محتويات
ما هو التفكك الأسري؟
الأسرة هي الحاضنة الأولى للأفراد ومكانًا للجوء والأمان، ولكنها بالنسبة للبعض قد تكون مصدر للألم وخيبة الأمل، فعائلاتنا هي التي تساعدنا على تجاوز الضعوطات والتوترات التي تأتينا من العالم الخارجي، وعندما يُصاب أحد أفراد الأسرة بخيبة أمل تمتص الأسرة التأثير الناتج عنها، وأحيانًا تساعدنا على تخطيه وأحيانًا أخرى تُعيقنا عن ذلك، فالعائلات مختلفة في سلوكياتها تجاه أفرادها. ولكن تقلبات الحياة الأسريّة لها تأثير كبير على العائلة وخاصة على الأطفال والشباب، فالحب والدعم الذي يشعر به الطفل من الوالدين سيمنحه القوة للنمو والتطوّر، ولكن جميع العائلات تمر بأوقات عصيبة وقد يجد الأطفال والشباب داخل العائلة صعوبة في التواصل مع الوالدين أو أحدهما بسبب التفكك الأسري، وغالبًا ما يعتقد الأطفال أو الشباب داخل العائلة أن المشكلات العائليّة هي ذنبهم.
فالتفكك والتباعد الأسري بين أفراد العائلة يمكن أن يُزعج الأطفال ويجعلهم يشعرون بعدم الأمان والذنب تجاه أنفسهم، فقد يشعر هؤلاء بالقلق أو الغضب أو الاكتئاب ويمكن أن يؤثر التفكك الأسري على المجالات الحياتيّة المختلفة لأفراد العائلة من الحياة المدرسيّة والصداقات إلى التحصيل والعلمي والعمل وغيرها من مجالات الحياة المختلفة.[١]
ويمكننا تعريف التفكك الأسري بأنه القطيعة أو البُعد الجسدي والعاطفي والفكري بين أفراد الأسرة الواحدة، والافتقار للقرب والتواصل والدعم بين الأفراد، الأمر الذي يؤدي إلى وجود مجتمع ضعيف ركيك غير متواصل وأُسر هشّة وأطفال مشتتين، والتفكك الأسري من أكثر المشاكل الشائعة التي يواجهها أفراد الأسر في المجتمع الحديث.[٢]
ما أسباب التفكك الأسري؟
هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى التفكك الأسري، ويمكننا تلخيصها بما يلي:[٣]
- غياب الأب أو وجوده فقط بالاسم داخل الأسرة، فهو لا يتواصل مع أبنائه ولا يعرف مشاكلهم واحتياجاتهم وهمومهم ومعاناتهم.
- غياب الأم وتقاعسها عن القيام بواجباتها الأسرية تجاه زوجها وأبناءها، فالأم هي أساس الأسرة ومتى تقاعست عن القيام بدورها ستكون النتيجة أسرة مفككة ومشتتة.
- تضارب الأدوار، والمقصود به هو المنافسة بين الأم والأب، ومحاولة كل منهما أن يحلّ محل الآخر سواء في الواجبات أو تربية الأبناء أو قيادة الأسرة.
- الإدمان على وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الأخرى، الأمر الذي يترتب عليه إهمال الأسرة وتفككها وضياع الأبناء.
- الوضع الاقتصادي للأسرة، سواء كنت تنتمي إلى الطبقة الغنية أو إلى الطبقة الفقيرة، فالوضع الاقتصادي يؤثر في كلتا الحالتين على الأسرة وربما يؤدي إلى تفككها، فالفقر الزائد والغنى الزائد قد يُضعفان التواصل والتماسك بين أفراد الأسرة الواحدة وبالتالي حدوث التفكك الأسري.
- الطلاق وما يترتب عليه من ابتعاد الأبناء عن الأم أو الأب لفترات طويلة، ويترتب على ذلك حدوث الكثير من المشاكل والعقبات.
- انشغال الوالدين في تأمين حياة كريمة لأبنائهم وعدم تخصيص وقت كافي للجلوس معهم والاستماع لمشاكلهم وقضاياهم.
- الخيانة، فخيانة أحد الزوجين الأب أو الأب للطرف الآخر هو سبب رئيسي للعديد من المشاكل الأسريّة وليس فقط التفكك الأسري.
- عدم احترام الآباء للحياة الزوجيّة، وعدم مراقبة الأبناء، والابتعاد عن تربيتهم التربية الصالحة.
تعرف على أنواع التفكك الأسري
التفكك الأسري مفهوم متشعّب ولا ينطوي دائمًا على شكل واحد ويوجد عدّة أنواع من التفكك، وهي كما يلي:[٤]
- الانفصال بشروط جيدة مع حضانة مشتركة: فعندما ينفصل الوالدان بشروط مُرضية للطرفين ويوافقان على مشاركة حضانة أبنائهما، لا يعاني الأطفال في هذه الحالة من أي عواقب وخيمة، لأن الانفصال جاء نتيجة قرار متفق عليه من الوالدين، ولكن تتغيّر طريقة التعامل والتواصل بين الوالدين في هذه الحالة، ولكن الحضانة المشتركة تخفف من أثر الصدمة أو تمنعها تمامًا، ويتمتّع الطفل بهذه الحالة باهتمام خاص من كلا الطرفين، الأب والأم معًا.
- الانفصال المعقّد ومشاكل الحضانة: في كثير من الحالات يكون انفصال الوالدين أمر مزعج جدًا للأبناء وخاصة عندما تدخل في الموضوع الأقاويل والأكاذيب والخيانات، وهذا الأمر يجعل الوضع أكثر إيلامًا وضررًا للطفل.
- الطلاق مع العنف الأسري: وهو أخطر أنواع التفكك الأسري، إذ يعاني الأطفال هنا من مواقف مؤلمة بسبب العنف الأسري والمنزلي، وقد يكون هذا العنف تجاه الطفل أو من قِبَل أحد الوالدين تجاه الطرف الآخر، فالعيش وسط الصراخ والإهانات والعنف الجسدي يؤثر على الأطفال سلبًا، وغالبًا ما يحتاج هؤلاء الأطفال إلى مساعدة من الطب النفسي للتغلّب على ظروفهم، فالتفكك الأسري يترك حالة من الانكسار وانعدام الشعور بالأمان والشعور بالخوف من الانفصال الأبوي الدائم والخوف من عدم اتحاد أسرهم إلى الأبد.
ما آثار التفكك الأسري على الأبناء؟
هناك عدد من الآثار التي يمكننا ملاحظتها بسبب التفكك الأسري، وأهم هذه الآثار ما يلي:[٥]
- التفكك الأسري هو أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى جنوح الأطفال وتحمّلهم للعواقب الوخيمة والأفعال الخاطئة التي يرتكبها الوالدان، وهم دائمًا الطرف الأضعف في موضوع التفكك الأسري.
- إصابة الأطفال بحالة من القلق والخوف والاضطراب المستمر بسبب غياب أحد الوالدين.
- عدم الشعور بالأمان، الأمر الذي يدفع الأطفال للبحث عن مصدر آخر للأمان والاستقرار خارج الأسرة حتى لو كان ذلك بطرق خاطئة وغير مشروعة.
- الاضطرابات النفسيّة، فالتفكك الأسري سبب رئيسي لظهور الاضطرابات النفسيّة عند الأطفال، ومن أهم هذه الاضطرابات، العدائيّة، والإدمان، والتوتر، والعُزلة، والانطواء وغيرها من الاضطرابات التي يصعب علاجها إذا أُهملَت من قِبل الوالدين.
- تدني التحصيل الأكاديمي وهو نتيجة حتميّة للتفكك الأسري.
- الاستغلال الجنسي أو المادي للطفل، إذ يشعر الطفل الناشئ في عائلة مفككة بأنه طفل منبوذ من المجتمع، وتنخفض ثقته بنفسه، الأمر الذي يجعله عُرضة للاستغلال بكافة أنواعه سواء الاستغلال الجنسي أو الاستغلال المادي.
قد يُهِمُّكَ: إليك أفضل طرق علاج التفكك الأسري
هناك عدد من الطرق التي يمكنك من خلالها علاج مشاكل التفكك الأسري والتخفيف من آثارها قدر المستطاع، وفيما يلي أبرزها:[٦]
- الانفتاح والتحدث مع أسرتك عن المشاكل والصعوبات التي تواجهها.
- إنشاء حوار في بيئة آمنة عندما يسمح لك الوقت بذلك.
- التعبير عن الغضب والحزن والإحباط ولكن بطريقة غير تصادميّة وغير هجوميّة تجاه أفراد أسرتك.
- زيارة المعالج أو المستشار النفسي والذي سيمنحك مساحة واسعة للتحدّث عن مشاكلك وإخراج مشاعرك وأفكارك.
- ممارسة التمارين الرياضيّة والتأمل مما يسمح لك بالتحكم بأفكارك ومشاعرك وردات فعلك والسيطرة على غضبك.
- كتابة مشاعرك وعواطفك وإرسالها لعائلتك مما يخفف من المشاكل والضغط الأسري بين أفراد الأسرة وبالتالي تجنّب حدوث التفكك.
- الرفق والرحمة والإحترام المتبادل، فمن المهم تبادل الحب والاحترام بين الأبوين حتى لا يتأثر الأبناء بالعلاقات الأسرية ولا يحدث تفكك أسري.[٧]
- الاهتمام بالأطفال وحمايتهما ورعايتهما والعناية بشؤونهما من قبل الأب والأم، ولا يكون ذلك فقط من طرف واحد سواء كان الأب أو الأم، فالمسؤولية مشتركة بين الطرفين.[٧]
- تحمّل الوالدان مسؤولية البيت والأسرة، فالرجل وصي على أسرته، والمرأة وصية في بيت زوجها عن أبنائها ورعايتهم وتربيتهم.[٧]
المراجع
- ↑ "Family Problems", youthlineuk, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ "Family Disintegration and Its Relation to Child Delinquency", islamweb, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ "Family Disintegration and Its Relation to Child Delinquency", islamweb, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ "Family Disintegration and Its Effects on Children", youaremom, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ "Family Disintegration and Its Relation to Child Delinquency", islamweb, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ "Family Estrangement: Advice and Information for Adult Children", standalone, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Family Disintegration and Its Relation to Child Delinquency", islamweb, Retrieved 24/3/2021. Edited.