اسباب الغيرة عند الاطفال

اسباب الغيرة عند الاطفال
اسباب الغيرة عند الاطفال

الغيرة

الغيرة مصطلح يطلق على الحالة الانفعالية التي يشعر بها الشخص والتي تكون عبارة عن خليط من الإحساس بالفشل بالتزامن مع الشعور بالغضب، وهي من المشاعر الطبيعية كالشعور بالحب، والشعور بالخوف، إذ تعد ضرورية كدافع يحفّز الفرد على المنافسة والنجاح ويولد شعور الغيرة مع الطفل، فيكون الوالدان مسؤولان عن نمو هذا الشعور مع الطفل بالشكل الصحي السليم أو بشكل يتخذ المنحى الضار، والغيرة هي شعور الطفل بالخوف من فقدان عاطفة الأهل، وعلى الوالدين مراقبة الطفل عن قرب للتأكد من أنّ الغيرة لديه بمستوياتها الطبيعية؛ لأنّها إن زادت عن حدّها المقبول تسبب الضرر بشخصية الطفل، مما يؤثر مرضيًّا على نموه، إذ إنّها تصنّف من ضمن الحالات المرضية في علم النفس التربوي، وتسمى الغيرة المرضيّة لما لها من تأثير سيء على الطفل يتمثّل بالسلوك العدواني، والعصبية الزائدة، وتَرسيخ شعور الأنانية لديه، والبعض تؤثر عليهم بالشعور بالنقص الأمر الذي ينتج عنه انعزال الطفل وإحباطه وانطوائه.[١]


أسباب الغيرة عند الأطفال

ومن أبرز العوامل التي تؤدي إلى زيادة شعور الغيرة لدى الطفل عن حدّه الطبيعي ما يلي:[٢][٣][٤]

  • مقارنة الأطفال بعضهم ببعض من ناحية الدراسة أو من ناحية أخرى، سواء أكانت المقارنة بين الأخوة في المنزل أو الطلاب في المدرسة، إذ للمقارنة الدور الأكبر في زيادة مشاعر الغيرة لدى الطفل.
  • تنشأ الغيرة المادية للطفل بسبب مقارنته لما يملك مع زملائه، ويجب على الأهل في هذه الحالة توضيح فرق المستويات المعيشية، كما ويجب استغلال الأمور التي يملكها الطفل؛ كقضاء وقت أكثر مع الأطفال واللعب معهم والتجول في الأرض.
  • مرور الطفل بمواقف محبطة تجعله يشعر بالنقص؛ مثل نقص معايير الجمال لديه، أو معاناته من بعض الأمراض الخلقية التي تجعله يختلف عن أقرانه بطريقة سلبية.
  • من أهم أسباب شعور الطفل بالغيرة قدوم مولود جديد إلى العائلة واهتمام العائلة به وتجاهل الطفل بعد أن كان جلّ اهتمام أفراد العائلة منصبًّا نحوه.
  • التفرقة والتمييز بين الأخوة من قبل الوالدين، وقد تكون هذه التفرقة في الفئة العمرية، إذ يكون للأفراد الأكبر سنًّا مميزات يُحرم منها الطفل، أو التفرقة من ناحية الجنس وتعطى الأفضلية في التعامل للذكر دون الإناث مما يولّد شعورًا بالقهر عند الطفل ويزيد من مستوى شعوره بالغيرة.
  • الإكثار من انتقاد الطفل وذكر مساوئه مقابل مديح إخوته أو أقرانه أمامه وذكر محاسنهم.
  • عدم تنمية شعور الثقة بالنفس لدى الطفل من قبل الوالدين مما يؤدي إلى شعوره بالإحباط والقهر الذي ينتج عنه شعوره بالغيرة، كما وتؤثر السلطة الزائدة للأهل في قلة الثقة بالنفس لدى الطفل، بالإضافة إلى كبح الأهل للطفل وعدم السماح له بإظهار مشاعر الغيرة الطبيعية لديه بشكل سليم، مما يؤدي إلى كبت مثل هذه المشاعر.
  • تعرّض الطفل للعقاب الجسدي أو المعنوي في حال أظهر غيرته تجاه أحد أفراد العائلة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الغيرة لديه وقد تتجه نحو السلوك العدواني والعصبية.
  • يلعب الأهل دورًا كبيرًا في زيادة الغيرة لدى الطفل، فالتدليل المفرط له يساهم في رغبة الطفل بالحصول على كل شي، كما ويرغب في امتلاك ما يملك زملاؤه بالتالي شعوره بالغيرة، ويلعب خوف الأسرة الزائد على الطفل في تكوين شخصية خجولة منطوية وقد يشعر بالغيرة عند رؤيته لطفل آخر واثق من نفسه.
  • يشعر الطفل بالغيرة من المهارات الأكاديمية والرياضية التي يملكها غيره، وذلك يؤدي إلى التقليل من السمات الفردية للطفل وشعوره بعدم الكفاءة وبالتالي الغيرة.
  • نقص في مشاعر الحب والاهتمام الذي يحصل عليها الطفل من قبل والديه.


مظاهر الغيرة عند الأطفال

تظهر الغيرة عند الطفل من خلال تصرّفاته التمثيلية المصطنعة بحيث يُظهر عكس ما يُبطن، وللتوضيح فإن الطفل يتعامل بحب مبالغ فيه عندما يأتي مولود جديد للمنزل فيأخذ بتقبيله بتكلّف للفت نظر والديه بأنه يحب أخاه الجديد ولكنه في الواقع وبداخله يرغب بضربه، ولا يقتصر تعبير الطفل الذي يشعر بالغيرة بما سبق فقط  فتوجد العديد من الوسائل السلبية للتعبير عن غيرته ومن أهمّها:[٥][٤]

  • الصراخ وزيادة الانفعالات والعصبية دون مبرر.
  • التخريب في المنزل أو تخريب الألعاب أو ممتلكات أخوته.
  • سرقة الأغراض الشخصية من أفراد أسرته أو من أصدقائه.
  • السلوك العدواني المتمثل بالضرب أو القرص.
  • للجوء إلى السب والشتم.
  • التسبّب بالإزعاج والفوضى لمن حوله وإقلاق راحتهم.
  • عندما يكون الطفل بعمر العاشرة قد يظهر سلوك الغيرة لديه بإفشاء الأسرار أو الوشاية والتجسس والإيقاع بالآخرين.
  • التمرد الزائد وعدم الاستجابة لطلبات الأهل.
  • قد يعزل الطفل نفسه ويبقى وحيدًا، كما يتدنى لديه الشعور باحترام الذات.


علاج الغيرة عند الأطفال

ويمكن للوالدين من خلال المراقبة الحثيثة والقريبة لسلوك أطفالهم التنبّه عندما تزيد الغيرة عن حدّها الطبيعي المقبول والبدء بتعديل هذا السلوك من خلال ما يلي:[٦][٣]

  • عدم التفرقة بين الإخوة والمساواة بينهم وتجنّب مقارنة الأطفال بعضهم ببعض، فلكل طفل قدراته ورغباته، وعدم تدليل أحدهم على حساب الآخر.
  • المحافظة على هدوء الجو الأسري والابتعاد عن المشاحنات أمام الطفل.
  • عملية إشراك الطفل في الأعمال ستساعده في التقليل من الشعور بالغيرة؛ مثل المشاركة في صنع كيكة الميلاد لأخيه أو انتقائها من محل الحلويات أو شراء ملابس لأخيه الأصغر.
  • التشجيع والثناء على المهارات الشخصية للطفل تساعد في التقليل من شعور الغيرة.
  • التقرب إلى الطفل ومنحه وقتًا أكثر للتحدث معه بشكل فردي، وإعطاء فرصة لكل طفل للتحدث عن مخاوفه وإحباطه وما يحصل معه، والاستماع لكلامه ومحاولة حلّ مشكلاته، توضيح كيف يمكن أن تضر أفعالهم السلبية الآخرين.
  • القيام بأنشطة للعمل تساعد الأطفال على التعاون مع بعضهم البعض ومكافأته، ويحتاج الأطفال أن يتعاونوا كأصدقاء ولا يشعروا بأنهم أعداء، ومن المهم تعليم الطفل مشاركة ممتلكاته مع الآخرين، إذ يساعد ذلك في تكوين الصداقات والتقليل من الغيرة.
  • يجب على الأهل تعزيز الصفات التي يمتلكها الطفل والثناء عليها كأن يعجب ويثني الوالدين على عمل قام به حتى لو كان بسيطًا، ويمكن إلحاق الطفل بالنوادي الرياضية لتعليم الرياضة المفضلة لديه ليزيد من مهاراته ويزيد من رضاه عن نفسة للتقليل من الغيرة، مع مراعاة عدم المبالغة في مدح الطفل.


المراجع

  1. "Jealousy", psychologytoday, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  2. "6 Best Ways To Deal With Jealousy In Children", momjunction, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "How to Help Your Kids Overcome & Deal With Jealousy – 4 Causes", moneycrashers, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Jealousy in Children – Causes and Tips to Deal with It", parenting, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  5. "Are your children jealous of each other?", dreamsnannies, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  6. "Handling Your Child’s Jealousy", psychologytoday, Retrieved 14-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

515 مشاهدة