أين تقع قناة بنما

دولة بنما

تقع بنما جغرافيًا على برزخ، أي حاجز يفصل بين المحيطات كشريط يابسي يحيطه الماء، إذ تربط بين الأمريكتين الجنوبية والوسطى، وهي الدولة التي أُنشات فيها قناة تربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي بغرض الملاحة، فالقناة هي إنجاز بشري يعد الأهم في تاريخ الهندسة البشرية، أما بنما كدولة اليوم فعاصمتها بنما ستي، وفيها مظاهر الدولة الحديثة من ناطحات سحاب ونوادٍ ليلية وغيرها، وفي إحصائية عام 2019 م بلغ عدد سكانها حوالي 4.23 مليون نسمة، يعيش أكثر من نصفهم في العاصمة، وبالمجمل فإن بنما لا تضم إلا 12% من سكانها الأصليين، أما بنيتها التحتية فهي مقبولة جدًا، فجميع شوارعها واسعة مرصوفة وآمنة، بالاضافة لشكبة ممتازة من الطرق، وسيارات أجرة مائية للوصل إلى الجزر المحيطة، وخط سكة حديد يحاذي قناة بنما وصولًا لمدينة كولون، في حين أنها تتمتع باقتصاد حرّ يعد الخمسين الأكثر حرية في المؤشر لعام 2019 م، ويكثر فيها زراعة الموز والكاكاو والقهوة وجوز الهند وقصب السكر، فالزراعة تساهم فيها بنسبة 17% من الناتج المحلي، وصناعة الخدمات تعد أكبر صناعة في بنما لتساهم بـ 64.4% من الناتج المحلي الإجمالي. [١]


قناة بنما

وصلت قناة بنما كما أسلفنا المحطين الأطلسي والهادئ، إذ انتهى العمل بها في العام 1914م، وبذلك اختصرت الملاحة البحرية للسفن بين مدينة سان فرانسيسكو ونيويورك إلى 8730 كم، فقبل إنشاء القناة كانت السفن حتى تسافر نفس الرحلة تحتاج لقطع مسافة 20 الف كم، إذ كان يلزم الإبحار حول أمريكا الجنوبية جميعها، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية هي من بنت القناة بتكلفة 380 مليون دولار، وبأيدي عاملة تعدت الآلاف، وبمدة زادت عن عشر سنوات، فشقّوا القناة عبر غابات وتلال ومستنقعات اتسمت بالصعوبة، فكانت أهم صعوباتهم هي الأمراض التي قد تصيبهم بسبب المناخ المداري، كالملاريا والحمى الصفراء. [٢]


أهم الحقائق عن قناة بنما

تميزت فترة ما قبل حفر القناة وكذلك الفترة التي تلت ذلك بالعديد من الحقائق هي كالآتي : [٢][٣][٤]

  • كان التفكير بشقّ قناة على غرار ما حدث في بنما في القرن التاسع عشر، فقامت الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا بإجراء الدراسات المشتركة بهدف شقها في نيكاراجوا، وبسبب التفكير الجدي بالموضوع كادت أن تقع حربًا بينهما لفرض السيطرة على القناة التي اقترحتها كل من الدولتين، ولكن انتهى النزاع بمعاهدة كلايتون والمتضمنة سيطرة كلاهم على القناة في عام 1850م.
  • بدأ رجال أعمال من الولايات المتحدة عام 1889م بشق القناة عبر نيكاراجوا، ولكنهم لم يتمكنوا من المضي في الحفر بسبب نقص التمويل، فعرضوا على الحكومة الأمريكية أن تشتري حقوق ملكيتهما، ولكن الفكرة لم يجمع عليها الساسة الأمريكيين آنذاك، ولم يحصل أيّ تحرك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أي شيء.
  • بعد انتصار الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد إسبانيا عام 1898م، وفرض السيطرة على دول عديدة في مناطق أمريكيا الجنوبية، الأمر الذي أدى إلى تفويض من الكونجرس بشق القناة بغرض الدفاع الوطني، وكانت المنطقة المرشحة هي نيكاراجوا، ولكن تدخل الشركة الفرنسية التي تمتلك حقوق وامتيازات في بنما وعرضها ببيع هذه الحقوق مقابل 40 مليون دولار، وكذلك إقناع بعض الجيولوجيين باحتمال حدوث زلازل في نيكاراجوا عزز عند الولايات المتحدة الأمريكية بالحفر في بنما.
  • كانت القناة سببًا في توتر علاقات أمريكيا بدولة بنما، فالخلاف على من تعود السيطرة على القناة، ففي عام 1964م حصلت احتجاجات وصفت بالعنيفة بسبب منع رفع العلم البنمي قرب العلم الأمريكي عند القناة، الأمر الذي أدى لقطع العلاقات بينهما فترة من الزمن.
  • وقع الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" والرئيس البنمي "عمر توريخوس" معاهدة في العام 1977م يتم بموجبها نقل المراقبة على القناة في العام 1999م، إذ سيطرت أمريكيا على القناة مدة 85 عامًا منذ انشائها، لتنتقل في العام 1979م إلى لجنة بنمية أمريكية، وفي العام 1999م انتقلت السيطرة لبنما بشكل نهائي.


الجوانب الفنية لقناة بنما وأهميتها

تتميز عبور السفن في القناة بالعديد من الجوانب الفنية، وذلك نتيجة الأسلوب العلمي والهندسي الذي أٌنشأت القناة لأجله، هذه الجوانب هي كالآتي :

  • يلزم أي سفينة حتى تنهي عبور القناة من 8-10 ساعات، إذ تمر هذه السفن عبر ما يُسمى بالسلالم المائية أو الأهوسة، والتي تضمن مرور السفن بأمان في حالة اختلاف منسوب المياه في المحيطين الأطلسي والهادىء.
  • يلزم اليوم لتشغيل القناة ما لا يقل عن عشرة الآلاف مستخدم، فهي مفتوحة على مدار 24 ساعة في أيام السنة جميعها.
  • يلزم لعبور السفن عمق مياه بحدود 12 مترًا، وهي المسافة التي لا يتجاوزها ما يُسمى بغاطس القناة، فلتعويم باخرة واحدة يلزم حوالي 190 مليون لتر مياه عذبة، فهي تحتاج لـ 2660 مليار لتر سنويًا.
  • تمكّنت القناة من ربط أكثر من 160 دولة حول العالم، وحوالي 1700 ميناء بحري، فهي تستحوذ على مرور حوالي 5% من تجارة العالم بأسره.
  • يمر عبرها سنويًا بحدود 14 ألف سفينة، و70 ألف حاوية، وتبلغ إيراداتها السنوية حوالي 1.8 مليار دولار.
  • جرى توسيع القناة عام 2016 م لزيادة استيعاب السفن الضخمة، وبالتالي زيادة كمية البضائع المنقولة، وتقليل كمية المياه العذبة اللازمة، ومن ضمن التوسعة هذه بناء مسارات جديدة للسفن، أي بناء المزيد من الأهوسة سابقة الذكر.
  • الرسوم المدفوعة لعبور القناة تعتمد على الوزن، وتعد أقل رسوم دُفعت كانت من المغامر ريتشارد هاليبرتون الذي عبرها سباحةً في عام 1928م، وكانت الرسوم المطلوبة حسب وزنه هو 0.36 دولار


المراجع

  1. "أهم المعلومات عن دولة بنما"، murtahil، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب " الإعجاز الهندسي والطموح الإنساني الجامح ."، biala.50webs، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
  3. "بنما.. قناة كبيرة في دولة صغيرة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
  4. كمبرلي أينغر (26-6-2018)، "أهم 10 أشياء لا تعرفها عن بنما"، icann، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :