافة.
وقد حصلت إندونيسيا أجمع على استقلالها من الهولنديين في أواخر الأربعينيات، وبعد ذلك واجهت المدينة العديد من الصعوبات بما في ذلك ثوران جبل أوغنغ، وبعض الانقسامات الاجتماعية، وهذا أثر سلبًا على السياحة فيها، وبعد فترة وجيزة عادت الجزيرة لازدهارها، وبقيت وجهة سياحية شهيرة في جميع أنحاء العالم، إذ تساهم السياحة بما نسبته 80% من إجمالي الاقتصاد المحلي.[٣]
أبرز المعالم السياحية في بالي
تشتهر بالي بالعديد من الأماكن الخلابة الساحرة، إذ تعد وجهة سياحية لمنطقة الشرق الأوسط ولكل العالم، ومن أهم تلك المعالم:[٥][٦]
- شلالات بانيو وانا أميرثا: تعدّ شلالات بانيو وانا أميرثا مقصدًا سياحيًا مهمًا في المدينة، إذ تطوّرت عام 2018 م، ويقع مدخل هذه الشلالات على بعد 3 كيلو متر من شمال بحيرة بيان من خلال طريق صغيرة، ولعبور هذا الطريق إن كنت ضمن حدود بالي فمن السهل استقلال دراجة بخارية، أمّا إذا كنت قادمًا من خارج مدينة بالي فعليك استئجار سائق خاص ليقلك إلى أي مكان في الجزيرة، إذ سيرافقك في كل الممرات وحتى الشلال، وذلك لأن لدى هؤلاء السائقين معرفة وخبرة كافية في جميع الطرق، إذ إنهم في الأغلب من السكان المحليين.[٧]
- متحف اجونج راي للفن: يقع متحف أجونج راي للفن في منطقة أوبود، إذ يعدّ من أفضل المتاحف فيها، وقد بُني هذا المتحف في سبعينيات القرن الماضي، وذلك لبيع الأعمال الفنية البالية الخاصة بمؤسسه، إذ دفع ثروته لذلك، وقد بنى مؤسس هذا المتحف أيضًا مجمعًا ثقافيًا لعرض أكثر المجموعات الفنية إثارة في إندونيسيا كلها، إذ افتُتح هذا المجمع عام 1996م، من خلال معرضين مخصصين لذلك، ومن أهم القطع الفنية في تلك المجموعات صورة مدهشة لفيلم الجاوية النبيلة والتي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، كما تشمل تلك المعارض لوحات كاماسان الكلاسيكية الفنية وأعمالًا أخرى على طراز الباتوان، وذلك يعود إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.[٨]ويوجد في ذلك المتحف أيضًا عروض فنية مختلفة ودورية، فمن الممتع مشاهدة الأطفال المحليين وهم يرقصون على البالينيزية، وآخرون وهم يمارسون تمريناتهم الرياضية، كما أنه توجد دورات ثقافية متنوعة كثيرة، ومن الجميل الدخول إلى ذلك المتحف من خلال متحف أرما أو رايا بينجوسيكان لتحتسي مشروبك المفضل هناك.[٨]
- شاطئ كوتا: والذي يعد واحدًا من أهم الشواطئ في جزيرة بالي، ويقصده السياح كثيرًا بهدف الاستمتاع بممارسة العديد من الرياضات المائية كالتزلُّج فوق الماء، والسباحة، كما يحلو السهر ليلًا بالقرب من الشاطئ للاستمتاع بمياهه في الليل، ويوجد بالقرب من الشاطئ العديد من المتاجر المتنوعة والمطاعم التي تُقدّم أشهى أصناف المأكولات وخاصةً المأكولات البحرية، بالإضافة إلى المقاهي التي تُقدّم المشروبات الباردة والساخنة المختلفة.
- سيمنياك: وهي عبارة عن منطقة تضُمّ العديد من الفنادق الفاخرة من درجة الخمس نجوم، بالإضافة إلى العديد من المطاعم والمقاهي الفاخرة، وهي منطقة مناسبة لكلّ من يُفضل الترفيه عن نفسه بالذهاب إلى الأماكن الفاخرة، والإقامة في الفنادق الراقية.
- مدينة أوبود: وتعد واحدةً من المدن الساحرة في جزيرة بالي والتي تضُجّ بالعديد من الأنشطة والأماكن السياحية، ومن أهم هذه الأماكن؛ بركان باتور النَّشط، بالإضافة إلى غابة القرود؛ وهي غابة مليئة بالقرود التي تتراكض وتسير في كلّ اتجاه منها، وستجد متعةً في مراقبتها.
- منطقة كارانجاسيم: وتعد منطقةً هادئةً مليئةً بالخُضرة، ويمكن الاسترخاء فيها والحصول على الهدوء والراحة، وتشتهر المدينة بكونها مكانًا مناسبًا للغوص تحت الماء، فتنتشر فيها رياضات الغوص، ويقصدها العديد من الأشخاص للاستمتاع بجوّها الهادئ، ولممارسة رياضة الغوص تحت الماء.
المراجع
- ^ أ ب Amy Tikkanen, "Bali ISLAND AND PROVINCE, INDONESIA"، www.britannica.com, Retrieved 30-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "Bali", www.encyclopedia.com, Retrieved 30-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "Bali Population 2019", worldpopulationreview.com, Retrieved 30-6-2019. Edited.
- ↑ "بالي إندونيسيا"، Indonesia Travel، اطّلع عليه بتاريخ 4-9-2019. بتصرّف.
- ↑ سمر المصطفى (2-6-2016)، "دليل رحلة 7 أيام إلى جزيرة بالي"، Batuta، اطّلع عليه بتاريخ 4-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "رحلتي إلى بالي .. جزيرة إندونيسيا الساحرة"، ar-traveler، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "Banyu Wana Amertha Waterfalls", www.lonelyplanet.com, Retrieved 1-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Agung Rai Museum of Art", www.lonelyplanet.com, Retrieved 1-7-2019. Edited.