حقوق المرأة

حقوق المرأة
حقوق المرأة

حقوق المرأة

تبنّت منظّمة الأمم المتّحدة قضيّة الدّفاع عن حقوق المرأة، باعتبار أنّها إنسان يحق لها العيش الكريم دون التعرّض للعنف الجسدي، أو اللّفظي، وبحريّة دون أي إجبار، وعكفت على تغيير المعتقدات المتعلّقة بالمرأة في الكثير من المجتمعات التي تتبنّى معتقدات وسياسات لهضم حقوق المرأة وممارسة التّمييز على حسب الجنس ضدّها، كأن يكون لها الحق في الانتخاب، والترشّح للمناصب، والحق في التملّك، ومساواة أجرها مع الرّجل العامل معها في نفس الوظيفة، وبنفس المؤهّلات، بالإضافة إلى حمايتها من الانتهاكات الجسديّة المتمثّلة بإجبارها على الزّواج والإنجاب، ومنع بعض الممارسات الضارّة بحقّها مثل ختان الإناث الذي يعمد إلى تشويه الأعضاء التناسليّة للأنثى، المنتشر في بعض المجتمعات.[١]


حقوق المرأة في الإسلام

الكثيرون يخلطون ما بين ثقافة بعض المجتمعات الإسلاميّة التي تحرم المرأة من بعض حقوقها، وما بين الإسلام كدين توّج المرأة على عرش حقوقها المستحقّة والممنوحة لها في الكثير من جوانب الحياة، ومن أهم هذه الحقوق التي تكافح الكثير من النّساء في العالم للحصول عليها ما يلي:[٢]

  • حقّها في التملّك وحريّة إدراة ممتلكاتها بالبيع والشّراء، ومثلها حقّها في الميراث التي كانت بعض الثّقافات تحرمها منه فقط لكونها أنثى.
  • حقّها في ممارسة العمل المستقل، دون أن تكون تحت وصاية ذكوريّة.
  • حقّها في التعلّم والتّعليم، وأكبر مثال على ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، فقط اشتهرت بالطّب، والبلاغة، والتّاريخ، ورواية الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • حقّها في احتلال مراكز سياسيّة، مثل شجرة الدّر التي حكمت القاهرة، والملكة الإسبانيّة عائشة الحرّة المشهورة باسم سلطانة مادري دي بوعبدل، التي حكمت تطوان المغرب وامتد حكمها من عام 1510 وحتّى عام 1542.
  • حقّها في اختيار زوجها طواعيةً دو إجبار، مع توفير مسكن لها، والإنفاق عليها، وحقّها في الطّلاق، وقد شهد عصر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الكثير من حالات الطّلاق بناء على رغبة المرأة وكان لهنّ ما أردن وفق الضّوابط والحقوق الشرعيّة، وهو ما تعترف به المحاكم الشرعيّة في الدّول الإسلاميّة من حقّ المرأة في رفع دعاوى الطّلاق والانفصال، مع ضمان حقّها في حضانة الأطفال، ووجوب إنفاق الزّوج على إعالة أطفاله في حضانتها، وتوفير مسكن لها ولأطفالها.


حقوق المرأة وفق المنظّمات العالميّة

يوجد الكثير من القضايا التي عملت عليها المنظّمات الحقوقيّة العالميّة بخصوص القضاء على التمييز ضد المرأة على أساس الجنس، وفيما يلي أبرز هذه القضايا:[٣]

  • حماية المرأة من العنف: فقد أشارت الكثير من الإحصائيّات إلى تعرّض امرأة من بين ثلاث نساء على مستوى العالم باختلاف أنواعه، مثل القتل، والتحرّش، والعنف الجنسي، وإساءة المعاملة في المنازل سواء على المستوى اللّفظي، أو الجسدي.
  • منع زواج القاصرات: دون سن 18 المنتشر في الكثير من المجتمعات على المستوى العالمي، فقد سجّلت إحصائيّة لليونيسف عام 2014 زواج أكثر من 700 مليون فتاة قاصر دون سن 18، وأكثر من 250 مليون قاصر دون سن 15.
  • منع ختان الإناث: وهو تقليد موروث متّبع في الكثير من المجتمعات، إذ تُشير إحصاءات اليونيسف لعام 2014 تعرّض ما لا يقل عن 200 مليون امرأة وفتاة لعمليّة الختان، التي تعدها منظّمات حقوق المرأة أنّها عمليّة تشويه للأعضاء التناسليّة للإناث تعرّض حياتهنّ لخطر الموت.
  • حق المرأة في المشاركة بالحياة السّياسيّة: كأن تشغل منصب رئيس دولة، أو رئيس حكومة، أو أن تكون عضوًا في البرلمانات السياسيّة، فقد أشارت إحصائيّة للاتّحاد البرلماني الدّولي مجتمع مع هيئة الأمم المتّحدة للمرأة لعام 2016، وجود حوالي 38% من الدّول نسبة مشاركة المرأة في الحياة السّياسيّة تقل عن 10%، مع وجود أربع دول لا وجود لمشاركة المرأة في البرلمانات السّياسيّة على الإطلاق، بينما شكّلت النّساء اللواتي احتللن منصب رئيس حكومة حسب إحصائيّة الاتّحاد البرلماني الدّولي لعام 2015 فقط 17% على مستوى العالم.
  • حق المرأة في العمل: الذي يعود بالفائدة على المرأة بحفظ استقلاليّتها، بالإضافة إلى توفير مصدر دخل إضافي للأسرة يصب بمصلحة الأطفال، ومن أبرز القضايا التي تركّز عليها المنظّمات الحقوقيّة مساواة الأجور بين الرّجل والمرأة، إذ تتقاضى النّساء على مستوى العالم ككل معدّل أجر أقل من الرّجال، بالإضافة إلى قضيّة منع المرأة من العمل في وظائف بعينها، وحريّة ومزاجيّة بعض الأزواج من منع زوجاتهنّ من حريّة العمل.
  • تمويل المنظّمات الحقوقيّة النّسويّة: التي تُعنى بتوفير الرّعاية والحماية للمرأة في الدّول التي تعاني من النّزاعات المسلّحة، وتعد المساعدات الماليّة للمنظّمات الحقوقيّة النّسويّة أساسيّة لحماية حقوق المرأة سواء في الحرب، أو السّلم، إذ تُشير الإحصائيّات العالميّة إلى حصول منظّمة نسويّة واحدة فقط من بين كل 10 لتمويل من الجهات المانحة سواء المحليّة، أو الدوليّة.


منظّمات حقوق المرأة

منظّمات حقوق المرأة هي منظّمات نسويّة، الأعضاء والرئيس فيها من النّساء، حملت على كاهلها المطالبة بحقوق المرأة المحرومة منها في بعض المجتمعات والثّقافات بسبب التّمييز القائم على الجنس، وحمايتها من الاضطهاد والعنف، والضّغط على الحكومات والسّلطات لتحقيق هذه الأهداف، بعدّة طرق مثل تنظيم الحملات التدريبيّة، والتوعويّة، أو من خلال اللّجوء لوسائل الإعلام. وبعض هذه المنظّمات محليّة، وبعضها دولي، ومن أبرز نشاطات هذه المنظّمات تقديم الخدمات التي تحتاجها النّساء بتأمين حياتهنّ من التعرّض للقتل، أو التّعنيف، أو التّمييز، بتوفير ملاجئ آمنة، يديرها متخصّصون بشؤون المرأة، ويكونون قادرين على تقديم المساعدة والمشورة القانونيّة لهنّ، وإعادة تأهيلهنّ في الاندماج بالمجتمع بإقامة مشاريع تجاريّة تستطيع المرأة من خلالها تحقيق استقلاليّتها الماليّة، ومواصلة مشوارها بالحياة بكامل حريّتها وإرادتها، بعيدًا عن السّلطة الذّكوريّة. [٤]


قد يُهِمُّكَ

من أبرز إنجازات المنظّمات الحقوقيّة النسويّة تخصيص يوم الثّامن من شهر مارس/ آذار من كل عام، كيوم عالمي للمرأة، للتّذكير بحقوق المرأة كإنسان، وضرورة حثّ الخطى لتحقيق التكافؤ بين الرّجل والمرأة دون تمييز على أساس الجنس، ويُسلّط فيه الضّوء على نجاحات المرأة، وإنجازاتها في مختلف المجالات الاجتماعيّة منها، والسياسيّة، والثقافيّة، والاقتصاديّة، وتعود بدايات الاعتراف بيوم المرأة لعام 1908، إذ كانت المرأة على الصّعيد العالمي تشهد الكثير من الاضطهاد، والحرمان من الحقوق، والتّمييز على أساس الجنس، وبادرت مجموعة من النّساء مكوّنة من 15000 امرأة من مدينة نيويورك بالخروج في مظاهرة نسويّة مندّدة بانخفاض أجور النّساء عن أجور الرّجال لنفس العبء الوظيفي لكليهما، والمطالبة بساعات عمل أقل، والحق في امتلاك صوت انتخابي، وعلى إثر هذه الحادثة، واحتداد مطالبة النّساء بحقوقهنّ، وإصرارهنّ على نيلها، وافق الحزب الاشتراكي الأمريكي بالاعتراف بيوم المرأة الوطني الأوّل على صعيد الولايات المتّحدة الأمريّكيّة.

واتّخذت النّساء يوم الأحد الأخير من شهر فبراير/ شباط من عام 1909 يومًا للاحتفال بإنجازهنّ، واستمرّت نساء الولايات المتّحدة بالاحتفال بهذا اليوم حتّى عام 1913، وهو ما حفّز كلارا زيتكين رئيسة مكتب المرأة للحزب الاشتراكي الدّيمقراطي في ألمانيا لعدم الاقتصار بالاحتفال بهذا اليوم فقط في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، بل جعله يومًا للمرأة على المستوى العالمي للمطالبة بحقوقهنّ، وفي عام 1911 احتفلت كل من النّمسا، والدّنمارك، وألمانيا، وسويسرا بيوم المرأة في التّاسع عشر من شهر مارس/آذار، وبعد هذا التّاريخ بأقل من أسبوع في 25 من نفس الشّهر انفجع العالم بوفاة أكثر 140 امرأة عاملة في مدينة نيويورك، ما زاد من لفت الانتباه العالمي لظروف عمل النّساء في الولايات المتّحدة، وأصبح هذا الحدث المحور الرّئيسي الذي تكرّر في الاحتفالات بيوم المرأة العالمي، وقدّمت الزّهور والخبز للنّساء تخليدًا لذكرى الحادثة.

وفي عام 1913 تجرّأت النّساء في روسيا على رفع أصواتهن للاحتفال بهذا اليوم، والمطالبة بالتكافؤ بين الجنسين، في الأحد الأخير من شهر فبراير/مارس من نفس العام، وبعدها علت المناقشات لتوحيد يوم المرأة العالمي في جميع الدّول، وإقراره في الثّامن من شهر مارس/ آذار من كل عام، وأصبح هذا اليوم منبرًا للمطالبة بحقوق المرأة، والتّركيز على القضايا التي تهمّها وتكفل لها العيش الحر الكريم مساواةً بالرّجل، انطلاقًا من كونها إنسانًا. [٥]


المراجع

  1. "Women’s Human Rights", globalfundforwomen, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  2. "Women and Islam", oxfordislamicstudies, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  3. "Facts about women's rights", womankind, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  4. "Women’s rights organisations", womankind, Retrieved 2020-5-12. Edited.
  5. "About International Women's Day", internationalwomensday, Retrieved 2020-5-12. Edited.

فيديو ذو صلة :