الفرق بين الضوء والنور

الضياء والنور

في اللغة العربية توجد الكثير من المترادفات، والكلمات التي نستخدمها في ظاهرها للدلالة على معنى معين، والتي تبدو لنا أنها تحمل نفس المعنى، ولكن عندما عندما نتمعّن في معانيها في معاجم اللغة نكتشف أن معاني هذه الكلمات تختلف اختلافًا جوهريًا، والمُتأمّل في مواضع استخدام هذه الكلمات في جمل اللغة العربية يُدرك أن معاني هذه الكلمات مختلفة، واستخدمت في مواضع متنوعة للدلالة على معانٍ مختلفة، تأتي كل من كلمتيّ الضياء والنور عادةً في سياق الحديث، وقد يظنّ البعض أن كل منهما تحملان المعنى ذاته، ألا وهو الشيء المُنير والمُضيء، ولكن إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية سنرى أن تفسير كل كلمة فيه اختلاف واضح عن الكلمة الأخرى، وقد ذُكرت هاتان الكلمتان في القراَن الكريم في الموضع الاآتي بقوله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ [يونس: 5]، والمُتأمل في هذه الاَية يُلاحظ بأن هناك فرق في المعنى بين كل من الضياء والنور، كالفرق بين الشمس والقمر، فقد خصّ الله سبحانه وتعالى الشمس بكونها ضياء، وخصّ القمر بكونه نورًا، والشمس والقمر لا يستويان في ذات الصفات، وفي هذا المقال سنوضّح المقصود بكل من الضياء والنور والفرق فيما بينهما. [١]


المقصود بكل من النور والضياء

الضياء

للتوضيح بين كل من الضياء والنور سنذكر التفسيرات المختلفة التي تُشير إلى معنى كلمة الضياء بدايةً، ولقد ذُكر في معجم اللغة تعريفات كثيرة لمُصطلح الضياء، فقيل أن الضياء هو ما يتخلّل الهواء من أجزاء النور فيبيض بذلك، كما قيل أن الضياء هو ما كان من ذات الشيء المضيء، أي أن الجسم يكون مُضيئًا إضاءةً ذاتيةً ولا يستمدّ ضوءه من أحد، لذلك فإن الله سبحانه وتعالى وصف الشمس بالضياء؛ فالشمس جسم ذاتي الإضاءة يبعث النور للكون ولا يستمدّ ضوءه من أحد، ومن التفسيرات الأخرى التي وردت في معجم اللغة العربية لكلمة الضياء هي:ضِياء : فاعل من ضاءَ، وضِيَاءُ الشَّمْسِ : ضَوْؤُهَا ، [سورة يونس آية (5)]، وضياء تعني: هداية وهو شيء مُضيء بذاته، وضَوَّأْتُ ، أُضَوِّئُ ، ضَوِّئْ ، مصدر تَضْوِئَةٌ، وضَوَّأَ البَيْتَ : أَضَاءهُ ، نَوَّرَهُ بِالضَّوْءِ، وضَوَّأَ الشيءَ : أَضاءَهُ، وضاءَ الشيءُ : أَنارَ وأَشرَق. [٢]


النور

لقد ذُكر في معجم اللغة تعريفات كثيرة لمُصطلح النور، فقيل النور: هو ما كان مستفادًا من غيره، أي أنه النور الذي يستمدّه الجسم من غيره من الأجسام المضيئة، لذلك شبه الله سبحانه وتعالى القمر بالنور؛ فهو يمتدُّ نوره من ضياء الشمس، أي أن القمر ليس ذاتي الإضاءة، وقيل نُور:جمع نارُ، والنُّورُ: ما يُبَيِّن الأشْياءَ ويُرِي الأبْصَارَ حقيقتها. [٣]


الفرق بين الضوء والنور

ممّا سبق نستطيع أن نتوصل إلى أن كل من الكلمتين المترادفتين الضوء والنور مختلفتين في المعنى والدلالة، إذ أن الضوء هو كل شيء ذاتيّ الإضاءة، مضيء من نفسه، كالشمس التي تمدُّ الكون كاملًا بالضوء، بينما النور هو كل جسم يستمدّ نوره من جسم اَخر مُضيء، كالقمر الذي يستمدُّ نوره من الشمس. [١]


المراجع

  1. ^ أ ب عادل الصعدي (22-1-2013)، "الإعجاز العلمي في قوله (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا)"، جامعة الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى ضياء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
  3. "تعريف و معنى نور في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :