تاريخ تلمسان
يعود تاريخ تأسيس المدينة إلى القرن الرابع الميلادي على يد الإمبراطورية الرومانية، ثم تعرضت لغزو قبائل الوندال القادمة من أوروبا، وقد وصل إليها الفتح الإسلامي إبان القرن الثامن الملادي، وفي عام 1492 احتضنت مئات الآلاف من لاجئي بلاد الاندلس، ولا سيما من مدينتي غرناطة وقرطبة بعد سقوط البلاد، ثم خضعت لسيطرة إسبانيا فما حررها العثمانيون سنة 1553 فأصبحت جزءًا منها مع نوع من الاستقلال الذاتي، وبحلول عام 1844 خضعت لسيطرة فرنسا إلى أن استقلت سنة 1962.[١]
يقسم طقس المدينة إلى موسمين اثنين، أولهما ماطر يمتد من شهر تشرين الأول أكتوبر حتى أيار مايو، ويبلغ متوسط درجة الحرارة 10 درجات مئوية، فيما قد تنخفض إلى ما دون الصفر أحيانًا، وعليه يمكن القول إن شتاء المدينة بارد جدًا يتخلله رياح قوية وثلوج، وأما الموسم الثاني فهو موسم الجفاف الذي يبدا من شهر حزيران يونيو حتى أيلول سبتمبر؛ إذ يصل متوسط درجة الحرارة 26 ْ، وقد ترتفع لتصل إلى 40 ْ، علمًا أن متوسط حرارة العام ككل 18 ْ، وعليه فإن فصل الربيع هو الأنسب للزيارة بعيدًا عن الحر الشديد، أو البرودة القارصة.[٢]
أين تقع مدينة تلمسان
حازت المدينة على لقب لؤلؤة المغرب الكبير وذلك بفضل جمالها الأخاذ لا سيما وأنها مدينة ساحلية على البحر الأبيض المتوسط، تقع شمال غرب جمهورية الجزائر، وفي ما يلي تقدير المسافات بين تلمسان وأبرز مدن الجمهورية[٣][٤]:
- تبعد عن العاصمة الجزائرية الجزائر 516 كيلو متر.
- تبعد عن وهران 173 كيلو متر.
- تبعد عن سيدي بلعباس 92 كيلومتر.
- تبعد عن بسكرة مسافة طويلة جدًا تصل إلى 857 كيلو متر.
- تبعد عن عنابة مسافة طويلة جدًا تفوق بعدها عن بسكرة، وتقدر بنحو 1050 كيلومتر.
وتقع جمهورية الجزائر في الناحية الشمالية من قارة أفريقيا، وتطل على البحر الأبيض المتوسط من الجهة الشمالية، فيما تحدها من بقية الجهات حدود برية يابسة، فمن الشرق تونس وليبيا، ومن الجنوب النيجر ومالي، ومن الغرب موريتانيا والمغرب، وبذلك تبلغ مساحتها الجغرافية الكلية 2.381.741 كيلومتر مربع.
السياحة في تلمسان
تعد ثاني أكبر مدينة في الجزائر بعد وهران، وعليه فلا غرابة أن تعج بالمعالم السياحية والمزارات المنوعة ما بين المباني الفريدة التي خلفتها الحضارات المتعاقبة عليها وأشهرها حضارة الأمازيغ الذين سموا المدينة باسمها الحالي بسبب كثرة عيون وينابيع الماء فيها، والفاندال، والرومان، وغيرهم، بالإضافة إلى طبيعتها الساحرة بفضل ينابيعها المائية كما أسلفنا، ولا شك أن الماء يضفي حيوية ورونقًا على كل شيء، ومن أبرز المعالم التي تستحق الزيارة في المدينة ما يلي:[٢]
- المسجد الكبير The Great Mosque in Tlemcen: هو مسجد تاريخي عريق يعود إلى عصر المرابطين، بني سنة 1136 للميلاد باستخدام الحجر والطوب، فيما أضيفت له المئذنة سنة 1236، فغدا تحفة معمارية تبرز روعة الفن الإسلامي خاصة في بلاطاته المتعامدة.
- مسجد سيدي أبو الحسن Sidi Abou El Hassan Mosque: هو مسجدي تاريخي عريق بني سنة 1296، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى العالم والقاضي الشهير في ذلك الوقت أبو الحسن علي، علمًا أنه تحول إلى متحف ومدرسة إبان حقبة الاستعمار الفرنسي للبلاد.
- برج المنصورة Mansoura Tower: هو معلم إسلامي يعود تاريخه إلى سنة 1299، يتميز بطرازه الهندسي المميز، والمناظر الطبيعية الخلابة المحيطة به من مزارع الكرز والزيتون.
- شواطئ تلمسان Tlemcen beaches: تعد بمثابة الضالة المنشودة لمحبي المناطق الطبيعية عمومًا، والانشطة والرياضات المائية على وجه التحديد، فهو يحتضن رمالًا ناعمة ومياهًا زرقاء رقراقة مما يوفر للسائح فرصة الاستمتاع بالسباحة، والصيد، والغوص في مناطق محددة غنية بالمخلوقات البحرية والشعب المرجانية.
- مغارة بني عاد Cave Beni Add: توجد في منطقة عين فزة، وهي تجذب محبي المغامرات والاستكشافات من ناحية، والشعراء من ناحية أخرى كونها تتميز بطبيعة فريدة من نوعها، فهي تضم تكوينات صخرية مميزة بأشكال غريبة وألوان جميلة، ويتخللها شلال ومساحات خضراء يانعة تسر الناظرين.
- جبال تلمسان Mountains of Tlemcen: تضم المدينة العديد من الجبال الشاهقة، وقد باتت وجهة لمحبي رياضة التسلق، وركوب المناطيد للاستمتاع بإطلالة بانورامية رائعة على المدينة من علو فتظهر المساحات الخضراء مع المياه الزرقاء والحيوانات البرية فيبدو المشهد مثل لوحة فنية من صنع الخالق جل وعلا.
- شلال الأوريت El-Ourit Waterfalls: يعد أحد أطول شلالات المدينة، فتدفق مياهه من أعالي الجبال في مشهد يحبس الأنفاش مصدرًا صوتًا جميلًا يطرب الآذان، لا سيما مع وجود الطيور المميزة التي تضفي على المنطقة جمالًا فوق جمالها.
- قلعة المشور Al-Mashour castle: بنيت في القرن السادس عشر الميلادي كمقر حكام بني عبد الوا، وقد باتت وجهة سياحية لانها تضم بنايات مميزة وحدائق ذات زرع وزهر، علمًا أنها تحولت إلى كنيسة مسيحية في عهد استعمار فرنسان، ثم إلى مسجد بعد الاستقلال.
- هضبة لالة ستي Lella Setti: توجد أعلى المدينة، يأتيها السياح للاستمتاع بإطلالة من علو والتقاط الصور التذكارية، بالإضافة إلى ممارسة الألعاب الرياضة والجلوس حول بركة الماء.
- مسارح تلمسان Tlemcen Theaters: تعد مدينة تلمسان وجهة ثقافية مميزة، وعليه فإنها تحتضن المقر الرئيسي للفنون بالجزائر، كما نالت لقب عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011، وعليه فإن زيارتها تفرض بالضرورة الذهاب إلى أحد مسارحها والاستمتاع بالعروض التي تحكي عن فن وثقافة الجزائر.
المراجع
- ↑ "تلمسان"، الجزيرة، 28-10-2014، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "السياحة في مدينة تلمسان الجزائر .. الدليل السياحى لأهم المعالم السياحية فى تلمسان ” لؤلؤة المغرب الكبير “.."، المرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019.بتصرّف.
- ↑ "اين تقع تلمسان والمسافات بينها وبين اهم مدن الجزائر"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019.بتصرّف.
- ↑ "الجزائر"، الجزيرة، 18-2-2014، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019.بتصرّف.