حكم تصوير الاطفال

حكم تصوير الاطفال
حكم تصوير الاطفال

ما حكم تصوير الأطفال؟

بعد انتشار الأجهزة الإلكترونيّة، واتّساع رقعة استخدام الهواتف الذكيّة والأجهزة التي تُتيح لك التقاط الصّور في كل الأوقات والأماكن، فإنّك بالتأكيد تستخدم هاتفك النّقال أو الكاميرا لالتقاط صور جميلة لأطفالك، لكن ما رأي الإسلام بمثل هذا الأمر؟ خاصّة أنّ الأمر لم يكن مُنتشرًا في أيام الرسول عليه السّلام والصحابة رضوان الله عليهم لإطلاق الحُكم فيه، فقد اجتهد العلماء للبحث عن هذه المسألة، لكن اختلفوا في الحُكم، فمنهم من رأى أنّ تصوير الأطفال وغيرهم من ذوات الأرواح فِعلًا مُحرمًا، وقد يقصد بذلك التصوير باليد أو الرسم لذوات الأرواح، واستدلوا على ذلك بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: [كُلُّ مُصَوِّرٍ في النَّارِ، يَجْعَلُ له، بكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا، نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ][١]، والقسم الآخر رأى أنّه لا بأس به؛ لأنّ المصوّر طبع صورة الطفل التي خلقها الله تعالى ولم يُغيّر أي شيء عليها، والله أعلم.[٢]


تعرف على حكم الاحتفاظ بصور الأطفال

يُعد الاحتفاظ بالصور الشخصيّة كصور تذكاريّة من الأمور المُحرّمة في الإسلام، إذ روي عن علي بن أبي طالب أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [قالَ لي عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلَا أَبْعَثُكَ علَى ما بَعَثَنِي عليه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ أَنْ لا تَدَعَ تِمْثَالًا إلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إلَّا سَوَّيْتَهُ.[وفي رواية]: وَقالَ: وَلَا صُورَةً إلَّا طَمَسْتَهَا][٣]، ففي هذا الحديث دلالة على عدم الاحتفاظ بصور الأطفال أو الأشخاص عمومًا، بل يجب إتلافها بإحراقها، ويُستثنى من ذلك الصور الضرورية،[٤]لكن الأمر ما زال محل خلاف لدى العلماء، فمنهم من يرى بأن تلك الصور ليس فيها مضاهاة لخلق الله ولا بأس بالاحتفاظ بها على ألا تحتوي على ما يخالف الشرع، لكن الأولى ترك ذلك درءًا للشبهات،[٥]لكن الحُرمة الأكثر تكون بتعليق هذه الصور على الجُدران كنوع من التعظيم والتزيين والتجميل؛ لأنّ في هذا التصرّف دلالة على الغلّو في تعظيم وترفيع العبد، ومهما كان الهدف من إبقاء الصور الشخصية فهو حرام وغير جائز شرعًا.[٦]


قد يُهِمُّكَ: حكم تصوير الأطفال فيديو

نظرًا لاختلاف العديد من الآراء في حكم تصوير الأطفال صورًا ثابتة أو فيديو، فإنّ البعض قال المقصود في هذا التصوير ليس كما كان أيّام النبي عليه الصلاة والسّلام ليتطابق مع الأحاديث الشريفة، لكن المعروف أنّ الأمر إذا اختلف فيه العلماء، كان محل شُبهة، والواجب علينا تجنّب الشُبهات لحديث النبي عليه السّلام: [الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ][٧]، وكانت أقوال الآخرين عندما سُئلوا عن حكم تصوير المحاضرات والندوات مقاطع فيديو، فكانت إجاباتهم كالتالي:[٨]

  • قال ابن باز: "هذا محل نظر، وتسجيلها بالأشرطة أمر مطلوب، ولا يحتاج معها إلى الصورة، ولكن الصورة قد يحتاج إليها بعض الأحيان حتى يعرف ويتحقق أن المتكلم فلان، فالصورة توضّح المتكلم، وقد يكون ذلك لأسباب أخرى، فأنا عندي في هذا توقف، من أجل ما ورد من الأحاديث في حكم التصوير لذوات الأرواح، وشدة الوعيد في ذلك. وإن كان جماعة من إخواني أهل العلم رأوا أنه لا بأس بذلك للمصلحة العامة، ولكن أنا عندي بعض التوقف في مثل هذا لعظم الخطر في التصوير، ولما جاء فيه من الأحاديث الثابتة في الصحيحين، وغيرهما، في بيان أن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون. رواه البخاري، ومسلم. وأحاديث لعن المصورين إلى غير ذلك من الأحاديث. والله ولي التوفيق".
  • رأي ابن عثيمين رحمه الله: أباح ابن عثيمين تصوير الفيديو والصور الثابتة، كما اجتمع أغلب العلماء على إباحة ظهور الشخص في مقطع الفيديو شريطة أن يكون الرأس فقط الظاهر مثلًا، لكن خالفهم بن باز وقال: "والصورة إذا قطع أسفلها وبقي رأسها، لم تكن بهذه المثابة لبقاء الوجه، ولأنّ في الوجه من بديع الخلقة والتصوير ما ليس في بقية البدن، فلا يجوز قياس غيره عليه عند من عقل عن الله ورسوله مراده".


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعيد بن أبي الحسن، الصفحة أو الرقم:2110 ، صحيح.
  2. "ما حكم التصوير "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
  3. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:969 ، صحيح.
  4. "حكم الاحتفاظ بالصور للذكرى"، بن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
  5. "حكم الصور وحكم الاحتفاظ بها للذكرى وغيرها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
  6. "حكم الاحتفاظ بالصور ولعب الأطفال"، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن النعمان بن بشير ، الصفحة أو الرقم:52 ، صحيح.
  8. "حكم التصوير بالكاميرا والفيديو والهاتف"، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :