الصور
يلتقط الكثير من الناس الصور لهم ولأبنائهم وعائلاتهم، ويعلقون هذه الصور على جدران البيت، وداخل غرفهم الخاصة، لتبقى شاهدةً على اللحظات الجميلة التي عاشوها، ولا يقتصر الاحتفاظ بالصور على صور الأشخاص الأحياء فقط، فقد يعلّق بعض الناس صور أمواتهم لكي يتذكروهم بالدعاء ولا ينسوهم أبدًا، ولكن يجهل الكثير من الناس حكم اقتناء الصور أو الاحتفاظ بها أو تعليقها داخل البيوت والغرف والمكاتب، وخاصة صور ذوات الأرواح.
حكم الصور في البيت
جاء الأمر الإلهي بتحريم الصور وتحريم تعليقها داخل البيت، لأنّ تعليقها معصية فاحشة ووسيلة من وسائل الشّرك، فالشّريعة الإسلاميّة إنما جاءت لسد ذرائع الشرك وإبعاد النّاس عن كل وسيلة توصل له، ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ( لا تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلاَ صُورَة تَمَاثِيل) [صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فوجود الصور داخل البيت مانعة من دخول الملائكة للبيت واستغفارها لأهله، والصور التي حرّمها الله سبحانه وتعالى هي صور كلّ ذوات الأرواح من الإنسان والحيوان، والصور الفوتوغرافيّة، والصور المرسومة باليدّ، فتعليق صور كل ذوات الأرواح داخل البيت هي محرّمة شرعًا لسدّ ذريعة التّقديس والتعظيم لهذه الصور والتماثيل، مما قد يؤدي إلى عبادتها فيما بعد، لأن العرب كانت قبل الإسلام عندما يموت لهم شخص ينحتون صورة له، ويضعونها في غرفة خاصة ومُغلقة، وعندما يضيق الحال بأحدهم، فإنه يأتي لهذه الصورة يبكي لها الحال، وكأنها تملك له نفعًا أو ضررًا، أمّا صور ما ليس له روح كالبحار والأنهار والأشجار والجمادات فلا بأس بتعليقها والاحتفاظ بها وهو من الأمور المباحة شرعًا.
سبب تحريم الصور في البيت
لقد حرّم الله سبحانه وتعالى تعليق الصور في البيت سواء كان تعليقها للزينة أو للذّكرى، لأن الصور فيها مُضاهاة لخلق الله، ومُحاولة من الإنسان التشبه بخلق الله سبحانه وتعالى، ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: (أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح] فتعليق الصور فيه نوع من التعظيم لها، وحتى لا تكون الصورة موضع تعظيم وتمجيد من قبل واضعها، ولا يكون ذلك إلا لله تعالى، وقد كان التّصوير أو التجسيد سببًا في شرك بعض الأقوام السّابقة مثل قوم سيدنا نوح، لذلك ورد الأمر بتحريم وضع الصور في البيت، ووجود الصور في البيت يحرم أهله من فضل عظيم وهو دخول الملائكة إلى البيت، ومن الأفضل للمسلم أن يُبادر إلى إزالة أيّ صور مُعلقة داخل البيت امتثالًا لأمر الله تعالى وتطبيقًا لسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدعنَّ قبرًا مشرفًا إلَّا سوَّيتَه ولا صورةً في بيتٍ إلَّا طمستَها) [صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث : صحيح].