محافظة البحيرة
تقع محافظة البحيرة غرب الدلتا يحدها البحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال وفرع رشيد من جهة الشرق ومحافظة الإسكندرية ومطروح من الغرب ومحافظة الجيزة من الجنوب ويخترقها شريانان رئيسيان بالجمهورية، هما طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي والزراعي، وفي السابق كان يطلق عليها مقاطعة بديت والتي كانت عاصمة مملكة الشمال وكانت تتكون من 20 مقاطعة ومرة بأرضها كل الأحقاب التاريخية ابتداءً من عصر ما قبل الأسرار ومرورًا بالعصر الفرعوني ثم العصر القبطي ثم الفتح الإسلامي لمصر وأخيرًا العصر الحديث، ومر أيضًا بها معظم الفلاسفة ومؤرخو وجغرافيو الإغريق وتعلموا على إيدي كهنتها، إذ كانت المعابد في مقام الجامعات الأولى التي تعلموا منها الإغريق مبادئ العلوم والطب والفلسفة، وحظيت المحافظة منذ القدم للأن بزيارات الرحالة والبحارة والسلاطين والملوك والرؤساء والمؤرخين والفلاسفة، فزارها هيرودوت واسترابون وفيلاوس واسترابون وهيلانة ووقايتباي والاسكندر وعمرو وباريس والغورى وصلاح الدين الأيوبي.
وتتميز المحافظة بموقعها الإستراتيجي الهام، وتحتوي المحافظة الكثير من المواقع الاثرية الإسلامية في رشيد والأديرة المسيحية في وادي النظرون والذي يحتوي على مقابر كل البطاركة الأرثوذكس ويقع في صحراء النطرون[١].
مدينة رشيد
مدينة رشيد هي إحدى مدن ومراكز محافظة البحيرة وهي عبارة عن ميناء قديم يقع على مصب الفرع الغربي لنهر النيل في البحر الأبيض المتوسط، وكانت المدينة عبارة عن محافظة مستقلة وكانت تحتوي على قنصليات لدولة أجنبية قبل محافظة القاهرة والإسكندرية، إذ هزمت غزوة الإنجليز الأولى في عام 1807 م وأهملت طوال فترة الاحتلال لمصر لتصفية محمد علي باشا مراكز القوة في مصر لفرض سيطرته التامة على البلاد وكانت الهزيمة على يد أهالي رشيد بقيادة علي بك السلانكلي وأمر بحفر ترعة المحمودية خوفًا من ظهور مركز قوة جديد لتحويل مسار التجارة الدولية من الرشيد للإسكندرية، وتحتوي رشيد على أربعين ورشة تصنع ألف يخت في كل عام وتصدره للدول العربية وتشتهر المدينة بصناعة الفسيخ، ويعود اسم المدينة لاسم مصري قديم وهو رخيت ليصبح رشيت في العصر القبطي وفيها وجد حجر رشيد الذي من خلاله حلة رموز الكتابة المصرية القديمة وهو حجر من أحجار البازلت الأسود بطول متر وعرض 73 سم وسمك 27 سم.[٢].
المناطق الأثرية في مدينة رشيد
تحتوي مدينة رشيد الكثير من المناطق والأماكن الاثرية العائدة للعصور القديمة، فيما يأتي أبرزها[٣]:
- متحف رشيد القومي: يعرف باسم منزل عرب، ويعود تاريخه للقرن الثاني عشر هجري ويعرض ملامح عن تاريخ رشيد الوطني وهو عبارة عن أربعة طوابق وكل طابق مخصص لغرض ما، فالأول مخصص كبيت للهدايا والثاني والثالث مخصص للعرض المتحفي ويضم ما يقارب 334 قطعة أثرية أبرزها القطع الرخامية وحامل الإناء والأزياء وشواهد القبور العائدة للعصر العباسي ومجموعة من التماثيل تتحدث عن بسالة أهل رشيد في الدفاع عن مدينتهم، ويحتوي على نموذج لقلعة رشيد وتماثيل ولوحات لشخصيات مهمة ومجموعة من البنادق والسيوف ومجموعة من الآثار الإسلامية المكتشفة في مدينة رشيد كأواني فخارية وعملات إسلامية.
- منزل الأمصيلي: وهو أبرز الآثار الإسلامية في المدينة ويعود تاريخة لـ 1808، بُني على يد عثمان أغا الأمصيلي وهو جندي في الجيش العثماني والممنسب لمدينة أماسيا في تركيا، والمنزل عبارة عن ثلاثة طوابق، إذ إن الطابق الأرضي يحتوي على واجهتين رئيسيتين تطلان على الشارع، إذ إن الواجهة اليسرى بجانب حسيبة غزال الأثري الذي بني في السنة ذاتها ويحتوي المنزل على ملحق مخصص للخدم والمنزل عبارة عن 3 طوابق، إذ إن الطابق الأرضي يحتوي على مخزن وغرفة الصهريج لتخزين المياه ودورات المياه، ويتكون من حجر للاستقبال يحتوي على قواطع من الخشب تتخللها أعمدة رخامية.
- مسجد المحلى: يحتل المركز الثاني من حيث المساحة بين المساجد التاريخية في رشيد بعد مسجد زغلول ويعود بناء المسجد الواقع في داخل قبر السيد علي المحلي الذي مات في رشيد ودفن فيها في عام 90 هـ، ويعاني المسجد من إهمال المسؤولين وكانت النتيجة توقف العمل به لعدة سنوات بسبب غرقه بمياه الصرف الصحي والمياه الجوفية.
- منزل عصفور: أنشأه إبراهيم بلطيس عصفور ويعود تاريخه لعام 1754 م وهو عبارة عن 3 طوابق، فالطابق الأرضي يحتوي على شادر ومخازن الغلال وغرف للاستراحة وقاعة للمناسبات وفيها حجرة الصهريج، والطابق الثاني فيه غرف تحتوي على شبابيك ومشربيات من الخشب الخرط والدور الأخير صيفى وفيه نوافذ بارزة ما يقارب نصف متر بينما الحجرة الرئيسية مكونة من دواليب من الخشب المزخرف بالأرابيسك وتعلوها خورنقات وهي عبارة عن تجاويف في الجدران أو الدواليب توضع فيها الأمتعة وفيها أيضًا محراب من القيشاني الأصفر والأخضر.
- منازل أثرية في مدينة رشيد: تحتوي المدينة مجموعة فريدة من نوعها من الأبنية الإسلامية فهي تضم 22 منزلًا أثريًا و10 مساجد وحمامًا وطاحونة وبوابة وقلعة وبقايا سور وجميعها عائدة للعصر العثماني باستثناء قلعة قايتباي وبقايا سور رشيد والبوابة فهي عائدة للعصر المملوكين وبنيت المنازل من الطوبة الشيدى السودان وهي تعكس ما كان يميزها في العصر العثماني من التقدم في العمارة والنجارة والبناء.
المراجع
- ↑ "اعرف بلدك.. تعرف على أفضل الأماكن السياحية في البحيرة"، albawabhnews، 4-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25.بتصرّف.
- ↑ "مدينة رشيد"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.
- ↑ "بالصور.. تعرف على المناطق الأثرية بمدينة رشيد"، youm7، 28-9-2016، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.