التهاب عصب اليد

التهاب عصب اليد
التهاب عصب اليد

التهاب عصب اليد

عادةً ما يرتبط مفهوم التهاب عصب اليد بما يُعرف بـ"متلازمة النفق الرسغي" التي تؤدي إلى الشعور بالألم، والتنميل، والضعف في اليد والمعصم، وتنجم هذه المتلازمة عن زيادة بحجم الضغط الواقع على العصب الذي يغذي كل من إصبع الإبهام، والسبابة، وإصبع الوسطى، بالإضافة إلى جزء من إصبع البنصر أو إصبع الخاتم، وهذا يعني جميع الأصابع باستثناء الخنصر أو الإصبع الأصغر، وفي الحقيقة يُدعى هذا العصب باسم "العصب المتوسط"، وهو يمرّ بالتوازي مع أوتار العضلات خلال النفق الرسغي الموجود داخل المعصم، وما إن تتورم أوتار العضلات حتى تبدأ بالضغط فوق العصب وتتسبب بظهور أعراض متلازمة النفق الرسغي[١].


أسباب التهاب عصب اليد

قد يكون التهاب أعصاب اليد عائد إلى الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي، وهو ما ينتج عن التلف الذي يصيب الأعصاب الطرفية؛ أي الأعصاب خارج المخ والحبل الشوكي، مما يسبب الضعف والخدر والألم في اليدين والقدمين وفي مناطق أخرى من الجسم أيضًا، وقد تنتج هذه الحالة عن الإصابات المؤلمة والالتهابات ومشاكل في الأيض بالإضافة إلى أسباب وراثية وأمراض أخرى مثل؛ مرض السكري، وعادة ما يصف الأشخاص المصابون بهذه الحالة الأعراض بأنها أشبه بالطعن أو الحرق أو الوخز والتي قد تتحسن عند تناول العلاجات الدوائية المسكنة للآلام[٢]

وعادةً ما يكون الأشخاص المصابون بهذه الحالة لديهم تاريخ عائلي من الاعتلال العصبي المحيطي لذا فإنهم يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالاضطرابات العصبية، ومع ذلك فإن هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة أيضًا، والتي تشمل[٣]:

  • الإصابة ببعض الأمراض: يعد تلف الأعصاب الناجم عن مرض السكري من أحد أكثر أشكال الاعتلال العصبي شيوعًا، والذي يتسبب بالشعور بالتنميل والألم وفقدان الإحساس في الأطراف، كما تزداد فرصة الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي أيضًا في الحالات التالية:
    • زيادة الوزن.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • بلوغ سنّ 40 عامًا، وتشمل الأمراض المزمنة الأخرى التي قد تسبب تلف الأعصاب أمراض الكلى، قصور الغدة الدرقية، نقص فيتامينات ب وهـ التي تعد مهمة لصحة الأعصاب.
  • التعرض للإصابات: تتسبب الإصابات الجسدية بتلف الأعصاب مثل؛ حوادث السيارات أو السقوط والتعرض للكسور، كما يمكن أن يسبب الخمول والبقاء في وضعية واحدة لفترة طويلة الاعتلال العصبي أيضًا، في حين تسبب زيادة الضغط على العصب المتوسط وهو عصب في الرسغ إلى الإصابة باعتلال الأعصاب أيضًا.
  • الكحول والسموم: تملك الكحول تأثيرًا سامًا على الأنسجة العصبية وهو ما يعرض الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول إلى خطر الإصابة باعتلال الأعصاب المحيطي، ويسبب أيضًا التعرض للمواد السامة الكيميائية مثل؛ الغراء أو المذيبات أو المبيدات الحشرية إلى تلف الأعصاب.
  • الالتهابات وأمراض المناعة الذاتية: تتسبب بعض الفيروسات والبكتيريا في مهاجمة الأنسجة العصبية مثل؛ فيروس الهربس البسيط وفيروس الحماق النطاقي الذي يسبب جدري الماء، ويمكن أن يسبب بعضها تلف الأعصاب الذي يتسبب بنوبات من الألم الشديد، وقد تسبب الالتهابات البكتيرية مثل؛ مرض لايم أيضًا تلفًا وألمًا في الأعصاب في حال عدم علاجها، في حين تؤثر أمراض المناعة الذاتية مثل؛ الذئبة على الجهاز العصبي المحيطي والتهاب المفاصل الروماتويدي بطرق مختلفة؛ فيمكن أن تؤدي إلى الالتهاب المزمن وأضرار في الأنسجة المحيطة مما يسبب الألم العصبي الشديد في الأطراف.
  • تناول بعض الأدوية: تتسبب بعض الأدوية في تلف الأعصاب ويشمل ذلك مضادات الصرع، بعض أدوية ضغط الدم، أدوية مكافحة الالتهابات البكتيرية، والأدوية المستخدمة لعلاج أمراض السرطان.


أسباب أخرى لالتهاب عصب اليد

يعجز الأطباء احيانًا عن إيجاد السبب الحقيقي وراء حصول التهاب في عصب اليد الناجم عن متلازمة النفق الرسغي، لكن تبقى هناك مجموعة كبيرة من الأسباب المحتملة وراء حدوث هذا الأمر، منها[٤]:

  • الإصابة بأحد أنواع التهابات المفاصل؛ كالتهاب المفاصل الروماتودي مثلًا.
  • المرور بفترة الحمل؛ وذلك لأن جسم المرأة يُفرز الكثير من الهرمونات القادرة على التسبب بحدوث احتباسٍ في السوائل في النفق الرسغي، لكن عادةً ما يختفي المرض مباشرة بعد انتهاء الحمل.
  • الإصابة بكسورٍ عضمية في المعصم.
  • المعاناة من تشوهات خلقية أو صغر حجم النفق الرسغي منذ الولادة.
  • تكرار القيام بحركاتٍ متكررة أو اتخاذ وضعياتٍ غير مريحة عند استخدام اليد.

وعلى أي حال، نشر المركز الكندي للصحة والسلامة المهنية قائمة طويلة تضم أبرز المهن والأعمال التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب عصب اليد أو متلازمة النفق الرسغي، منها الآتي[٥]:

  • المزارعون، خاصة الذين يتخصصون بحلب الأبقار.
  • العمال والصناعيون الذين يستخدمون أدوات الثقب الهوائية والمفكات.
  • أُمناء الصناديق الذين يستخدمون الأجهزة الليزرية لتسجيل بيع المنتجات.
  • عمال المصانع والمزارعين الذين يرتدون قفازات ضيقة.
  • الأفراد الذين تتطلب طبيعة عملهم فتحًا متكررًا للأقفال.
  • الموسيقيون الذي يستخدمون بعض أنواع الأجهزة الموسيقية.
  • العاملون في المكاتب الذي يستخدمون الفارة ولوحة المفاتيح باستمرار.
  • الرسامون الذي يستخدمون البخاخات باستمرار أثناء الرسم.
  • الخياطون، والنجارون، وجميع الأفراد الذين تتطلب طبيعة عملهم آداء حركات متكررة.


علامات التهاب عصب اليد

تظهر أعراض التهاب عصب اليد الناجم عن متلازمة النفق الرسغي بوتيرة تدريجية، وتتضمن أبرزها ما يلي[٦]:

  • التنميل والوخز: قد يشعر المصابون بالتهاب عصب اليد في البداية من التنميل والوخز في إصبع الإبهام والسبابة والوسطى بين الحين والآخر، كما قد يشكو آخرون من الشعور بما يُشبه الصعقة الكهربائية في هذه الأصابع، ويُمكن للشعور بالتنميل أن ينتقل من المعصم إلى الذراع أحيانًا، وقد يصل الشعور بالتنميل إلى درجة كبيرة أحيانًا إلى درجة إيقاظ المصاب من النوم أثناء الليل، وعادةً ما يُحاول المصابون تحريك أيديهم عشوائيًا لتخفيف حدة التنميل الذي يشعرون به، لكن هذا الأمر لن يجدي نفعًا في حال أصبح الشعور بالتنميل دائمًا أو مستمرًا دون انقطاع.
  • الضعف: يُعاني المصابون بالتهاب عصب اليد من حصول ضعفٍ شديدٍ في اليد وفقدان القدرة على الإمساك جيدًا بالأشياء، وقد يرجع هذا الأمر إلى التنميل الشديد الذي يشعرون به أو إلى ضعف عضلات إصبع الإبهام السفلية التي يغذيها عصب اليد المتوسط أيضًا.


علاج التهاب عصب اليد

قد لا تكون هنالك حاجة لعلاج الحالات الخفيفة من التهاب عصب اليد؛ وذلك بسبب احتمالية شفاء المرض وحده خلال بضعة أشهر، خاصة في حال كان المصاب بعمر 30 سنة أو أقل، لكن يبقى بالإمكان اتباع بعض الأمور الحياتية البسيطة لتخفيف حدة أعراض المشكلة، مثل: إعطاء اليدين والمعصم قسطًا كافيًا من الراحة، واستعمال الكمادات الباردة، واستعمال الحمالات أو المشدات الخاصة بالمعصم، كما يُمكن الاستعانة ببعض أنواع الأدوية المضادة للالتهابات في حال كان التهاب العصب ناجمًا عن أمراضٍ التهابية أخرى، وقد يلجأ الطبيب كذلك إلى إعطاء حقن الكورتيكوستيرويد أيضًا، أما في حال لم تؤدي هذه الأمور إلى نتيجة إيجابية، فإن الطبيب قد يلجأ حينئذ إلى الخيار الجراحي، الذي باستطاعته القضاء على المشكلة وضمان عدم ظهورها مرة أخرى بنسبة 90% تقريبًا[٥].


تعزيز صحة الأعصاب

يمكن تعزيز صحة الأعصاب ووظيفة الجهاز العصبي من خلال الحصول على ما يكفي من العناصر المهمة التي تدعم صحة الجهاز العصبي خاصة، وتشمل هذه العناصر ما يلي[٧]:

  • البوتاسيوم: يساعد البوتاسيوم المعدني في تعزيز وظيفة الجهاز العصبي من خلال تنظيم نبضات العصب، إذ يلعب البوتاسيوم دورًا مهمًا في النبضات الكهروكيميائية التي تستخدمها الخلايا العصبية في نقل الإشارات في جميع أنحاء الخلايا، وخلال حركة الإشارات العصبية يتدفق البوتاسيوم والصوديوم من وإلى الخلايا لتشكيل إشارة كهربائية مؤقتة مما يؤدي إلى استجابة داخل الخلية العصبية، كما أشارت الدراسات إلى أهمية البوتاسيوم في إيقاف هذه الإشارات عند الحاجة، ومنع اضطرابها الذي يتسبب بحالات مرضية كالصرع، لذا فإن تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل؛ الموز وعصير الخوخ والبرتقال يساعد بشكل فعّال في الحصول على البوتاسيوم ودعم آداء الجهاز العصبي.
  • الكالسيوم: يلعب الكالسيوم المعدني أيضًا دورًا في تنظيم إمكانيات الحركة للإشارات العصبية في الخلايا العصبية داخل الدماغ وأنحاء الجسم جميعها، إذ يساعد على بدء حركة هذه الإشارات وعودتها إلى وضعها الطبيعي بعد انتقال الإشارة، كما يلعب الكالسيوم دورًا في تطوير الجهاز العصبي لذا فإنه من المهم تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم للحصول على حاجة الجسم اليومية وضمان صحة الجهاز العصبي مثل؛ منتجات الألبان والفاصوليا واللفت.
  • فيتامين ب 12: يعد فيتامين ب 12 من الفيتامينات الأساسية التي تساعد في عمل الجهاز العصبي، وهو فيتامين ينتمي إلى عائلة فيتامينات ب المكونة من ثمانية فيتامينات، ويلعب فيتامين ب 12 دورًا في عمليات الأيض، إذ يساعد على تقسيم الكربوهيدرات المعقدة إلى جلوكوز وهو الوقود الذي يستخدمه الدماغ للعمل بالشكل السليم، ويدعم فيتامين ب 12 عمل الجهاز العصبي من خلال المساعدة في الحفاظ على المايلين الذي يسمح بنقل الإشارات العصبية، وبهذا فإن نقص فيتامين ب 12 يتسبب بانهيار المايلين داخل المخ مما قد يؤدي بدوره إلى أمراض مثل؛ مرض الزهايمر، ويمكن الحصول على هذا الفيتامين من المصادر الطبيعية مثل؛ المحار والدواجن ولحم البقر والبيض.


المراجع

  1. "Carpal Tunnel Syndrome", Cleveland Clinic,11-3-2015، Retrieved 14-5-2019. Edited.
  2. "Peripheral neuropathy", mayoclinic,22 - 5 - 2019، Retrieved 1 - 7 - 2019. Edited.
  3. Elea Carey (14 - 11 - 2017), "Peripheral Neuropathy"، healthline, Retrieved 1 - 7 - 2019. Edited.
  4. "Carpal tunnel syndrome", Better Health,7-2012، Retrieved 14-5-2019. Edited.
  5. ^ أ ب William Morrison, MD (22-1-2018), "Carpal tunnel syndrome: What you need to know"، Medical News Today, Retrieved 14-5-2019. Edited.
  6. "Carpal tunnel syndrome", Mayo Clinic,30-3-2017، Retrieved 14-5-2019. Edited.
  7. SYLVIE TREMBLAY (1 - 7 - 2019), "Vitamins & Minerals for the Nervous System"، livestrong, Retrieved 1 - 7 - 2019. Edited.

فيديو ذو صلة :