محتويات
بوتان
هي مملكة جبلية صغيرة تقع في الناحية الجنوبية من قارة آسيا، تمتد على مساحة جغرافية قدرها 46.500 كيلو متر مربع بين جمهورية الصين الشعبية، وبلاد الهند، وتحديدًا على منحدرات جبال الهملايا التي تعد أعلى سلسلة جبلية في العالم، والتي تبعد مئات الأميال عن شاطئ المحيط الهندي، وهي واحدة من أكثر البلاد عزلة في العالم حتى الآن، فقد ظهرت أول سيارة فيها سنة 1962، فيما حظر التلفاز فيها حتى عام 1999، وسبب العزلة يتمثل في الارتفاع الكبير عن سطح الأرض والطبيعة القاسية ما جعل الوصول إليها صعبًا، علمًا أنها كمملكة مميزة جدًا من حيث الطبيعة، فتكثر فيها المساحات الخضراء، وتغطي 40% من إجمالي مساحتها، وعليه فإن معظم سكانها يعملون في الزراعة وتربية المواشي بنسبة تفوق 90%، وسنتحدث في هذا المقال حول كيفية الوصول إلى المملكة بشيء من التفصيل، مع سرد لأبرز المزارات السياحية التي تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم، وأخيرًا سنتناول بعضًا من التعليمات الهامة التي يتعين على المسافر الالتزام بها في المملكة تبعًا للعادات والتقاليد السائدة فيها.[١]
الوصول إلى مملكة بوتان
يمكن الوصول إلى المملكة جوًا من خلال المطار الوحيد في العاصمة البوتانية بارو، وأما برًا فالطرق المتاحة من خلال المدن الحدودية عبر الصين أو الهند باعتبارهما الدول المجاورة والأقرب إلى البلاد، وفيما يتعلق بأماكن الإقامة فإن أبرزها منتجع أمانكورا الذي يعد الخيار الأمثل بالنسبة للسياح كونه يتمتع بخصائص ذات مستوى عالمي، كما أنه الأقرب إلى مطار بارو ويتضمن 24 جناحًا تمتزج فيها العناصر الريفية مع العمارة المعاصرة الحديثة وهو ما يضمن للسائح تجربة فريدة من نوعها، كما يضم المنتجع المذكور مطعمًا فاخرًا، وناديًا صحيًّا مجهزًا بغرف ساونا وبخار وحمام حجر، ناهيك عن قاعة اليوغا، وغير ذلك.[٢]
السياحة في مملكة بوتان
تتنوع مقومات الجذب السياحي في مملكة بوتان على النحو الآتي:
- دير تاكشانغ Taktsang: يقع على هضبة صخرية هائلة ترتفع 2.950 مترًا عن سطح الأرض، وهو موقع إستراتيجي يشرف على وادي بارو، ويتيح للزوار من محبي رياضة التسلق الاستمتاع بصعود الجبل وأما غير القادرين فيمكنهم صعوده من خلال وسائل تقليدية كالبغال، الخيول وغيرها، ويعرف الدير باسم عرين النمر، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن الميلادي ليكون واحدًا من أكثر الأديرة تبجيلًا على مستوى العالم.
- مهرجان تسيشو Tsechu: يعد من أشهر المهرجانات الثقافية التي تعقد في أوقات مختلفة على مدار السنة، أكثر ما يميزه رقصة شام المقدسة من قبل السكان المحليين، ويتخللها ارتداء أقنعة وزي تقليدي خاص، وهي تحكي حكايات تاريخية أو أخلاقية للقرويين.[٢]
- العاصمة تيمفو Thimphu: تقع على قمة جبلية عالية تتحدى جبال الهملايا، وهي قريبة من نهر يحمل الاسم ذاته، تعد مكانًا مثالًا للسياح المهتمين بالتعرف على ثقافة وتاريخ المملكة، فهي تضم متاحف، وأبنية تاريخية تقليدية تحكي عن فن العمارة، بالإضافة إلى مكتب جلالة الملك، بنيت على يد الملك الراحل جيغمي دورجي وانغتشوك سنة 1961 وأصبحت العاصمة بدل بونخا، وهي مدينة صغيرة يسكنها 100 ألف نسمة، ومن معالمها تاشيتشو ديزونغ وهو مقر الحكومة الملكية وهيئة الرهبانية المركزية حاليًا يعود تاريخه إلى سنة 1941، بالإضافة إلى شوارعها التقليدية، ومتاجر الحرف التقليدية.[٢][٣]
- دير عش النمور: هو معبد بوذي هام في المملكة، يقل على جرف منحدر على ارتفاع ثلاثة آلاف متر، يعود تاريخ بنائه لسنة 1692م.
- قلعة بوتان: قلعة تاريخية قديمة، تنفرد كونها بنيت دون استخدام أي مسمار أو معدن، لتعبر بذلك عن نمط العمارة التقليدية في المملكة، فيما تستخدم حاليًا كمبنى إداري.[٤]
- بونخا: هي العاصمة القديمة للملكة، تقع بين نهري فوتشو وموتشو ذي اللونين المختلفين، تتميز بقصر السعادة الكبرى بونخا دزونغ، بالإضافة منطقة دوكيولا باس الدينية وفيها يرى السائح رايات المصليين ترفرف مع الرياح في منظر مهيب فوق جبال الهملايا.
- قرية غانغتي: عبارة عن وادي ثلجي يتميز بمرور نهرين متعرجين من خلاله هما نهري ناكاي تشوي، عاي تشو، وهو بذلك من أكثر الأودية سحرًا في الهملايا.[٣]
نصائح عامة للمسافرين إلى بوتان
مما لا شك فيه أن المسافر إلى بلد جديد إنما هو بمثابة ضيف يحل على هذا البلاد، فيتعين عليه بالضرورة احترام عادات وتقاليد البلد المضيف، وفيما يتعلق بمملكة بوتان فإن لها اعتبارات خاصة كونها البلد الأكثر عزلة، ومن أبرز النصائح التي يمكن سردها للزوار والسياح ما يأتي:[٣]
- ضرورة الحصول على إذن أو تصريح قبل التقاط أي صورة بواسطة آلة تصوير أو هاتف محمول لأي من الأشخاص، أو الفعاليات، علمًا أن تصوير المباني من معابد وقلاع وأديرة وما في دخلها غير مسموح.
- تجنب لمس أي عمل فني أو أثري قديم أو ديني، فكلها ذات قدسية خاصة، وعليه يُمنع شراء أي منها، وفي هذا المقام يندرج ضرورة خلع القبعة عند دخول الأماكن الدينية كالأديرة والمعابد، وارتداء سراويل طويلة احترامًا للمكان، مع تجنب السيرة فوق الكتب أو المواقد أو الأقمشة.
- حظر التدخين في معظم المناطق وعليه فإن بيع التبغ أو ما يتصل به ممنوع في المتاجر، وأما بالنسبة للسياح فيسمح لهم بإحضار مئة سيجارة كحد أقصى إلى البلاد، علمًا أنه يتوجب على المدخن دفع ضريبة تصل إلى 200% عليها.
- طعام المطبخ البوتاني كثير البهارات، حتى إن معظم الشعب يفضلون تناول الفلفل الحار والجبن كوجبات رئيسية بدل الأرز، في حين أن للسائح الحق في طلب تقليل البهار من ناحية، وتناول وجبة دجاج أو لحم أو سمك مع الأرز تبعًا لرغبته.
المراجع
- ↑ أسماء سعد الدين (31-8-2016 ، "معلومات عن مملكة بوتان"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019.
- ^ أ ب ت "بوتان السعيدة مملكة تحتضنها «الهملايا»"، صحيفة البيان، 30-4-2016، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019.
- ^ أ ب ت براكريتي غوبتا (28-10-2014)، "بوتان.. مملكة منسية بين ضباب جبال الهيمالايا وجهة غامضة برسم الاكتشاف"، الشرق الأوسط ، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019.
- ↑ "السياحة في بوتان سفر عبر الزمن"، مجلة الرجل، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019.