أثر التكنولوجيا على الأسرة

أهميّة التكنولوجيا

كان للتكنولوجيا أثر كبير في تسهيل حياة الأفراد والمجتمعات والأسر، وأصبح النّاس يعتمدون على التكنولوجيا كثيرًا، وبما أننا في عصر التكنولوجيا والتّطوّر فقد أصبحت التكنولوجيا من أساسيات الحياة للكبير والصغير، فقد سهّلت وسائل التكنولوجيا عمل ربات المنازل وعمل الشركات والمصانع، وأدت إلى خلق الكثير من فرص العمل والوظائف والإطلاع على تجارب الآخرين وخبراتهم، ولكن وعلى الرّغم من العديد من الفوائد لوسائل التكنولوجيا الحديثة فإن لها العديد من السلبيات والآثار على الأسر والأفراد، ويرجع تأثير التكنولوجيا على الأفراد سواء بالسلب أو بالإيجاب بحسب طريقة استخدامها، فالبعض يرى بأن إيجابياتها طغت على سلبياتها، ويرى آخرون بأنّ الإيجابيات طغت على السلبيات، وسنتحدّث في هذا المقال عن أثر هذه التكنولوجيا على الأسرة وعلاقتها ببعضها. [١]


أثر التكنولوجيا على الأسرة

لقد كان منذ مدة زمنيّة المربي الأساسي للأطفال هو البيت ثم المدرسة، ولكن مع مرور الوقت وظهور وسائل التكنولوجيا الحديثة أصبح لهذه الوسائل دور كبير في تربية الأبناء وتغيير أخلاقهم وتصرفاتهم، وحلّت الهواتف النّقالة وأجهزة المحمول محل الجلسات العائليّة وحدوث الحوارات والنقاشات بين أفراد الأسرة، وأدت التكنولوجيا إلى إنخفاض التفاعل بين أفراد الأسرة، مما عزز العزلة والوحدة بين الأسرة الواحدة، وأثّرت التكنولوجيا على عمليّة التّرابط والتّلاحم بين الأسر فبدل أن يذهب الأخ لزيارة أخته أو أخيه فيكتفي فقط بإرسال رسالة عبر وسائل الإتصال المختلفة للإطمئنان عنها، وأدت هذه الوسائل إلى ضعف العلاقة بين الأبوين وأبنائهما لقضاء الأبناء ساعات طويلة أمام أجهزة التلفاز ووسائل التكنولوجيا الأخرى، فقد أدت إلى إصابة الأبناء بعدة أمراض نفسيّة كالإكتئاب والقلق والإنطوائيّة والعزلة الإجتماعيّة، وأثّرت على أخلاق وقيم الأسر وأبنائهم وعلى ثوابتهم الدّينيّة، وحلّت محلها أخلاق رواد وسائل النكنولوجيا الحديثة التي ربما لا تتناسب مع أُسس التربيّة والأخلاق الإسلاميّة الحميدة للأسر، وضعّفت العلاقة بين الزوج وزوجته، فالزوج ينشغل طوال الوقت بعمله وعند وصوله للبيت تنهال عليه الإتصالات فيصبح بعيدًا عن زوجته ويهمل شؤونه الأسريّة، وعززت هذه الوسائل من الشك والخلافات بين الزوجين وأدت إلى زيادة نسبة الطلاق، وعلى الرّغم من ذلك فإن التكنولوجيا أبقت الأسرة وأفرادها على اتصال دائم في أيّ وقت، وسهّلت على ربّة المنزل القيام بالكثير من الأعمال والأشغال اليوميّة وبسرعة فائقة. [١][٢][٣]


حلول للحدّ من أثر التكنولوجيا على الأسرة

توجد بعض الحلول للحدّ من تأثير التكنولوجيا على الأسرة، أولها عقد النقاشات والحوارات العائليّة دائمًا باستمرار بعيدًا عن أي وسيلة تكنولوجيّة حديثة كالهاتف والتلفاز، وعَرض أفراد الأسرة لمشاكلهم وهمومهم أمام الأم والأب والحديث بكل صراحة وشفافيّة والبحث عن حلول للمشاكل التي تواجه أطفالهم، ومن المهم استماع الأهل لأبنائهم ومناقشتهم واحترام آرائهم وأفكارهم، وتخصيص الأهل لأوقات معينة لممارسة أطفالهم مشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب الإلكترونيّة أو استخدام أي وسيلة تكنولوجيّة أخرى، ومن الممكن تحديد بعض النشاطات المحببة لأفراد الأسرة لممارستها معًا، مما يحقق الترابط والتواصل بين أفراد الأسرة، وأخذ الأب والأم لإجازة من عملهم والقيام بالسفر أو برحلة داخليّة في الطبيعة أو على البحر تغيّر من نفسية الأبناء وتبعدهم عن أجواء التكنولوجيا وتقرّبهم من أهلهم. [٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "التكنولوجيا و تأثيرها علي العلاقات الاسرية"، swalifna، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  2. عباس سبتي، "التكنولوجيا وضعف العَلاقات الاجتماعية في الأسرة أسباب... وحلول... "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  3. "خطر التكنولوجيا على الأسرة"، shof، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  4. ليلى قيس، "التكنولوجيا وتأثيرها على العلاقات الأسرية"، bushra.annabaa، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :