بحث عن فضل الأم

واجب الأبناء اتجاه الأم

الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، فالأم هي الصدر الحنون والظهر الثابت لأبنائها فهي مصدر الفرح والعطاء والحنان، تقدم فوق طاقتها دون كلل أو ملل، وحتى دون أن تُشعِر أبناها بفضلها عليهم، فهي من تسهر لراحتهم وتربيهم وتعلمهم لدرجة أنها تنسى نفسها من أجلهم وتسعى دائمًا إلى أن يكونوا أفضل من أي شيء في الحياة، كما أن الأم تقدم لأبنائها منذ ولادتهم كل ما يحتاجونه من حبٍ وعطفٍ واهتمامٍ ورعاية، لذلك استحقت الأم أن تكون الجنة تحت أقدامها لما تقدمه من تضحيات لأبنائها، فهي أساس كل أسرة بل أساس المجتمع ككل.[١]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:(جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ) [رواه محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي_خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويكفي هذا الحديث ليؤكد أهمية الأم ومنزلتها ووجوب برها، فمن واجبات الأبناء اتجاه أمهم: الطاعة والبر والاحترام والإنصات وعدم الاستهزاء بها أو بقولها أو بعملها حتى وإن لم يكن يعجب الأبناء، كذلك إشعارها بأهمّيّتها وأهمية وجودها في حياة الأبناء، وإدخال السعادة إلى قلبها والابتعاد عن إزعاجها أو فعل ما يغضبها أو يحزنها، إضافةً إلى طلب الرضا منها دائمًا وخدمتها وتقديم الطعام إليها، وإراحتها من العمل والمحافظة على نظافة بيتها خاصة عند كِبر عمرها ولا بد من الدعاء لها دومًا بالرحمة والمغفرة وطلب أعلى منازل الجنة لها سواء كانت على قيد الحياة أو متوفاة.[٢]


مكانة الأم في الإسلام

للأم في الإسلام شأنٌ جليل، فهي تمثل القلب في جسم الإنسان، إن لم تكن سيكون جسدًا بلا حياة، ففضل الأم عظيم، وهي أول قدوة لأبنائها، فتبدأ وظيفتها من إنجاب الأولاد وحضانتهم والاهتمام بهم وبكل ما يتعلق بحياتهم من اليوم الأول الذي تعلم فيه بوجودهم داخل أحشائها، فهل أسمى من هذه الوظيفة، إذ تحمل الأم أسمى رسالة تقدمها لأسرتها ومن ثم للمجتمع ككل.

تتمثل هذه الرسالة في رعاية أبنائها وتنشئتهم تنشئةً صالحة وغرس أحسن العادات وأكرم التقاليد في نفوسهم، وتهيئتهم ليكونوا أفرادًا ناجحين في المجتمع، كما أن الإسلام جعل لها الأولوية والأفضلية في مقام البر والإحسان والمعروف، فهي التي تحمل طفلها تسعة أشهر ثم تضعه وترعاه وتهتم به ثم تقوم بتنشئته وتربيته، فقال الله تعالي: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير}[سورة لقمان: 14][٣]


دور المجتمع تجاه الأم

يقع على عاتق المجتمع احترام الأم ومساعدتها ودعمها على تنشئة أطفالها خاصةً إن كانت تعاني من بعض المشاكل، لأن الأم هي عماد المجتمع وبصلاح دورها يصلح المجتمع بأكمله، لذلك لا بدَ للدولة أن تكرم الأم وتعينها، كما أن تُبرز دور الأمهات اللواتي ضحين من أجل تربية أبنائهم برغم الصعوبات التي مرت عليهن ليقدمن للمجتمع أفرادًا ناجحين منتجين بأخلاق طيبة وسلوكيات سليمة، كما على الدولة أيضًا تقديم العديد من الدور والأماكن المخصصة برعاية واحتضان الأمهات المسنات ودعمهن وتقديم الدعم المادي والنفسي لهن، إذ يجدن من يتكفلهن ويهتم بأمرهن ليكون ردًا جميلًا لجهودهن وتعبهن خلال الأعوام السابقة، إضافةً إلى أن الدولة عليها توفير الرعاية الصحية للأمهات المسنات عن طريق التأمينات، لكي لا يشعرن بأنهن غير مرغوب بهن أو أنهن يمثلنَ عبئًا على غيرهن، بل إشعارهن دومًا بفضلهن على الأجيال بما قدمن في سنواتهن الماضية.[٢]


الاحتفال بعيد الأم

بما أن الأم هي مصدر السعادة في الحياة فلا بد من نقل هذه المشاعر لها، وهذا لا يكون في يوم واحد فقط بل في كل أيام العام، ولكن من الجميل أن نخصها بيومٍ نحتفل بها لنعبر عن حبنا واهتمامنا بها وهي فرصة نعبر من خلالها عن مدى التقدير لجهودها وفضلها علينا طيلة حياتنا، ورضا الأم من رضا الله عز وجل فهي جنة الله في الأرض وسبب من أسباب دخول الجنة في الآخرة، وأصبح الاحتفال بعيد الأم الآن احتفالًا عالميًا في جميع الدول وحتى في المؤسسات والجمعيات والمدارس يُحتفل بعيد الأم ليزرع الإحساس بالحب والتقدير للأم التي لا مثيل لها في منح العطاء والتضحيات حتى ترى أولادها أسعد الناس، فعيد الأم يوم يحمل طابع نفسي ومعنوي كبير لدى كل أم فهي لا تنتظر هدية من الأبناء على قدر ما تنتظر تعبيرهم لها عن حبهم لها، فما أجمل أن يكون هذا اليوم يومًا عائليًّا لا يفوته الأبناء للتجمع الأسري حول الأم والأب والامتنان لهم عن كل ما قدموه في حياتهم ولا يزالون يقدموه من أجلهم، وما أجمل إن امتد الاحتفال ليصل الجدة أيضًا، فلا يوجد شيء في هذا الكون يساوي فرحتهن بوجود الأبناء والأحفاد يحتفلون من حولهن ويقدرون جهودهن، متمنين لهن البقاء طويلًا في الحياة.[٤]


عقوق الأم

كيف لابنِ أن يعق أمه؟ أن يعق من ربته وعلمته وسهرت على راحته؟ إن عقوق الأم كشتمها أو عدم الاستجابة لها أو ظلمها وعدم الاهتمام بها أو حتى ضربها لهو كبيرةٌ من الكبائر التي توعّد الله مرتكبها بالعذاب الشديد، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يدخلُ الجنةَ عاقٌّ، ولا منَّانٌ، ولا مُدمنُ خمرٍ، ولا ولدُ زنيةٍ) [رواه الألباني، خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما أن عقوق الأمهات أشد ذنبًا من عقوق الآباء فتخصيصه صلى الله عليه وسلم الأمهات بالذكر دلّ على أهمية الالتزام ببرِهن.[٥]


مراجع

  1. Randa abdulhameed، "موضوع تعبير عن الام وفضلها وواجبنا نحوه بالعناصر "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2019.
  2. ^ أ ب "ما واجبنا نحو الأم"، kololk، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2019.
  3. 17-2-2015، "مكانة الأم في الإسلام"، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2019.
  4. رندة عبد الحميد، "موضوع تعبير عن عيد الأم للمدرسة"، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2019.
  5. يحيى الزهراني، "عقوق الأمهات"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2019.

فيديو ذو صلة :