الفرق بين الفجر والصبح

الفرق بين الفجر والصبح
الفرق بين الفجر والصبح

الفرق بين الفجر والصبح

يخلط كثير من الناس بين صلاتي الفجر والصبح، وكأنهم يجعلونها صلاتين أو قسمين، ولكن صلاة الفجر والصبح، هما صلاة واحدة باختلاف المسمى، وهي ركعتان فريضة يؤديهما المسلم خلال الفترة الممتدة من بعد طلوع الفجر إلى ما قبل طلوع الشمس، وتصلى كغيرها من الفرائض في المسجد، ويستثنى من ذلك المريض غير القادر على الوصول إلى المسجد والمرأة، وفي كل الأحوال لا يجوز تأخير أدائها إلى ما بعد طلوع الشمس، والأفضل أن تؤدى في أول الوقت المذكور أي في وقت الغسل مع بيان الفجر وانشقاقهن، وأما مَن أخرها حتى يستيقط بطبيعته فعمه هذا منكر وهو كفر عند بعض أهل العلم.[١]


سنة الفجر

ذكرنا آنفًا أن صلاة الفجر ركعتا فريضة، تسبقهما ركعتا سنة اقتداءً بفعل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويجوز قراءة ما تيسر من القرآن فيهما، فيما يستحب قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الأولى أو الآية رقم 136 من سورة البقرة: { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}، وأما في الركعة الثانية فتقرأ سورة الإخلاص بعد الفاتحة أو الآية رقم 64 من سورة آل عمران: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، وتجدر الإشارة إلى أن التنويع في القراءة بين هاتين الآيات هو الأفضل، مع التأكيد على أن القراءة بغيرها لا حرج فيه.[١]


بشائر للمحافظين على صلاة الفجر

تعد صلاة الفجر بمثابة اختبار حقيقي للمسلم فمَن حضرها نجح وفلح، ومن غاب عنها خاب وخسر، وقد رتب الشرع الحكيم أجورًا عظيمة لمَن حافظ عليها، ومنها:[٢]

  • النور التام في الآخرة.
  • سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها، فكأنما حاز على الدنيا بحذافيرها.
  • الحصول على الحسنات بكل خطوة يخطوها نحو المسجد، علمًا أن الحسنة بعشرة أمثالها إلى 700 ضعف إلى أضعاف كثيرة.
  • شهادة الملائكة لصلاة الفجر والدعاء لصاحبها بالرحمة والمغفرة، ولا شك أن دعاء الملائكة استثنائي فهو عبد الرحمن الذين لا يعصونه طرفة عين ولا أقل من ذلك، بل خلقوا للعبادة فحسب، وتجدر الإشارة إلى أن فضل الدعاء لا ينقطع بانقضاء الصلاة، ولا ينتهي بانتهائها، بل يظل المصلي في أجر عظيم وفضل كبير تحيط به عناية الله، وتستغفر له الملائكة.
  • دخول الجنة والنجاة من النار، وقد رتب الله عليها هذا الجزاء العظيم لأنها تتضمن تترك الفراش والدفء المرغوب لا سيما في لليالي الشتاء الباردة، ولذة النوم العميق في سبيل الوقوف بين يدي الله.
  • رؤية وجه الله جل وعلا لمن حافظ عليها مع صلاة العصر، وأي شيء بالنسبة للمسلم أحب من رؤية وجه الرحمن الرحيم.
  • حصاد أجر قيام الليل، فمَن صلى الفجر كأنما قام الليل كاملًا لم ينم منه شيئًا.
  • إذا ما جلس حتى شروق الشمس فقد نال أجر حجة وعمرة، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال:(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ -الفجر- فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) [رواه أنس بن مالك، خلاصة حكم المحدث: في إسناده أبو ظلال وهو متكلم فيه لكن له شواهد] .
  • البقاء في ذمة الله وحفظه وكنفه، وهذا معناه ألا يصيبه ضرر بإذن الله بل يبقى معززًا مكرمًا.
  • التنعم بطيب النفس وصفائها، وهذا ما ينعكس على الوجه الحسن والابتسامة الدائمة، والنشاط، ونقاء السريرة.


نصائح للاستيقاظ على صلاة الفجر

لا شك أن المسلم يواجه صعوبه في الاستيقاظ لصلاة الفجر، وهذا أمر طبيعي لأن ميعادها يتطلب قطع دورة النوم اللذيذة وغسل البدن بالماء البارد وأداء حركات الصلاة بما فيها من وقوف وركوع وسجود، ولكن الاستيقاظ لأدائها أمر سهل يتطلب الممارسة والتعويد، ويمكن أخذ النصائح الآتية التي تضمن الاستيقاظ بإذن الله:[٣]

  • التعرف على فضائل صلاة الفجر وثوابها فهو يشكل دفاعًا وحافزًا للحفاظ عليها، ومنها دخلو الجنة، والحفاظ من النفاق ونيل محبة الله جل وعلا وما أعظمها من نعمة، فمَن أحبه الله وسع له في الدنيا وأعلى شأنه في الآخرة.
  • تنظيم وقت اليوم حسب ما أمر الله جل وعلا، لا بحسب ما يريده المرء، فالنفس أمارة بالسوء، وهذا يتطلب النوم في ساعات مبكرة وعدم السهر الطويل، وضبط مواعيد اليوم حسب العبادات لا العكس، بالإضافة إلى وضع منبه تذكيري للصلاة على أن يكون بعيدًا عن سرير النوم حتى يتطلب إيقافه النهوض والمشي قليلًا.
  • النوم على طهارة، وأداء ركعتين لوجه الله تعالى.
  • المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية بما في ذلك سورتي الفلق والناس للتحصن من وساس إبليس اللعين.
  • الاستعاذة بالله الرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم إذا ما شعر المرء بغلبة النعاس، مع ضروة عزم النية الصادقية للاستيقاظ بما يضمن محاربة الشيطان بقوة وإرادة.
  • محاسبة النفس قبل أن تحاسب، إذ لا ينفع نفس صلاتها ما لم تكن صلت من قبل، ومحاسبة النفس تتطلب تسجيل حالات التقصير في العبادات ومحاسبة النفس، والعزم على التوبة وعدم تكرار الفعل.
  • إخلاص النية لله جل وعلا بعيدًا عن الرياء والمباهاة بين الخلائق، فمن أخلص نيته لله أعناه الله.


المراجع

  1. ^ أ ب "الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2019. بتصرّف.
  2. يحيى الزهراني، "البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2019. بتصرّف.
  3. "نصائح للمحافظة على صلاة الفجر"، مصاروي، 3-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :