محتويات
مدينة القسطنطينية
تُعد القسطنطينية العاصمة الأم للدولة الرومانية، وهي واحدة من أعرق المدن، فقد كانت أيضًا العاصمة للإمبراطورية البيزنطية، ولذلك تُعد القسطنطينية من المدن التي تمتلك تاريخًا طويلًا على مرّ السنوات الماضية، ولها أيضًا حضارة تتعلق بالكثير من العصور القديمة، إذ تعود هذه الحضارات المرتبطة بالمدينة إلى أكثر من ألف عام تقريبًا، إلى جانب ذلك، فقد شهدت مدينة القسطنطينية الكثير من الفتوحات، والمعارك والأحداث التاريخية، ولذلك فقد أصبحت من المدن التي لها مكانة عظيمة وكبيرة بين الكثير من المدن المختلفة، وأيضًا امتلاكها لحضارتها الخاصة بها، قد جعلتها من المدن الحضارية والتاريخية، والتي تحمل التراث القديم والتاريخ العريق.[١]
موقع مدينة القسطنطينية
تقع مدينة القسطنطينيّة في الجهة الشمالية الغربيّة لإقليم مرمرة في الدولة التركيّة، ويقع قسم منها في القارة الأوروبيّة، وهو القسم الغربي من المدينة، وقسم آخر منها يقع في القارة الآسيويّة، وهو القسم الشرقيّ من المدينة، لتتجرد وحدها بكونها مدينة تقع في قارتين، وتبلغ مساحتها ما يُقارب 6.220 كيلو متر مربع، وتُوجد على مضيق البوسفور، وتتكون من عدد من المقاطعات تتجاوز تسعًا وثلاثين مقاطعة، وتُعدّ المدينة الأكبر في الدولة التركية، وتشكّل ثاني أكبر المدن في العالم، وتُعرف بأنّها الوجه الثقافي للبلاد، كما تعرف كذلك بأنها الواجهة الماليّة الاقتصاديّة أيضًا.[٢]
أثر فتح القسطنطينية على العالم الأوروبي والإسلامي
يُعد فتح القسطنطينية من أعظم الأحداث التاريخية العالمية، خاصةً تاريخ أوروبا وعلاقتها بالإسلام، فقد عدّ المؤرخون الأوروبيون ومن جاء بعدهم هذا الفتح نهاية للعصور الوسطى وبداية للعصور الحديثة، وقد تأثر الغرب النصراني بخبر هذا الفتح، وانتاب النصارى شعورًا بالفزع، الخزي والألم، وتجسمت لهم قوة وخطر جيوش الإسلام القادمة من اسطنبول، وقد بذل الأدباء والشعراء ما في وسعهم لإشعال نار الحقد وتفجير براكين الغضب في نفوس النصارى ضد المسلمين، وعقد الملوك والأمراء اجتماعات مطولة، ونادى النصارى لنبذ الخلافات بينهم، وكان من أشد الناس تأثرًا بنبأ سقوط القسطنطينية، البابا نيقولا الخامس، فقد بذل جهده وصرف وقته في توحيد الدول الإيطالية وتحفيزها على قتال المسلمين، وكان على رأس مؤتمر عُقد في روما عّبرت فيه الدول المشتركة عن عزمها على الاتحاد والتعاون فيما بينها، وتوجيه جميع قوتها وجهودها ضد العدو المشترك.
ولكن أُجبر النصارى الذين كانوا مجاورين للسلطان محمد أو يتاخمون حدوده في أماسيا وطرابزون وبلاد المورة أن يخفوا مشاعرهم الحقيقية، فتظاهروا بالفرح وأرسلوا وفودهم إلى السلطان في أدرنه ليهنئوه على انتصاره العظيم، وأما آثار هذا الفتح العظيم في المشرق الإسلامي، فإن الفرح والسرور والابتهاج قد غمر المسلمين في ربوع أفريقيا وآسيا، وقد كان هذا الفتح العظيم أمل الأجيال وحلم الأجداد الذي تطلعت له طويلًا وقد تحقق أخيرًا، وبعد ذلك أرسل السلطان محمد الفاتح الرسائل إلى حكام الديار الإسلامية في الحجاز، ومصر، وبلاد فارس والهند وغيرها، يخبرهم بهذا الفتح الإسلامي العظيم، وأذيعت بشائر الانتصار من فوق المنابر، وأقيمت صلوات الشكر لله تعالى، وزُينت الحوانيت والمنازل، وعُلّقت على الجدران الأعلام والأقمشة المزركشة بألوانها المختلفة.[٣]
تأسيس القسطنطينية
تأسست القسطنطينيّة عام 685 قبل الميلاد، فقد كانت تُعد قرية للصيادين، وكان يُطلق عليها اسم بيزنطة، وفي جُعلت عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية عهد الإمبراطور قسطنطين، وقد أُطلق عليها اسم القسطنطينية، وذلك نسبة لمؤسس الإمبراطورية الرومانيّة قسطنطين، وقد كانت المدينة مكانًا للكنيسة الأرثوذوكسية الشرقيّة، وكنيسة آيا صوفيا، وفي عهد الأسرة المقدونيّة شهدت المدينة نهضةً علمية وثقافيّة، فقد كانت المدينة الرائدة في العالم المسيحيّ من حيث الحجم، والثقافة والثراء، وقد شهدت كذلك نموًّا كبيرًا في مجال التعليم، وتمثل ذلك الأمر بجامعة القسطنطينيّة ومكتبتها، فقد حوفظ على النصوص القديمة فيها وأُعيد نسخها، وازدهر فيها أيضًا فن الفسيفساء والفن البيزنطيّ.
تراجعت أوضاع المدينة بعد أن تُوفي امبراطورها (جوستنيان العظيم)، وبعد الحملة الصليبيّة الرابعة فقدت المدينة الكثير من مناعتها وقوّتها وأنهكت دفاعاتها، فقد دمّر الصليبيون مبانيها وحرقوها، وانتهكوا حرمة الكنائس فيها، وقد أدى الهجوم الصليبي على المدينة خاصةً بعد الانشقاق الذي حدث بين الكنيستين فيها بسبب التنافس على الأولويّة بين أباطرة الشرق وأباطرة الغرب وأحبارهم إلى اتّساع هذا الانشقاق وازدياد العداوة بينهما.
فتح العثمانيّون المدينة في عهد السلطان محمد الفاتح، وقوّضوا الإمبراطوريّة الرومانيّة الشرقيّة، وأسموها بالأستانة بدلًا من القسطنطينيّة، وهي تقع في تركيا إلى يومنا هذا.[٢]
المراجع
- ↑ "بحث شامل عن القسطنطينية"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-25. بتصرّف.
- ^ أ ب "أين توجد وتقع القسطنطينية"، kololk، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-25. بتصرّف.
- ↑ "محمد الفاتح وفتح القسطنطينية.. ذكرى خالدة"، aljazeera. بتصرّف.