شروط زكاة الذهب

شروط زكاة الذهب
شروط زكاة الذهب

زكاة الذهب

إنّ من محاسن ديننا الإسلامي أنْ أوجب الله الزكاة، فإنّها تغرس المودة والرحمة بينكَ وبين إخوانكَ المسلمين، وتُحقق المساواة بين أفراد المجتمع، والتراحم والتعاطف والتعاون على البر والتقوى، ولِما يترتب عليها من مصالح عظيمة وعواقب حميدة، وآثار مباركة في الدنيا والآخرة، ولأنّ الله أوجبها، فلا بدَّ لك من معرفة الزكاة عمومًا، وزكاة الذهب خصوصًا، وكيف تكون الزكاة؟، وما شروطها؟.

الزكاة لغة؛ مصدر زكى الشيء إذا نما وزاد، فالزكاة هي البركة، والنماء، والطهارة، والصلاح، والزكاة شرعًا تطلق على الحصة المقدرة من المال التي فرضها الله للمستحقين، وقد حرص الله في كتابه على بيان أهمية الزكاة قال تعالى : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون}،[١]

فقد وردت كلمة زكاة في القرآن 30 مرة، وقد وعد الله مانعي الزكاة بالعذاب الأليم يوم القيامة، فقد روى البخاري عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَن آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ له مَالُهُ يَومَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أقْرَعَ له زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَومَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي بشِدْقَيْهِ - ثُمَّ يقولُ أنَا مَالُكَ أنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[٢]]،[٣].

ووعد الله المتزكين بالخير الكثير، لأنَ زكاتك تدل على صحة إيمانكَ، وتطهرك من دنس الأخلاق الرذيلة؛ كالبخل والشح، وتفرج عليك الكرب وتقضي لكَ حوائجك، كما تفوز بثناء الله عليكَ، وتنال رحمة الله، أمّا زكاة الذهب فهي واجبة على كل مسلم، فالذهب من الأموال التي أوجب الله فيها الزكاة، قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}،[٤] فإذا كنت ممن يمتلكون الذهب، وأردت أن تخرج زكاته، إليكَ شروط زكاة الذهب، وكيفية إخراجه.[٥][٦]


شروط زكاة الذهب

إذا كنت تمتلك ذهب ولا تعرف فيما إن كان واجبًا عليكَ أداء زكاته أم أنّ الشروط لا تنطبق عليه، فإليكَ شروط زكاة الذهب، وهي:[٧][٨]

  • الإسلام: لا تُقبل الزكاة من الكافر فهي فقط للمسلمين.
  • الملكية التامة: أن يكون المال سواء كان نقدًا أم ذهبًا أم زرعًا، أم غيره، مملوكا لصاحبه مستقرًا عنده.
  • النماء: أن يكون الذّهب المُتزكّى به قابلًا للنمو والزّيادة؛ إذ قال النووي: (أن أموال القنية المعدة للإقتناء لا زكاة فيها).
  • أن يبلغ النصاب : ونصاب الذهب يكون بمقدار 85 جرامًا من الذهب الخالص عيار 24، فلو كان مقدار الذهب أقلّ من ذلك، فلا تجب الزكاة فيه.
  • الحول : وهو أن يمر على امتلاككَ النصاب عامًا قمريًا (هجري).

ويجب التنبيه هنا إلى بعض المسائل التي تتعلق بشروط الزكاة، ومنها :

  • زكاة من عليه دين: إذا كان عليكَ دين ولا تجد له سدادًا إلا ممّا في يديكَ، فإنك لا تخلو من إحدى حالتين، الأولى أن يكون الدين لا ينقص من النصاب فإنه لا يؤثر على الزكاة، فإنّك تسد دينك ثم تخرج الزكاة عن الباقي، ثانيًا إذا كان الديْن ينقص النصاب أو يستغرقه كله، فإنك تسد الدين ولا زكاة عليك.
  • زكاة الدين: إذا كان لك دين عند أحد ما، وكان الدين مرجوًا سداده، مثل أن يكون عند غني غير مماطل، فإن الزكاة تجب فيه وتخرجه مع مالك كل حول، أما إذا كان الدين غير مرجوٍ سداده كأن يكون مالك عند فقير أو عند غني مماطل، فالراجح أنك تزكيه إذا قبضته مرة واحدة عما مضى من السنين.
  • حكم الزكاة في مال الصبي والمجنون: الذي اجتمع عليه جمهور العلماء أنّه تُؤدى الزكاة في أموال الصبي والمجنون.
  • حكم الزكاة في أموال الجمعيات الخيرية والموقوفات العامة : تعد هذه الأموال من المال غير المستقر في ملك مُعيّن، وهذا ممّا يخل بشرط الملكية التامة، ولذلك لا تجب الزكاة فيها.
  • هل يعدّ النصاب من أول الحول إلى آخره؟: إذا نقص المال عن النصاب أثناء الحول ثم زاد بعد ذلك، فإنّه لا يضر النقص اليسير أثناء الحول، وأن المعتبر هو بلوغ النصاب في آخر الحول.


كيف تحسب زكاة الذهب؟

إذا كنت تمتلك ذهبًا وقد استوفى جميع شروط الزكاة، وأردت أن تخرج زكاته، فعليك معرفة مقدار الزكاة الواجب عليكَ إخراجها، تجب عليك زكاة الذهب إذا بلغ النصاب الذي مقدراه 85 جرامًا أو أكثر من الذهب عيار 24، أمّا إذا كنت تمتلك أقل من 85 جرامًا من الذهب عيار 24 فإن الزكاة لا تجب فيه، ويكون مقدار المال الذي تخرجه إذا بلغ الذهب النصاب ربع العشر أي 2.5 بالمائة، وفي حال كنت تمتلك ذهبًا عيار أقل من 24؛ فإنّ عليك حساب مقدار الذهب الخالص منها حتى تتمكن من معرفة إن كانت قد بلغت النصاب أم لا، وللتوضيح فإننا سنضع لك مثالًا:

  • إذا كنت تمتلك 97 جراما من الذهب عيار 21، فإنّ عليك أولًا معرفة الخالص منه من خلال العملية الحسابية: (الذهب الخالص من عيار (21) = (عدد الجرامات×21) ÷ 24)، فإذا بلغ الحاصل 85 جرامًا فأكثر، وجبت الزكاة، وفي هذه المسألة (97×21)÷24=84.875، ينقص الحاصل قليلًا عن نصاب الزكاة، وهنا لا يجب عليكَ إخراجها.[٩]


مَعْلُومَة

ما أوجب الله عليكَ الزكاة إلا لحكمة فيها خيًرا لك وللمجتمع الإسلامي، وقد ذكر العلماء حكمًا كثيرة لتشريع الزكاة، ومنها:[١٠]

  • إتمام إسلام العبد وإكماله، لأن الزكاة من أركان الإسلام، فإذا قمت بها كمل إسلامك.
  • دليل على صدق إيمانكَ، فالمال محبب للنفس، ولا يُبذل إلّا ابتغاءَ محبوب أكثر منه.
  • تزكي أخلاقكَ فتنتشلك من زمرة البخلاء، وتدخلك في زمرة الكرماء.
  • تشرح صدرك؛ فالبذل والكرم من أسباب انشراح الصدر.
  • تلحقك بصفات المؤمن الكامل، فكما أنّك تُحب بذل المال الذي تسد به حاجتك، فأنت أيضا تحب أن تعطيه أخاك، فتكون بذلك كامل الإيمان.
  • من أسباب دخولكَ الجنة.
  • ومن فوائدها على المجتمع، أنّها تجعل المجتمع الإسلامي أسرة واحدة، يعطف فيه القادر على العاجز، والغني على الفقير.
  • تمنع الجرائم المالية في المجتمع، مثل؛ السرقات، والنهب، والسطو، وغيره.
  • تُنجيك من حر يوم القيامة، فقد قال النبي عليه السلام : [الرَّجلُ في ظلِّ صدقتِه حتَّى يُقضَى بين النَّاسِ].[١١].
  • تزكي مالكَ وتنميه حسًّا ومعنى.
  • سبب نزول الخيرات.
  • تطفئ غضب الرب.
  • تكون حائلًا بينكَ وبين البلاء الذي ينزل من السماء.
  • تكفر لكَ خطاياك.


المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 177.
  2. سورة ال عمران، آية: 180.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1403، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  4. سورة التوبة، آية: 34.
  5. "الحكمة من مشروعية الزكاة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-25. بتصرّف.
  6. "فريضة الزكاة في الإسلام "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-25. بتصرّف.
  7. "زكاة الذهب"، zakatfund، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-25. بتصرّف.
  8. "شروط وجوب الزكاة"، zakatfund، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-25. بتصرّف.
  9. "كيفية حساب زكاة الذهب"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-25. بتصرّف.
  10. "الحكمة من تشريع الزكاة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-25. بتصرّف.
  11. رواه ابن حبان، في المصدر : المقاصد الحسنة، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 268، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].

فيديو ذو صلة :