محتويات
التدخين
إن التدخين من أسوأ العادات التي يُدمن عليها الناس، خاصةً الرجال في مختلف المراحل العمرية، ويؤثر سلبًا على كل عضو من أعضاء جسم الإنسان وأجهزته، كالقلب، والجلد، والرئتين، والعظام، والخصوبة، وهو مضرّ للجسم لأقصى مرحلة، إذ تحتوي السجائر على ما يقارب 600 مكون، والذي ينتج عن احتراقها أكثر من سبعة آلاف مادة كيميائية العديد منها ضارّ بالجسم، ويسهم ما نسبته 69% من هذه المكونات في التسبب بالسرطان، ولا توجد طريقة آمنة للتدخين على اختلاف الأدوات المُستخدَمة في ذلك، وقد لا تظهر آثار التدخين السلبية على الجسم مباشرة، إذ إن العديد من الأضرار والمضاعفات تظهر على مدار عدة سنوات، ومن حسن الحظ أن الإقلاع عن التدخين من شأنه عكس هذه الأضرار السلبية، وتخليص الجسم منها في حالة عدم تسببها بمشاكل صحية خطيرة بعد. [١]
آثار التدخين على البشرة
تقلل عادة التدخين السلبية من عمر الرجل بمقدار 12 سنة، ومن عمر النساء بما مقداره 11 سنة، وهو ما يتسبب بحالات وفاة متزايدة أكثر من ما تتسبب به حوادث السير، أو الإيدز، أو إدمان الكحول، أو تعاطي الأدوية المخدّرة، ومن أكثر المواد الضارة التي تحتوي السجائر عليها وتؤثر على الصحة أول أكسيد الكربون، والقطران، ويخرج أول أكسيد الكربون من عوادم السيارات، وهو غاز قاتل في حالة زيادة تراكيزه عن الحد الطبيعي في الهواء الجوي، إذ يمنع أعضاء جسم الإنسان من أداء وظائفها لأنه يأخذ محل الأكسجين الذي يستنشقه الجسم، أما القطران فهي مادة بنية دبقة تغلف الرئتين عند استنشاقها، وتؤثر على عمليّة التنفس.[٢]
ويؤثر التدخين على أجزاء الجسم كافّة بطرق مختلفة، ومن هذه الأجزاء البشرة، وهي الطبقة الخارجية التي تغطي الجسم كاملًا، وتعكس ما يحدث بداخله، فقد تؤثر العديد من المكونات الموجودة داخل السجائر على الكولاجين، والإيلاستين بتدميرها مؤدية لتسريع عملية الشيخوخة، وتعرّض المدخن لاحتمالية ظهور التجاعيد بصورة أسرع على الوجه، والجسم، ومن المشاكل الأخرى التي من شأن التدخين التأثير فيها على البشرة ما يلي:[٣]
- ترهّل الجلد: ويحدث ترهّل الجلد الناجم عن التدخين نتيجة فقدان مرونة الجلد، وعادةً ما يظهر ترهل الجلد في مناطق مختلفة من الجسم مثل الذراعين العلويين، ومنطقة الصدر.
- الصدفية: يعتقد الأطباء بأن الرابط ما بين عادة التدخين وحدوث مشكلة الصدفية هو ناتج عن احتواء السجائر على مادة النيكوتين التي تؤثر على جهاز المناعة، ونمو خلايا الجلد والتهابه، وبالتالي تكوّن الصدفية، وتعدّ الصدفية مشكلة جلدية ينتج عنها بقع متقشرة حمراء اللون، وتسبب الشعور بالحكة، ويشكّل التدخين عامل خطر للإصابة بالصدفية، إذ يزيد التدخين خطر الإصابة بالصدفية بمقدار الضعف، مع زيادة الخطر لأكثر من الضعف اعتمادًا على عدد السجائر المستهلكة يوميًا.
- سرطان الجلد: إذ يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية بما مقداره 52% لدى الشخص المدخن عن غيره من غير المدخن، ويعتقد الباحثون أن سبب زيادة نسبة حدوث سرطان الجلد لدى المدخنين نتيجة المكونات الضارة التي يحتوي عليها، ويبدأ ظهور سرطان الخلايا الحرشفية على منطقة الشفاه بالعادة.
- الشيخوخة المبكرة لبشرة الوجه: يسرّع التدخين من مشكلة الشيخوخة المبكرة لبشرة الوجه عن طريق تسريع ظهور التجاعيد فيها، ومن أنواع هذه التجاعيد الأكثر شيوعًا هي تلك التي تظهر على الحافة الخارجية للعينين من الجانب، وهذه التجاعيد ممكن حدوثها لدى أي شخص في الوضع الطبيعي عند تقدمه في السن، ولكنها تظهر بوقت مبكّر لدى المدخنين، كما يشيع ظهور الخطوط العمودية التي تظهر حول الفم نتيجة ضم الفم باستمرار أثناء عملية التدخين، وتنتج هذه الأضرار نتيجة تدمير الدخان للكولاجين، والإيلاستين كمُسببب رئيسي، ولكن أيضًا لانقباض الأوعية الدموية الذي يتسبب به التدخين دور أساسي في ذلك، وذلك عن طريق تقليل وصول الأكسجين والدم لمناطق بشرة الوجه، محفِّزًا الشيخوخة المبكرة.
آثار التدخين على باقي أجزاء الجسم
قد يؤثر التدخين على أجزاء الجسم الأخرى مثل جهاز القلب والأوعية الدموية، إذ يزيد التدخين من ضغط الدم في الجسم، ويزيد تجلط الدّم، بالإضافة إلى أنه يضعف جدران الأوعية الدموية، كما يزيد من خطر زيادة أي مشاكل قلبية سابقة سوءًا، ويؤثر التدخين على الجهاز الهضمي بزيادة خطر حدوث سرطان الفم، والحنجرة، والمريء، والحلق، وزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، كما يتأثر الشعر بالنيكوتين الموجود في الدخان، إذ يزيد من تساقط الشعر، والإصابة بالصلع، وظهور الشيب، ويظهر تأثير التدخين على الجهاز العصبي عندما يصل النيكوتين إلى الدماغ في ثوان معدودة ويجعل المدخن يشعر بمزيد من النشاط لفترة لكن مع تلاشي هذا التأثير يشعر بالتعب والرغبة الشديدة بالتدخين مرة أخرى، كما أن انسحاب النيكوتين من الجسم يؤدي لاختلال وظائف المعرفة والإدراك مما يؤدي لشعور الشخص بالقلق، والغضب، والاكتئاب.[١]
الإقلاع عن التدخين
يصعب إقلاع المدخنين عن عادة التدخين بسهولة، فعادةً ما يمرّ هؤلاء الأشخاص بفترات تشتد فيها الرغبة الشديدة للتدخين، لكن يتوجّب على الشخص التذكر أن هذه الرغبة ستزول خلال مدة 5-10 دقائق من الشعور بها، وتوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها مقاومة هذه الرغبة مثل مضغ العلكة الخالية من السّكر، أو الحلوى القاسية (الكاندي)، أو بذور عباد الشمس، أو المكسرات، وغيرها من الاقتراحات من أجل أن يلتهي الشخص عن التفكير بالتدخين في إشغال فمه بشيء آخر، كما يمكن ممارسة التمارين الرياضية من أجل تشويش شعور الرغبة الشديدة بالتدخين، والتقليل من حدته، ولا يشترط أن تكون تمارين رياضية بحاجة لمساحة كبيرة، فمن الممكن أداء تمرين القرفصاء، أو تمارين الضغط، أو حتى من الممكن صعود الدرج ونزوله لعدة مرات للمساعدة في تلاشي رغبة الشخص الشديدة بالتدخين، بالإضافة إلى إمكانية استخدام علاجات النيكوتين البديلة من علكة، ولصقات للجسم، وبخاخات للأنف، وغيرها.[٤]
المراجع
- ^ أ ب Ann Pietrangelo, Kristeen Cherney (9-5-2017), "The Effects of Smoking on the Body"، .healthline., Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ↑ Tom Seymour (27-7-2017), "The reasons why smoking is bad for you"، .medicalnewstoday., Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ↑ Terry Martin (2-11-2019), "9 Ways Smoking Damages Your Skin"، .verywellmind., Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ↑ "Quit smoking", .mayoclinic., Retrieved 6-12-2019. Edited.